نورالدين الباجي هو أوّل مطرب متحصل على ديبلوم موسيقي في جرابه مسيرة أربعة عقود في الغناء لكن وبالرغم من ذلك لم يصدر أغنية واحدة وبين مسيرته الحافلة وجحوده في الاصدار قدم الباجي مبرراته ليتحدث بإحساس مرهف عن مسيرته وعن الظروف التي حالت واصداره للاغاني. بسلاسة في الكلام ودون «روتوشات» وبعيدا عن القوالب الجاهزة كان نورالدين الباجي صاحب الاربعين سنة في ميدان الفن يجيب عن أسئلتنا إذ ذكر أن وضعه العائلي في ما مضى كان حاجزا أمام اصدار شريط غنائي ليبين أنه وبعد الطلاق من زوجته الاولى وعلى إثر وجود جو عائلي مميز حاليا سيعمل على اعداد مشروع فني إذ ينكب حاليا على البحث عن أغان دينية من المنتظر بثها خلال شهر رمضان القادم... طرحنا سؤالا على نوالدين الباجي حول ترشيحه لاعادة تسجيل أغاني الراحل محمد عبد الوهاب فتسمر في مكانه باستغراب لينفي لاحقا هذا الخبر وأضاف أنه من الفخر لكل فنان أن يقتدي بمحمد عبد الوهاب. لم أفكر في نفسي ببالغ الحسرة صرح نورالدين الباجي أنه فكّر في سطوع نجم الساحة الفنية ولم يفكر في نفسه اذ كان همه الوحيد الاغنية التونسية ليوظف وطنيته وحبه لتونس كفنان ومواطن في نفس الوقت... ولم يكن حسب تصريحه يفكر في المادة لأن القناعة هي أهم سماته بل كان يفكر في كيفية ارضاء المستمع وايصال الانغام والكلمات في أبهى حلّة... نورالدين قال بأنه سوف لن يفكّر في الساحة الفنية من الآن فصاعدا بل سيوجه اهتماماته نحو شخصه ومسيرته الفنية... وعن تقييمه للساحة الغنائية حاليا وبعد صمت وايحاءات تنم عن السخرية استدرك أن الاغنية التونسية والوترية بشكل خاص كانت ضحية لأغاني المزوّد والأغاني الشرقية التي لا تمت للفن وبالتحديد الطرب بأي صلة كانت... «تصريحاتي: لم تعجب البعض وكانت من ضمن أسباب عدم سطوع نجمي»: هذا ما ذكره الباجي حول صراحته وجرأته تجاه الساحة الفنية والتي تتخبط بالدخلاء في ميدان الغناء... كما تحدث عن دور نقابة الفنانين التي ولدت في شكل جنين مشوه ولم تقم بأي دور فعّال تجاه الساحة الفنية رغم سعيه لاحداثها حسب حديثه وعن اسناد الالقاب الفنية فقد صرّح نورالدين أن الجماهير هي الوحيدة التي تسند هذه الألقاب ولا غيرها... وفي ختام حديثه بين نورالدين الباجي أن هناك مشروعا غنائيا غير الابتهالات سيرى النور قريبا بشرط أن يكون أحد الرابحين في مسابقة للتنمية الرياضية (ضاحكا).