قبل انطلاق لقاء الملعب التونسي وضيفه ترجي جرجيس لم يكن من الهين التكهن بالنتيجة النهائية لهذه المواجهة بحكم الانتعاشة الكبيرة التي يعرفها الفريقان في الجولات الأخيرة وابهارهما لكل المتابعين لذلك فإن الظن الذي كان غالبا على الجميع قبل أن يعطي الحكم اشارة بدء اللقاء أن المستوى الفني سيكون ممتازا وأن الفرجة ستكون مضمونة. هذا الظن سرعان ما تلاشى مع تتالي دقائق اللقاء فالمستوى الفني لم يرتق إلى الحد الأدنى المطلوب حيث انحصر اللعب في مستوى الميدان لطغيان الحذر على طريقة لعب الفريقين رغم أن الملعب التونسي كان مطالبا بالهجوم ليحقق أ ول فوز له على ميدانه منذ انطلاق مرحلة الاياب كما كان ترجي الجنوب مطالبا بتحقيق الانتصار لتأكيد استفاقته ومواصلة الابتعاد عن المراتب الخطيرة. «العكارة» أكثر جرأة واصل ترجي جرجيس في الشوط الأول تأكيد تحسن أدائه حيث كان الأفضل فوق الميدان خلال هذه الفترة الأولى من المباراة بفضل حسن انتشار لاعبيه وتجانسهم وتكاملهم إضافة إلى اعتماده على خطة تكتيكية ذكية أكدت حسن قراءة مدربهم سفيان الحيدوسي لطريقة لعب الملعب التونسي الذي يعتمد على السرعة في حبك الهجومات المعاكسة اما عن طريق التسربات عبر الرواقين أو الامداد الطويل نحو المهاجم ألفاز ولابطال مفعول هذه الأسلحة أغلق ترجي جرجيس المنافذ على الأروقة وعلى المحور باعتماد الكثافة العددية في مناطقه إضافة إلى اعتماد الضغط العالي على حاملي الكرة في مناطق الملعب التونسي لحرمان لاعبيه من التصرف السليم في الكرة. غياب الجرأة رغم سيطرة الترجي الجرجيسي على اللعب إلا أن الخطورة كانت غائبة تماما على مرمى الحارس رامي الجريدي ولم نر خلال كامل الشوط الأول إلا فرصة وحيدة جدية كانت اثر كرة ثابتة وتسديدة جبنون الرأسية تمر بجانب القائم الأيسر للمرمى وسبب غياب الخطورة هو افراط لاعبي ترجي الجنوب في اعتماد الكرات القصيرة دون الاتجاه مباشرة إلى المرمى، أما الملعب التونسي فلم تتوفر له خلال هذا الشوط أي فرصة خطيرة بل كانت خطوطه متباعدة والكرة لا تمر بسلاسة من خطه الخلفي إلى مهاجميه وبدا واضحا تأكيد غياب اللاعب مروان تاج وتومبادو على خط وسط ميدان «البقلاوة» وعلى فاعليته. استفاقة نسبية في الشوط الثاني تراجع مردود ترجي جرجيس وبدا واضحا أنه قانع بنقطة التعادل لذلك خير مدربه توصية لاعبيه بتجميد اللعب والتكتل في وسط الميدان لغلق المنافذ أمام الملعب التونسي مخيرا عدم المجازفة خوفا من قبول هدف قد يقود فريقه إلى هزيمة تنهي سلسلته الذهبية بلا أي عثرة منذ خمس جولات. أما الملعب التونسي فقد أثمرت توصيات مدربه في فترة الاستراحة بين الشوطين بضرورة تقارب الخطوط لتوفير الحلول لمن يملك الكرة وقد تحسن أداء نادي باردو وتجاوز فشله في خلق الفرص وقد تحرك جيدا كل من ألفاز والجديدي على الرواقين وخلقوا الخطر أكثر من مرة على مرمى الحارس بن أيوب بفضل توزيعاتهما التي لو توفر قلب هجوم لأمكن له ترجمة احداها إلى هدف على الأقل. تغييرات بلا نتيجة مع اقتراب نهاية اللقاء قام المدربان لوفيغ وسفيان الحيدوسي باحداث بعض التغييرات الهجومية على تشكيلتهما لمزيد تنشيط الخطين الأماميين لكن هذه التغييرات لم تأت بالجديد.