اسرائيل ماضية في سياستها الاستيطانية دون اعتبار لأي دولة في العالم ولأي ميثاق أممي يمكن أن يكبح تقدمها في تطبيق سياستها والذي حصل في الواقع ان اسرائيل تعلم مسبقا بأن قرارها لن يتراجع وهي تعلم سطحية التفاوض العربي حول كل المواضيع المتعلقة بالاحتلال وقد خبرت ردة فعلهم التي يمكن اعتبارها زوبعة في فنجان لأن الحقيقة أن موضوع الاستيطان هو موضوع فرعي وليس موضوعا أساسيا لأن الأساس هو خروج المحتل من الأراضي الفلسطينية سواء قام ببناء مستوطنات أو دمر الاراضي فالمهم ان يترك الارض لأصحابها. وقد استغلت امريكا قصر النظر العربي في التفاعل مع القضايا المهمة في موضوع القضية الفلسطينية فباتت تعدل برامجها على درجة ردة فعل العرب والذين ظنوا أن بتمسكهم بموقفهم وهو رفض المفاوضات الا إذا أوقفت اسرائيل الاستيطان. وفعلا لقد أكل العرب الطعم الاسرائيلي الذي تمسكت به الولاياتالمتحدةالامريكية لربح ا لوقت كما حصل في مواضيع سابقةمثل الحلم بقيام دولة فلسطينية في أواخر عهد الرئيس بوش واستفاق العرب بعده بذهاب بوش بعد أن تلقى ضربة بحذاء مواطن عربي عراقي ولم يتحقق الحلم الفلسطيني ولم تقم الدولة الفلسطينية بجوار اسرائيل وبالعودة الى قرار اسرائيل أنها لن توقف الاستيطان وانه على الفلسطينيين التفاوض دون وضع شروط فهذا يعود للموقف الواضح الذي اتخذته وزيرة الخارجية الامريكية بناء على موقف اسرائيل ويعود موقف امريكا بمساندة اسرائيل لانها في وضع حرج في العراق وفي افغانستان وهي تحتل هذه الدول وفشلت في سياستها الاستراتيجية بها وهي لا ترغب في المغادرة بهذا الفشل بل ترغب في تحقيق نصر واضح تواجه به العالم بأنها القادرة على الصعاب وتغيير وجه العالم وإذا كانت ستساند الفلسطينيين بفرض وقف الاستيطان الاسرائيلي فهي المعنية المباشرة بهذا القرار وهو عبارة على إلزام معنوي لها بضرورة مغادرة العراق وافغانستان وهذا لن يحصل طبعا اما بالعودة للموقف الاسرائيلي فهو يستند الى سياسة ممنهجة من قبل المحتل الاسرائيلي الذي يرغب في توريط المقاومة الفلسطينية في مأزق اخلاقي أممي ومفاده أن مواصلة بناء المستوطنات هو ركن من أركان السياسة العسكرية لاسرائيل ذلك أن هذه المستوطنات سيقع توطين آلاف السكان بها ليكونوا دروعا بشرية لحماية اسرائيل وسياستها. واسرائيل تعلم جيدا أن الشعب الفلسطيني سينتفض وسيعود الى المقاومة المسلحة وهنا ستفوز اسرائيل بالنقاط الانسانية لأن اعتماد المقاومة أو الانتفاضة من قبل الفلسطينيين وبطبيعة الحال فإن المواجهة ستكون مباشرة مع المستوطنين الذين وضعتهم اسرائيل في المحيط الأمني الخارجي لحمايتها من تقدم الفلسطينيين وسيقع اتهام المقاومة بالقيام بجرائم حرب لأنها تقتل وتطارد المواطنين العزل الابرياء وهكذا ستعود كفة العالم لتساند اسرائيل وستخسر فلسطين الموقف الاخلاقي والانساني الذي ربحته في غزة ابان الحرب الاخيرة وفق تقرير غولدستون وسيعود النصر المعنوي والحقيقي لاسرائيل في ربح الوقت أولا وبالعودة الى الوراء بالموقف الفلسطيني عموما لنعود لفرض الواقع الاسرائيلي من جديد هذا ما كان يجب على العرب ان يتفطنوا إليه وهو أن اسرائيل تخطط لجعل المستوطنات دروعا بشرية لحمايتها وهي سياسة قذرة ممنهجة والعرب نيام يتقاتلون فيما بينهم وعباس يتحكم بمساعدة أمريكا في فرض رزنامة الحوار والتفاوض المفلسة والتي يحاول بعض القادة العرب اتباعها لأنها تغنيهم عن الموجات الشعبية التي تنادي من حين لآخر بضرورة مساندة الشعب الفلسطيني والكل يبحث عن ارجاء النظر في القضية الفلسطينية المهم ان يمر اليوم دون توتر لقد قبل العرب سياسة التفاوض والحوار واعتمدوها خطة جيدة لتسوية الخلافات ولكنها تنطوي على حنكة وعلى خبث اسرائيلي وأمريكي كبير كان لابد من التفطن اليه ولكن الواقع ان سياسة التفاوض أعادتنا الى عصر الاحتلال والى عصر التبعية وجعلتنا نؤمن بالخنوع وانه وسيلة عصرية ومتحضرة لتسوية الاوضاع والغرب يعلم جيدا الى ماذا يرمي عندما يقرر طرح أي موضوع عربي للتفاوض فهو يرغب في ركود ذلك الموضوع او اقله في ادخال الفتنة في بعض المحاورين حتى يدخلوا في متاهة شخصية ومحلية وتغيب عن أنظارهم حينها الحلول الام لكل قضية عربية.