مع العد التنازلي للانتخابات البلدية، وبعد اللغط الكبير حول المناطق الزرقاء التي تم التراجع عنها خلال الأسبوع الفارط، استأثرت الانتخابات البلدية بصفاقس حديث الناس في المقاهي والشوارع و«الصالونات» والأنترنات وخاصة ال«فايس بوك» الذي بات يشكل «مصدرا» اعلاميا بصفاقس.. مداخل الأحاديث متشابهة وتصب في رافد واحد هو ضعف المجلس البلدي الحالي وقراراته التي وصفت بالارتجالية وغير المدروسة والتي شملت بالاضافة الى المناطق الزرقاء، موضوع محول بوعصيدة الذي دام أكثر من 3 سنوات ولم يستكمل بعد، مع بعض المواضيع الجانبية المتناثرة هنا وهناك حول النظافة والتنوير وغيرها من المسائل والشواغل. ولئن تشابهت مداخل الأحاديث، فانها اختلفت في الحلول التي باتت تلوح من خلال مجلس بلدي جديد يضم وجوها بارزة ومعروفة لها تجارب في الحياة الجمعياتية والمنظمات وغيرها كي يتمكن هذا المجلس من التعامل مع مواطنين باتوا يشعرون بتراجع العمل البلدي من سنة الى أخرى . مميزات... وثغرات المجلس البلدي المرتقب سيتحمل حتما مسؤوليات كبرى، فبلدية صفاقس هي ثاني أكبر بلدية بالبلاد من حيث عدد المنظورين واتساع المساحة الترابية مقابل ضعف البنية الأساسية على الأقل مقارنة مع حجم الجهة اقتصاديا وتجاريا، اضافة الى ما تضمه الجهة من جمعيات أغلبها يعاني من غياب المقرات وضعف مساهمة البلدية في ميزانياتها وغيرها من المسائل التي باتت تؤرق «الجمعياتيين». ومع هذه الخصائص والميزات والثغرات، تضم صفاقس عددا كبيرا من المنظمات والجمعيات والنقابات وغيرها من مكونات المجتمع المدني التي بات التعامل معها يفرض «سلوكا» بلديا متطورا ينسجم مع التطورات الحاصلة في عاصمة الجنوب صفاقس .كل هذه الخصائص مما ذكرنا ومما لم نذكر، تحولت الى الطبق الرئيسي في مدينة صفاقس حتى ان الحديث عن رئيس المجلس البلدي المقبل بات مشغل الجميع، ومواصفات رئيس المجلس الذي يضم 40 مستشارا من نساء ورجال وأحزاب وطنية معارضة تحول الى موضع تحليل واستشراف.. رياضة في خضم كل هذه المشاغل والمميزات، طفحت العديد من الأسماء، بعضها يرجح عودة الرئيس الحالي السيد محمد الحاج طيب، وبعضها يتحدث عن نائبه الأول الدكتور أحمد الرقيق، وفريق ثالث يتحدث عن النائب والمستشار البلدي ورئيس منظمة الأعراف عبد اللطيف الزياني ورابع يتحدث عن النائب الأول للغرفة التجارية والمستشار البلدي ونائب رئيس منظمة الأعراف رضا الفراتي أوعن رئيس الدائرة الشمالية جمال الهبيري أورئيسة الاتحاد النسائي والمستشارة البلدية السيدة روضة كعنيش . هذا ما كان داخل المجلس البلدي الحالي، أما خارجه، فقد بات البعض يستشرف ويقترح رئيس النادي الرياضي الصفاقسي السيد منصف السلامي أو الرئيس السابق لنفس النادي السيد صلاح الدين الزحاف أو نائبه السيد منصف خماخم أو مديرة مركز الأعمال بصفاقس السيدة اكرام مقني. الاستشرافات توسعت وتناولت وجوها سياسية بارزة، فبعضها يتحدث عن والي المنستير السيد خليفة الجبنياني، أو الأمين العام المساعد للتجمع الدستوري الديمقراطي المكلف بالشباب والتربية والثقافة السيد منصف عبد الهادي أو السفير السابق لتونس بدولة مالي الأستاذ فرحات شعور أو الكاتب العام للبلدية السابق وعضو اللجنة المركزية السيد محمود عبيد وغيرهم من الأسماء التي لا يتسع المجال لذكرها جميعا باعتبار أن صفاقس حبلى بالطاقات في المجال السياسي والثقافي والجمعياتي وغيره . الأحاديث «الأكثر تطرفا» تتحدث عن رئيس بلدية جديد أصيل صفاقس لكنه غير مقيم بها على غرار التجربة السابقة مع الرئيس الحالي لبلدية صفاقس السيد محمد الحاج طيب أو تجربة النادي الرياضي الصفاقسي مع المنصف السلامي.. الحديث عن رئيس بلدية صفاقس المرتقب هو الشغل الشاغل لأهالي صفاقس التي تراكمت فيها الملفات وباتت مكشوفة على الأنترنات وال«فايس بوك» الذي تحول الى قناة للترويج لبعض الأسماء في شكل حملة انتخابية سابقة لأوانها . بعض هؤلاء الأشخاص مما ذكرنا اتصلنا بهم، فلئن فضل البعض ايراد اسمه في المقاهي والأنترنات والصحف كمرشح لرئاسة بلدية صفاقس، فإن البعض الآخر رأى في ذلك استباقا للأحداث.. لكن الطريف فعلا أن البعض يرغب لكنه يتمنع عن رئاسة مجلس بلدية صفاقس. فعلا، الحديث عن مجلس بلدي جديد سابق لأوانه وطبخة الحزب الحاكم والأحزاب الوطنية المعارضة تطبخ الآن على نار هادئة، وأمل أهالي صفاقس في مجلس بلدي قوي صلب متماسك يدفع بالمشاريع الى الأمام ويجسم خيارات الرئيس زين العابدين بن علي في التنوع والديمقراطية ...