أعرفه عن قرب وأعرف أشقاءه محمد وعبد الرؤوف وكمال... كلهم نشطوا في جريدة توزر في فترات متقاربة جدا كما أنني عرفتهم في «بطاحي» عاصمة الجريد حين كان التنافس على أشده بين نجم المتلوي وجريدة توزر قبل جمعه بمستقبل توزر... عرفته أيضا رياضيا نقيا وطموحا وبارعا الى أبعد الحدود قبل أن يؤكد جدارته بالانضمام الى النادي الصفاقسي الذي حرص على الفوز بخدماته وتعزيز صفوفه به... إنه اللاعب الدولي السابق عباس عباس الذي تألق بأهدافه المتعددة في مختلف الملاعب حتى أنه أصبح «جوكير» النادي الصفاقسي ليشغل مختلف المراكز بما في ذلك حراسة المرمى التي أجبر عليها بعد إتمام عمليات التعويض وخروج حارس مرمى فريقه تحمّل كذلك مسؤولية قيادة الفريق لفترة كبيرة ليؤكد قدرته على التناغم مع زملائه فضلا عن تميزه الكروي. هذا اللاعب الدولي تزوج مبكرا وأنجب في غرة ديسمبر من سنة 1986 توأما وفر له كل الظروف ليقتفي أثره... فكان أمين وهاشم، لاعبا النادي الصفاقسي والترجي الجرجيسي حاليا... هذا التوأم وضعناه تحت مجهر الوالد فأكد ما يلي: «في البداية لابد من التوضيح أن المقارنة مرفوضة وذلك على كل المستويات باعتبار أن الظروف تختلف والتركيبة في كل الجوانب أيضا تختلف فضلا عن الاوضاع والمحيط وغيره... ولذلك أعتقد أن عباس عباس عاش ظروفا لا تشبه التي يعيشها أمين وهاشم بينهما أيضا لا تجوز المقارنة ليبقى في نظري العمل والتنظيم والطموح والاصرار على بلوغ الاهداف الفيصل بين هذا وذاك أو غيرهما من اللاعبين إلا أنني أعتقد في المقابل أن مستقبل هذين الولدين كرويا سيكون مشرقا للغاية إذا حرصا على مزيد البذل والعطاء وحافظا على ما سطراه من أهداف لحياتهما الكروية... وبالتالي فإنني كوالد وكرياضي لا أتردد في تقديم النصائح والدعوة لهما بالتعلق أكثر بالروح الرياضية وغرس روح التآزر والتضامن والتحابب في صفوف الزملاء بما يليق بهما ويجعلهما في صورة ناصعة أمام الرأي العام باعتبار أن مسيرة الرياضي قصيرة وأي حركة سواء كانت إيجابية أو سلبية تبقى في أذهان الناس. لم أبتعد عن المشهد الكروي... ولكن وعن ابتعاده عن المشهد الكروي أكد عباس ان لم يبتعد غير ان ظروف العمل فرضت عليه التواجد بمنطقة الروحية من ولاية سليانة كمدير فرع بنكي ولذلك فإنه وعند رجوعه الى صفاقس سيبقى في خدمة النادي الصفاقسي سواء كإطار فني باعتباره محرزا الى الدرجة الأولى أو كمسير او كإداري أو كمحب أو سيكتفي بالصمت اذا رأت هيئة السي.آس.آس» ذلك هو يؤكد ايضا إنه مدين لفريقه ومستعد للمساهمة من أي موقع يرونه فقط لأنه متميز عن هذا الفريق الكبير. دائما مع «السي آس آس»... الا اذا... مع من يمكن ان يكون او بالأحرى... من يساند من النادي الصفاقسي والترجي الجرجيسي؟... حول هذا السؤال أجاب عباس قائلا: «أنا ابن النادي الصفاقسي ودائما معه مهما كان الفريق الذي يلعب معه ولدي أمين وهاشم رغم ما أكنه لجرجيس وبقية الأندية من احترام وتقدير... وربما لن أساند النادي الصفاقسي في لقاء واحد الذي يمكن ان يجمعه بجريدة توزر المستقبل الفريق الأم باعتبار أنني ابن توزر وأبقى كذلك الى آخر رمق من حياتي... وهذه مسألة يتفهمها أبناء صفاقس أنفسهم». كوليتشا كشف الأسرار... وعن مسيرته بالمنتخب الوطني قال عباس عباس: «بقيت في الفريق الوطني لمدة ثلاث سنوات دون ان يتم اشراكي الا لبعض الدقائق وفي مباريات دورة ودية بأنغولا... كنت هدّافا معروفا غير ان «كوليتشا» المدرب البولوني لم يفسر لي الأسباب الا عند حلوله بالنادي الصفاقسي. وهذه الأسباب تؤكد ان كرتنا عاشت عندها أوضاعا لا تشرفها... وكنت وعدت «كوليتشا» بألا أفشي السرّ». مسؤولية وأمانة ولهاشم وأمين أما عن أخطاء ابنيه هاشم وأمين فقد أكد عباس عباس ان لكل لاعب أخطاؤه غير انه وبالعمل فقط يمكن التدارك وان شاء الله يمكن انتظار المستقبل الباسم لولديه اللذين يدركان أنهما يحملان مسؤولية وأمانة لابد من الحفاظ عليها وذلك بمزيد الاجتهاد والبذل والعطاء والانضباط والروح الرياضية. انتظروا ياسر عبّاس «اعتقد ان الدعوة أصبحت ملحة في هذه الفترة أكثر من أي فترة أخرى مضت لمزيد الاهتمام والعناية بالشبان في مختلف الاندية باعتبارهم العماد الأهم لكرتنا. وفي هذا الاطار يكفي ان أقول انتظروا ابن شقيقي كمال، ياسر عباس الذي أتكهن له بمستقبل مشرق للغاية اذا وجد الدعم والمساندة والاهتمام». هذا ما قاله عباس عباس عن ابن شقيقه، مضيفا بأنه يحس بسعادة كبيرة حين يرى عائلة عباس وعلى مر السنين مساهمة في انجاب اللاعبين بما يعزز المشهد الكروي عامة خاصة أنه يؤمن بدور العائلة في تكوين شخصية اللاعب وفي ترسيخ العناصر الممهدة لنجاحاته قبل ان تصقل موهبته من النادي الذي ينتمي اليه. لو تتحقق الآمال وتصعد توزر ل«الناسيونال» بعيدا عن النادي الصفاقسي عاد عباس الى نقطة البداية مؤكدا ان من أمانيه الكبيرة التي يود ان تتحقق رؤية جريدة توزر المستقبل في صفوة النخبة، مؤكدا ان هذه الجمعية عريقة جدا ولها تاريخها المجيد كما انها برزت أمام عديد الاندية الكبرى غير ان الامكانات المادية كانت تحول دونها ودون تحقيق ما يرنو اليه أبناء الجريد قبل ان تتعزز البنية التحتية وتتعدد التجهيزات وتصبح مؤهلة لذلك خلال الفترة الاخيرة وخاصة اذا تضافرت الجهود وأدراك الجميع أن كرة القدم يمكن أن تكون رافدا من روافد التنمية وداعما للفلاحة والسياحة وغيرهما من القطاعات الاخرى. لا أنسى دور حمادي العقربي وعندما نبشنا معه الذاكرة أكثر حول الفترة التي قضاها في «السي.آس.آس» قال عباس عباس: «كل أبناء صفاقس كانوا الى جانبي سواء كانوا مسيّرين او احباء أو لاعبين... غير أنني لا أنسى الامبراطور والعبقري والمبدع حمادي العقربي الذي كان له دور كبير في تأقلمي السريع في النادي الصفاقسي وذلك بأخلاقه العالية ونقاوة سريرته وحرصه على تمهيد سبل النجاح أمامي وأمام كل اللاعبين...». نعم كنت حارس مرمى... وفي كرة اليد وفي آخر الحديث معه أكد عباس عباس أن كرة القدم التي تجري في عروقه لم يكن يفكر في اقتحامها عندما كان صغيرا رغم ان أفراد عائلته الموسعة وأغلب ابناء جيله متيمون بها فقد اختار كرة اليد وكان حارس مرمى وخاصة في الرياضة المدرسية قبل أن يغير وجهته نحو كرة القدم ويدخل جريدة توزر التي كان ينتمي اليها شقيقه الاكبر محمد ليجد حظوظه كبيرة فيها ويشغل كل الخطط والمراكز ويستقر على مركز قلب هجوم كلاسيكي حيث وجد فيه النجاح الكبير حتى أصبح هدافا بارعا في مختلف الأصناف ويسيطر على بطولة الهدافين لفترة طويلة ويتوّج بهذا اللقب في القسم الثاني (الرابطة الثانية حاليا) وذلك في اكثر من موسم الى أن تمت دعوته لتعزيز صفوف النادي الصفاقسي. مضيفا بأن ا لرياضي في الفترات السابقةكان شموليا في تكوينه وكان منضبطا الى أبعد الحدود على الرغم من أنه لم يكن محترفا... واختتم عباس عباس حديثه قائلا «من طلب العلا سهر الليالي.... ومن كدّ وجد... وأحمد الله أنني لا أنكر أنني أعطيت للرياضة فلم تكن جاحدة... وربي أنعمت فزد».