يعتبر الفنان الموسيقي رياض الفهري من الموسيقيين المهمين في تونس، وله اسهامات واضافات ذات بال في الساحة الفنية التونسية.. الفنان رياض الفهري الى كونه من ابرز عازفي العود في تونس والوطن العربي، فإنه قدّم العديد من العروض في تونس وخارجها، حيث مثل تونس في مهرجانات عالمية مثل المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بفالنسيا (اسبانيا) والمهرجان الدولي للموسيقى الجامعية وغيرها من التظاهرات الهامة.. الفنان رياض هو باعث أركسترا معهد الموسيقى والرقص بسيدي بوسعيد، وباعث العديد من المشاريع التي يصعب حصرها، لعل آخرها مشروعه الجديد «المنارة والبرج» الذي سيقدّم يومي 17 و18 فيفري الجاري بمسرح مدينة تونس. عن هذا العمل الموسيقي الجديد، كان هذا اللقاء مع الفنان رياض الفهري.. * «المنارة والبرج»... ماذا يمكن ان نعرف عن هذا العمل؟ هو عمل موسيقي، يضم مجموعة من العازفين من تونسواسبانيا وامريكا وانقلترا ويضم 12 قطعة موسيقية جميعها من تأليفي وتوزيع عازف البيانو العالمي طوماس روزانكرانز. * ماذا يمكن ان نفهم من عنوان «المنارة والبرج»؟ المنارة والبرج تعني حضارتين، حضارة عربية واخرى غربية، اذن العمل هو لقاء او موعد بين قطبين ثقافيين راقيين، قطب الثقافة العربية، وقطب الثقافة الغربية، هو لقاء ابداعي وروحي، وحوار رائع بين العود والقانون والكمنجة والبيانو والقيثارة والايقاع الذي يعطي لهذا الحوار توازنه. * ماهي الرسالة التي يريد ابلاغها الفنان رياض الفهري من خلال هذا العمل؟ رسالتي واضحة، وهي دعوة الى الحب والتسامح والتضامن، اردت من خلال هذا العمل ان اقول ان التعايش في سلام ممكن واننا كعرب لنا ما نضيفه للثقافة الكونية واننا شعب له حضارة وله ثقافة، شعب مبدع يؤمن بالسلم ويدعو الى السلام والى الحوار بين الحضارات والثقافات. هذا الموعد الابداعي هو ردّي كفنان على ما يقال عنا كعرب.. * هل من فكرة عن الفريق العامل معك في هذا العرض؟ المجموعة تتكون من اربعة عازفين تونسيين هم البشير السالمي (كمنجة) وسليم الجزيري (قانون) ولسعد حسن (ايقاع) ورياض الفهري (عود)، ومن اسبانيا الفنان خوان ميغال ميراندا (قيثارة) وعازف البيانو طوماس روزانكرانس الذي يقوم ايضا بالإدارة الفنية للعرض، وأخيرا الفنانة الشابةالتونسية الانقليزية ياسمين كيربالاني التي لم تتجاوز سن 16 عاما ومع ذلك تعتبر من ألمع العازفين على آلة الكمنجة وهي تمثل تونس سنويا في اكثر من 200 تظاهرة عالمية. * وماذا عن طبيعة القطع التي يضمها العرض؟ العرض يضم 12 قطعة تجمع بين الموسيقى الشرقية والبلوز والجاز والفلامنكو.. * برأيك، هل هناك جمهور يستمع الى الموسيقى في ظل هذه الهجمة الشرسة للاغاني «الهابطة»؟ على الرغم من كل شيء مازال هناك عشاق للموسيقى ومازالت شريحة هامة تبحث عن الفن الراقي، وتطرب للجميل، وقد لاحظت ان الكثير ممن استمعوا الى بعض القطع تفاعلوا بشكل ايجابي جدّا وأعجبوا بالعمل، لي ثقة كبيرة في الجمهور التونسي الذي هو في الحقيقة جمهور وأذواق متعددة ومختلفة.. * لماذا اخترت هذه الفترة بالذات لتقديم العرض؟ لست من احباء «ثقافة الحضبة»، اميل اكثر الى التفرد، اريد ان اقدّم عروضي في فترات الفراغ، كذلك هناك ظروف والتزامات الفنانين الاجانب التي حتمت البرمجة في هذه الفترة بالذات.. * لماذا اخترت تقديم العرض بالاعتماد على اللغة الموسيقية دون الاستعانة بالمنطوق (شعر)؟ لا اريد توجيه فكر المستمع، اردت ان اترك للمستمع حرية التعبير عن احساسه بعد سماع القطعة.. انا وضعت الموسيقى وعلى المستمع ان يضع الكلمة التي يريد. * هل سنشاهد «المنارة والبرج» في المهرجانات الصيفية؟ ربما، نحن نفكّر في قرطاج، وان شاء الله تتاح لنا الفرصة، العمل ضخم، وانفقنا عليه كثيرا، مالا ووقتا وجهدا، ف «المنارة والبرج» ليس عملا موسيقيا فحسب بل هو عمل فرجوي، تلعب فيه الانارة دورا فعالا وكذلك السينوغرافيا، عناصر الفرجة متوفرة في العرض، واشرف عليها مختصون مثل الفنان قيس رستم (سينوغرافيا)، وبلقاسم جليطي (اضاءة) وسيتم تصوير العرض بأحدث التجهيزات لأننا قررنا إصداره على اقراص مضغوطة (C.D) وكذلك (D.V.D). * معروف عنك، رحلاتك خارج الوطن، فهل سيقدّم عرض «المنارة والبرج» في مهرجانات خارج تونس؟ قبل الاجابة عن السؤال اريد ان اشير الى ان اخراج العرض هو للفنان كريم بن يحيى والاشراف التقني لمحمد بن علي، اما بخصوص السؤال اقول انه في برنامجنا قد يتم العرض في اكثر من تظاهرة وقد تلقينا العديد من الدعوات لكننا حريصون على تقديم العرض في اماكن لها قيمة فنية وثقافية على الصعيد الدولي.