يتعلن علينا ونحن نتحدث عن تجربة الموسيقي محمد علي كمون ان نشير الى البعد الذاتي الجلي في اعماله الموسيقية فهو وإن تخصص في موسيقى الجاز وهو نمط موسيقي عالمي الا انه لم يغيب الطابع الموسيقي التونسي المستوحى من التراث التونسي. فللموسيقى التونسية حضور واضح في عروض محمد علي كمون وخاصة في عرضه الاخير بمسرح مدينة تونس في اطار أسبوع الموسيقى الآلاتية. وعلى اثر هذا العرض، التقته «الشروق» فكان لها معه هذا الحوار: عرضك الأخير حقق نجاحا كبيرا، الى من يعود الفضل في هذا النجاح؟ يعود الفضل بالأساس الى العازفين وايمانهم بهذا العمل فرغم انهم لم يكونوا كلهم مختصين في الجاز الا أنهم بذلوا مجهودا كبيرا لإنجاح هذا العمل سواء في التمارين او خلال العرض. وجدنا في هذا العرض مزجا بين عدة موسيقات الا ان الجاز والموسيقى التونسية كانا الاوفر حظا... بم تبرر ذلك؟ لم تكن لي نية الجمع بين نمطين موسيقيين وانما تم ذلك بكل عفوية فكانت الاعمال الموسيقية المقدمة نتاجا للحس الموسيقي الذي بداخلي ولتكويني الموسيقي الذي شمل كل هذه الانماط وقد مكنني تعليمي الاكاديمي من توظيف تقنيات الموسيقى الغربية وخاصة الجاز على بعض الأعمال التونسية المعروفة وأعمالي الخاصة ايضا مثل قطعة «كيف الدنيا» و«طبع وحكاية». لماذا اخترت الجاز دون غيره؟ الموسيقى العربية الكلاسيكية تخضع لعدة قواعد تقيد المبدع وهي ثرية جدا في الجانب النظري والموسيقى العربية هي موسيقى الروح والاحساس وللجانب التعبيري فيها أهمية قصوى في حين ان الجاز جمع بين هاتين الخاصيتين وهو نمط غني جدا من حيث الايقاعات ومن حيث النظريات وهو موسيقى معبرة جدا وغنية بالإحساس. متى بدأت تجربتك في التأليف؟ بدأت تجربتي في التأليف منذ فترة دراستي بالمعهد العالي للموسيقى بتونس حيث كنت متأثرا بموسيقيين مشرقيين مثل عمر خيرت وعمار الشريعي وتونسيين مثل فوزي الشكيلي وأنور براهم. هل تلقيت تكوينا أكاديميا في الجاز؟ أولا بدأت البحث في موسيقى الجاز سنة 2000 من خلال رسالة ختم الدروس بالمعهد العالي للموسيقى وقد كنت أحم دائما أن أتلقى تكوينا أكاديميا في هذا النمط وفعلا تحصلت على منحة لمواصلة تعليمي بفرنسا فالتحقت بجامعة سترازبورغ التي تعرفت فيها على أساتذة وعازفين مختصين في الجاز أمثال بيار ميشال الذي أطّرني في مرحلة الماجستير ثم انتقلت الى جامعة السوربون بباريس لمواصلة مرحلة الدكتوراه وبالتوازي التحقت بعدة معاهد خاصة تعلمت فيها الهارموني والتأليف الموسيقي والقيادة والبيانو. بعد عرض «جازنا» ما هي مشاريعك المستقبلية؟ بعد النجاح الذي حققه عرض جازنا زاد الحماس لتقديم عروض أخرى في تونس والخارج وأتمنى أن أجد الدعم اللازم لأن مثل هذه العروض تتطلب الكثير من الجهد والمستلزمات كالتقنيات الصوتية وفضاءات مجهزة للتمارين وكذلك الاشهار الذي يؤدي دورا هاما في التعريف بالعروض وايصالها للجمهور. هل تلقيتم دعوات من مديري المهرجانات لتقديم عرض «جازنا»؟ هنالك وعود ولكن لا شيء رسمي الى حد الآن لكن ستكون لي مشاركة في مهرجان المبدعين التونسيين بالنجمة الزهراء في شهر ماي سأقدم فيه عرضا في شكل ثنائي بين الناي والبيانو.