رحل الدكتور والاستاذ الكبير في الطب حسونة بن عياد مخلّفا بصمات عديدة في القطاع الصحي ومنها قيادة حركة الاصلاح الطبي بعد الاستقلال والمساهمة في إنجاح أول عملية زرع أعضاء (الكلى) ببلادنا سنة 1986. وعن هذا الرجل الذي عرف بأخلاقه الفاضلة وكفاءته العالية في العمل تحدث الدكتور سعدون الزمرلي رفيقه في مسيرة نصف قرن من العمل بالمستشفيات التونسية قائلا: «بأن أول عملية زرع أعضاء تمت بالتعاون بيني وبينه حيث كنت أنا الجراح الذي قام بعملية زرع الكلية وكان هو الاخصائي المشرف على متابعة إنجاح عملية الزرع برعاية المريض وإعطائه الادوية». وأوضح بأن متابعة قبول الجسم للعضو الجديد هي نصف نجاح العملية. وأضاف أنهما حرصا على تكوين الاطارات الطبية اللازمة خاصة في مجال الجراحة ليرتفع عدد الاقسام المختصة الى 5 أقسام حاليا. وأكد أنه كان إنسانا طيبا وطبيبا بارعا فقدته الاسرة الصحية، وعلى تلامذته التحلي بأخلاقه وكفاءته في العمل. وذكر الدكتور رشيد مشماش رئيس قسم أمراض القلب بالرابطة أن الفقيد حسونة بن عياد أسس مدرسة طبية لها خصوصياتها وهو من مؤسسي اختصاص طب الكلى في تونس وكان سببا في إصلاح الطب في تونس من خلال تولّيه منصب عميد لكلية الطب لسنوات عديدة. وأضاف أنه كان حريصا على الجانب الانساني من خلال تنظيم قوافل صحية خاصة الى جربة مسقط رأسه. وقال: «لقد كنت من تلامذته وهو المرجع الطبي بالنسبة إلي أعود اليه كلما احتجت الى التوجيه والنصيحة. ومن جهته أكد الدكتور محمد بن اسماعيل أخصائي في أمراض القلب والشرايين بإحدى المصحات الخاصة أن الفقيد كان مناضلا من خلال مساهمته في الحركة الطلابية بباريس. وأضاف: «لقد تمكنا من تكوين عديد الاطارات الطبية والتعاون على تجهيز المستشفيات التونسية بعد خروج اليهود والفرنسيين». وختم بأنه كان من أبرز مؤسسي الطب في تونس ومن الصعب تعويضه أو نسيانه.