تحدث السيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس بالوزارة عن عمرة المولد وطرق الاحتفال به منتقدا الافراط في الاستهلاك. وتعرض إلى موسم الحج 2010 وبرامج الوزارة للتصدي للطائفية والفتاوى وترسيخ قيم التسامح الديني. وبخصوص عمرة المولد قال: «انه لا يوجد موجب حاليا لكي لا تقع العمرة أو الحج لأنه والحمد للّه اللّقاح متوفر والاجراءات المتعلّقة بالسّكن والنقل تمّ الانتهاء منها». وأضاف: «ننتظر حاليا فتح النظام السعودي لكل الدول الاسلامية لاتمام الاجراءات». وردّا على سؤال «الشروق» المتعلق بعزوف التونسيين عن العمرة بسبب تلاقيح انفلونزا الخنازير الذي تبيّن من خلال تراجع الطلب على وكالات الأسفار «أفاد الوزير أن التلقيح هو واجب وحفظ للذات والمجموعة لا يمكن أن تسقطه رغبة ولهذا لن تطأ قدم أي إنسان البقاع المقدسة ليعتمر دون تلقيح». وأوضح ان وزارة الصحة العمومية وضعت على ذمّة المعتمرين مخزونا ب15 ألف وحدة تلقيح. وبخصوص العزوف قال: «هو موجود حسب ما قرأت في الصحف ويجب التبيّن منه بأرقام ملموسة وعلمية». وذكر أن الفيروس لا يزال موجودا والإنسانية جمعاء عرضة له لذا لا بدّ من أخذ الاحتياطات اللازمة». واعتبر أن تأجيل الحجّ خلال الموسم الماضي كان قرارا إيجابيا ومن خالفوه كان مآلهم المرض حتى أنه تمّ وضعهم في نزل خاصّ على نفقة الوزارة لتطويق المرض. وقال ردّا على سؤال أحد الاعلاميين: «نحن لا نقرّ إلا العمرة عبر المسالك الطبيعية لكن لا يمكن أن نمنع الإنسان الذي يريد أن يسافر ونعتبر أن ذلك ليس في صالح المواطن ونعوّل على وعيه». واستشهد بالحجيج الذين قاموا بذلك خلال الموسم الماضي وكانوا في حدود 1400 أصيب منهم أكثر من 30 حاجا. وفيما يتعلق باستعدادات الحج والحصة التي سيتم اعتمادها هذه السنة أفاد أن الوزارة تأخذ حسب ما هو متعارف عليه «على كل مليون ألف حاج» وهذه السنة سوف يتم أخذ الحصة كاملة. وأضاف أن المفاوضات انطلقت لتحديد المواقع واتخاذ كل ما يجب من اجراءات وكذلك اعداد الجانب الفني لأن هناك عديد العمارات التي أزيلت ويجب الاسراع في التحضيرات. «زقوقو» المولد وحول الخسائر التي تكبدتها وكالات الأسفار بسبب تأجيل العمرة السابقة وتأخير تنفيذ وعود دعمها قال الوزير: «ندعم وكالات الأسفار وجدولة الديون تتم حالة بحالة واللجنة المعنية اجتمعت وكان القرار ثمّ كان التنفيذ وما عدا ذلك فهو راجع إلى لسلطة الإشراف». ولأننا على أبواب الاحتفال بالمولد الذي يقبل فيه التونسي على شراء لوازم عصيدة «الزڤوڤو» التي عرفت هذه السنة ارتفاعا كبيرا سألت «الشروق» عن الرسالة التي توجهها الوزارة إلى المواطن التونسي في هذا الظرف فأجاب الوزير بأن المواطن مدعوّ إلى الارتكاز على الخطاب العلمي حتى يحفظ صحته وميزانية عائلته ويرشد استهلاكه. واستغرب من بلوغ سعر الكلغ الواحد من البندق 60د قائلا: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا». وحول الحدّ من تأثير البدع والطائفية التي تأتي بها بعض الفضائيات أحيانا قال الوزير: «لنا سند تونسي في مباشرة العبادة ومن يرى أن الانتحار هو في سبيل اللّه لا يعنينا أو الزواج بثانية فقط بقراءة الفاتحة نعتبره بدعة». وقال الوزير: «توجد انزلاقات وانفلاتات لا بدّ من التصدّي لها في المجتمع التونسي». وفسّر بأننا في تونس لا نتزوّج بثانية لأن المباح شرعا يجوز الحدّ منه شرعا». وأكد أنه يوجد في تونس من يريد أن ينزلق وسوف نتصدى له فكريا ولمن يريد أن يلوث منهجنا وخصوصياتنا. واستشهد بأن تونس صنّفت كأول بلد عربي إسلامي في التسامح الديني. وبخصوص برامج القنوات الخاصة والحكومية في تونس أفاد الوزير بأنها محلّ متابعة وأي اخلال بالقيم والأخلاق يتم التصدّي له بصفة حينية. وتعرض الوزير في بداية الندوة الصحفية إلى البرامج الاحتفالية بمناسبة المولد وتهيئة المساجد كما تعرّض إلى حرص الوزارة على التكوين الديني. وصرّح قائلا: «نسعى إلى قراءة سوسيولوجية في التمذهب الطائفي باستعمال العلوم المساعدة».