كان منتخبنا الوطني لكرة اليد أمام عدة تحديات قبل دخوله غمار هذه الكأس الافريقية للأمم في نسختها الرابعة والعشرين أولها رفع لقبه الثامن والثاني التكفير عن خيبته في أنغولا حين انسحب من الدور نصف النهائي أمام منافسه أمس في النهائي المنتخب المصري وثالثها صعوبة المهمة لأن الفوز باللقب أمام مصر على ميدانها بالذات من الصعوبة بمكان ورابعها هو التكفير عن خيبة أخرى في أنغولا أيضا لكن لم يتسببوا فيها هم بل تسبب فيها نظراؤهم في كرة القدم. رغم كل ما ذكرناه من تحديات وصعوبات إلا أن أبناءنا كانوا في الموعد ونجحوا في رفع كل التحديات وأعادوا الاعتبار لكرة اليد التونسية ورفعوا في رصيدهم من الألقاب القارية وما أعطى لهذا اللقب حلاوة أكثر وجدارة أكبر أنه حصل أمام منتخب عنيد جدا هو منتخب مصر المتسلح بخبرته وزاده الفني الكبير وخاصة بجماهيره التي قاربت عن الثلاثين ألف متفرج في قاعة القاهرة. دخول مصري قوي منتخب الفراعنة دخل اللقاء بقوة ونجح عن طريق لاعبه المتميز حسين زكي في تسجيل أول هدف في المباراة ورغم عودة منتخبنا بسرعة وتعديله للنتيجة عن طريق تاج (1 1) إلا أن المصريين نجحوا في تسجيل هدفين متتابعين لتصبح النتيجة (3 1). عودة الروح رغم دعم الجمهور ودعم الحكام في بعض الفترات من اللقاءات خاصة في افتعال العقوبات بدقيقتين إلا أن المنتخب التونسي لم يفقد ثقته في امكاناته وعاد في النتيجة عن طريق حمام (3 2) ثم تاج (3 3) ثم أعطى هذا الأخير الأسبقية لمنتخبنا (4 3) وقد لاح جيدا أن المدرب آلان بورت درس نقاط قوة المنتخب المصري فسعى إلى تحييدها وذلك بفرض المحاصرة عن قرب لأبرز لاعب مصري وهو حسين زكي لحرمانه من التسديد وأيضا بتقوية الجهة اليسرى لمنتخبنا للحد من خطورة الأحمر ويسري وهذا ما جعل المنتخب المصري يسقط في فخ التسرع وينتاب لاعبيه الارتباك وهذا عكس ما كانوا يتوقعونه إذ عوض أن يرتبك لاعبونا حدث العكس. 7 دقائق بلا أهداف تميز منتخبنا بانضباطه التكتيكي إذ اعتمد على غلق كل المنافذ أمام المصريين سواء في الرواقين أو في المحور مما جعل إضاعة الكرة من المصريين تتكرر أكثر من مرة ومع كل هجوم مصري ضائع ينطلق هجوم معاكس تونسي مركز وتتالى الأهداف التونسية عن طريق مرابط ومقنم وأنور عياد لتصبح النتيجة (7 3) لصالح منتخبنا الذي كان بإمكانه الترفيع أكثر في النتيحة لو استغل كل هجماته المعاكسة وقد بقي المنتخب المصري سبع دقائق كاملة لم يسجل خلالها أي هدف إلى أن نجح أبو السعود في تسجيل رابع أهداف مصر. سبات تونسي بعد الأداء الممتاز للاعبينا دخل منتخبنا في فترة سبات كادت تقلب الأمور رأسا على عقب بعد أن سجل المصريون ثلاثة أهداف متتالية بعد أن غير مدربهم شمس مراكز لاعبيه حيث غير خاصة مركز حسين زكي من جناح إلى لاعب وسط إلى أن حقق المصريون التعادل (7 7) وقد ساعد المصريون أخطاء طاقم التحكيم حين رفض هدفا تونسيا شرعيا ثم استبعد وسام حمام لمدة دقيقتين بلا سبب. وقد تواصل سبات لاعبينا لمدة سبع دقائق إلى أن نجح وسام حمام في استعادة التقدم في النتيجة مع الدقيقة 19 (8 7) ثم عاد الفارق ليرتفع لصالح نسور قرطاج عن طريق مرابط (9 7) رغم أن منتخبنا كان منقوصا من لاعبين بارزين هما حمام وتاج. مستوى متوازن في باقي دقائق الشوط الأول كان المستوى متقاربا بين الفريقين وسيطر التعادل على أغلب الردهات حيث استغل المصريون ضعف الجهة اليمنى لمنتخبنا وقام المدرب شمس باقحام ثلاثة لاعبين يساريين دفعة واحدة لكن تركيز لاعبينا كان كبيرا ومكنهم من إعادة الأسبقية لصالحهم مع نهاية الشوط الأول (14 12). ورقتان جديدتان في الشوط الثاني زاد المدرب آلان بورت في نسق مفاجآته التي أربكت نظيره المصري حيث أقحم كل من سليم المهدوي في الدفاع للاستفادة من قدراته البدنية الكبيرة وخاصة من هدوئه والقطفي للاستفادة من دقة تسديداته وقد أعطى هذان اللاعبان الاضافة وكرسوا تفوق منتخبنا ورغم أن مدرب مصر استنجد بخدمات حارسه الممتاز حمادة النقيب الذي كاد يعيد زملائه في المباراة إلا أن تركيز لاعبينا لم يضع حتى حين عدل منتخب مصر النتيجة (16 16) ثم أخذ الأسبقية (18 17) إذ سرعان ما عاد لاعبونا إلى نسقهم المعتاد بعد أن أضاعوا عدة فرص هامة وخاصة ثلاث رميات سبعة أمتار متتالية. مقايز حاسم رغم ان كل لاعبي المنتخب كانوا متألقين إلا أن التألق الأكبر كان لحارس المرمى مروان مقايز الذي أبلى البلاء الحسن وأدخل الارتباك في مهاجمي مصر وأفقدهم ثقتهم في امكاناتهم من خلال تصدياته العديدة خاصة في آخر اللقاء وزاد مهاجمونا في ترجمة حسن أداء مقايز إلى أهداف باستغلالهم الجيد للهجمات المعاكسة ليرفعوا الفارق شيئا فشيئا من هدفين (20 18) إلى ثلاثة أهداف مع نهاية المباراة (24 21) بل ان مقايز حافظ على رباطة جأشه إلى اللحظات الأخيرة وحرم المصريين حتى من تذليل الفارق. تصريحات فورية أنور عياد: رغم محاولات الحكام التأثير على سير اللعب بالاكثار من الاستبعاد لمدة دقيقتين حافظنا على تركيزنا وكنا واثقين من الفوز هذا التتويج له أهمية كبرى. محمود الغربي: يجب أن نفهم معنى الانتصار في صالة القاهرة أمام 30 ألف مختفرج لنقدر جيدا حجم الانجاز لمنتخبنا مبروك لكل التونسيين. آلان بورت: في بعض اللحظات لاحظت أن اللاعبين كانوا مشدودين عصبيا وفي تصرفهم الكثير من النرفزة وسعيت بكل طاقتي لأن أعيد لهم التركيز نجحنا في المهمة التي جئنا من أجلها ولم أكن متخوفا بالمرة بل كنت هادئا جدا وواثقا من الفوز. هوامش من «كان» كرة اليد: «الشاذلي يطلب فتح المركز الاعلامي فجرا»... ورسالة حول المنصة الرسمية فرض الزميل الشاذلي بن ميلاد من جريدة لورونوفو نفسه بشخصيته الطريفة ومطالبه التي أذهلت الاشقاء المصريين والحقيقة أن هذه المطالب عادية جدا اذا طبقنا عليها المقاييس التونسية أما بالمعايير المصرية فهي غير عادية ...زميلنا يريد فتح المركز الاعلامي باستاد القاهرة الدولي قبل العاشرة صباحا وهذا غير ممكن ويريد فتح المركز يوم الجمعة في ساعة متقدمة من الصباح أي في اليوم الذي يذهب فيه المصريون الى الصلاة وهذا أيضا غير ممكن وأراد فتحه أي المركز خلال أيام الراحة التي خضعت لها البطولة ...وبالطبع الطلب غير معقول لكنهم أخذوا بالخاطر ومكنوه من المفتاح ..ليفتح مكانهم ...المفيد الشاذلي تحول طيلة الدورة الى شخصية رئيسية في المركز الاعلامي ولهذا السبب خصصت له نشرية البطولة تعليقا صغيرا تحت عنوان «الشاذلي يريد فتح المركز الاعلامي فجرا»...ومما جاء فيه «كان الشاذلي أتعس الرجال عندما علم بان المركز الاعلامي أغلق أبوابه يوم الأحد الماضي لحصول كل المنتخبات على راحة لالتقاط الأنفاس». حفل استقبال وجهت سفارة تونس بجمهورية مصر العربية ليلة الجمعة الماضي دعوة على العشاء لأعضاء الوفد التونسي والصحفيين التونسيين الذين قاموا بتغطية فعاليات بطولة افريقيا للأمم .. لبى الدعوة السيد سليم شيبوب رئيس اللجنة الأولمبية التونسية والسيد محمد الزريبي مدير الرياضة ورضا المناعي رئيس وفد الأكابر ورفيق خواجة وتوفيق بوسعادة ونجيب الشريف وكريم الهلالي عن مكتب الجامعة التونسية لكرة اليد اضافة لعدد من أعضاء الرابطة الوطنية كما حضر أيضا رؤوف بن سمير ومختلف وسائل الاعلام الوطنية . علاء مبارك مقابل اهتمام نجل الرئيس مبارك... جمال بالسياسة فان ولع الابن الثاني علاء موجه نحو الرياضة ...حضور علاء مبارك في مباراة الجزائر كان له تأثير ايجابي على معنويات زملاء حسين زكي علما أنه كان أول المبادرين بتهنئة اللاعبين حيث نزل الى أرضية الميدان لتهنئتهم... الجيش يملأ الصالة تتسع القاعة الكبرى في مجمع الصالات لحوالي 20 الف متفرج وقد قام المسؤولون عن الاتحاد المصري بالتنسيق مع الجهات المعنية بحشد حضور جماهيري كبير تشكل بنسبة كبيرة منه رجال القوات المسلحة. مناوشة حدثت مناوشة بين الحارس الجزائري سلاحجي وبعض الجماهير المصرية اثر مباراة الدور نصف النهائي وتم رمي بعض القوارير لكن الامن تدخل بسرعة لانهاء الاشتباك. المنصة الرسمية قامت الجامعة التونسية لكرة اليد صباح أمس أي قبل ساعات من المباراة النهائية بين تونس ومصر بتوجيه رسالة الى الاتحاد المصري لكرة اليد حول تخصيص مقاعد في المنصة الرسمية . اللجنة المنظمة منحت الوفد التونسي مقعدين وهو عدد غير كاف باعتبار وجود بعض الشخصيات الرياضية التونسية خلاف الكادر الاداري للجامعة. الدخول مجانا حرصا على ان يواكب اكبر عدد ممكن من المتفرجين الدور النهائي في مجمع القاعات اتخذ الاتحاد المصري كل الاجراءات الضرورية ومنها الدخول مجانا . نقطة استفهام اثار تعيين طاقم تحكيم ايفواري للمباراة النهائية في الرجال وطاقم مصري للسيدات نقاط استفهام عديدة ودعونا نتحدث بصراحة لنؤكد على أن الكثيرين هنا في القاهرة فهموا هذا الامر على انه اجراء يخدم مصروتونس ...وأن الكنفدرالية «تجنقل» كالعادة. بن علي يهنئ قرطاج (وات) على اثر فوز المنتخب الوطني التونسي للذكور لكرة اليد أمس في القاهرة ببطولة أمم افريقيا (مصر 2010) وترشحه إلى مونديال السويد 2011 كلف الرئيس زين العابدين بن علي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية بابلاغ تهانيه إلى أسرة المنتخب الوطني من لاعبين وإطار فني ومسيرين بمناسبة هذا الانجاز الباهر مسديا تشجيعاته لهم لمزيد البذل لتشريف الرياضة التونسية ورفع الراية الوطنية في المحافل الرياضية القارية والدولية.