مناطق كثيرة بتونس سحرت الألباب وجذبت اهتمام الكثيرين فسوسة والحمامات وجربة وطبرقة وغيرها من المناطق استطاعت بمختلف مميزاتها أن تجعل من تونس عالما واسعا يمتزج فيه الواقع بالأساطير وتعيش داخل مدنها وعلى مشارفها عادات وتقاليد اكتسبت رائحة مميزة فاقت أحيانا رائحة الياسمين العطر الذي يعبق في أرجاء الجمهورية التونسية ويستقبلك به أي تونسي. وهو ما جعل تونس تحتل مكانة هامة في قطاع السياحة حيث اكتسبت سمعة طيبة ومكانة متقدمة لا على الصعيد العربي والمغاربي فقط بل العالمي أيضا ويعود ذلك الى أسباب عديدة ومختلفة خاصةوأنها من البلدان القليلة التي تحظى بتنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسباحة خاصة أن تونس تتمتع بشريط ساحلي مهم يمتدّ حوالي 1300 كلم وبعض الجزر أهمها جزر قرقنة وجزيرة جربة كما يتوفر بها خليج قابس والحمامات مما أكسب السياحة التونسية مكانة مرموقة ومتميزة كما هو الحال في الصحراء الغنية بالتراث والأصالة وسحر الطبيعة. ويتدعّم هذا التميّز والتنوع الفريد بتوفير الحمامات العلاجية الطبيعية بقربص وحامة قابس.. والتي تتوفر في مختلف النزل بمختلف أنواعها واختصاصاتها وخدماتها التي لم تعد من الكماليات بقدر ما أصبحت ضروريات يراهن عليها أصحاب النزل ويولونها أهمية كبرى مما جعلها تتميز بالاتقان والجودة ومما يميز الجمهورية التونسية أنها تتنوع فيها العادات والتقاليد والمباني والمعالم التاريخية والألبسة والمأكولات فتونس عاصمة للبلاد ومنطقة السيادة خالدة بمعالمها متوغلة في التاريخ تتميز بأنهجها الضيقة وشوارعها الواسعة كشارع محمد الخامس وشارع الحرية وشارع الحبيب بورقيبة الذي يخترقها كشريان لا يتوقف عن النبض ويحرس هذا الشارع تمثال العلامة ابن خلدون في طرف وساعة عملاقة في الطرف المقابل والقيروان التي كانت وجهة كل المسلمين من كل العالم بمناسبة احتفالها كعاصمة للثقافة الاسلامية في 2009 يعلو في سمائها جامع عقبة ابن نافع اضافة الى متحف رقادة الاسلامي كما تتميز جهة توزر بصحرائها الثرية بأسرار مازلنا لم نكتشفها بعد وكذلك جارتها قبلي بمهرجانها الدولي المشهور «دوز» عروس الصحراء أما جهة قابس فهي تتمتع بخليج بحري مميز وواحات شاسعة اضافة الى الموروث الثقافي الكبير وجهة صفاقس عاصمة الجنوب تتميز بسور تاريخي الوحيد المكتمل وثروتها البحرية ونابل ببحرها ونسيمها العليل والكاف بجبالها وثلوجها في الشتاء وكذلك جندوبة وغيرها من الجهات وكل جهة لها تراثها وتاريخها ومميزاتها ومكانتها عند أهلها فهذا هو المو روث والتنوع الثقافي الذي ينمّي السياحة وخاصة السياحة الداخلية. كل هذا أكسب الوجه السياحي للجمهورية التونسية اشعاعا وعمقا تاريخيا وبعدا ثقافيا وفنيا وهو ما يغري بزيارة كل منطقة والتعرف على خصائصها والتعريف بها والمحافظة على تراثها وتنمية الجمعيات التي تعمل على الحفاظ على خصوصية كل جهة.