لئن انقادت الشبيبة أول أمس بملعب 15 أكتوبر إلى هزيمتها الأولى منذ انطلاق مرحلة الإياب أي بعد مضي خمس جولات فإن الأداء الذي قدمه زملاء نبيل الميساوي أمام النادي البنزرتي كان في مجمله جيدا كما أن النتيجة رغم العودة بصفر من النقاط (32) ليست مخجلة وتؤكد أن الأخضر والأبيض دافع عن حظوظه إلى آخر لحظة وكانت نتيجة التعادل أقرب إلى الواقع مقارنة بمردود الفريقين اللذين قدما مباراة مفتوحة وجميلة وتقاسما السيطرة شوطا بشوط. هذا اللقاء الفرجوي الممتع أثمر 5 أهداف كاملة بما يؤكد أن الكرة الجميلة لا يمكن أن تولد من رحم الضغوطات والأزمات لأن الشبيبة والنادي البنزرتي في موقع مريح، وحتى الأمطار الغزيرة وحالة الملعب فإنهما لم يؤثرا على المستوى الفني للمباراة بل إن الجماهير الغفيرة الحاضرة تحدت عوامل الطقس لاقتناعها أن هذا اللقاء يخفي الكثير من الامتاع والإقناع والإبداع. أخطاء دفاعية سؤال فرض نفسه في هذا اللقاء لماذا قبلت الشبيبة ثلاثية كاملة.. في حين أنّ خط دفاعها لم يقبل سوى هدف وحيد طيلة الجولات الأربع الأخيرة؟ فالتركيبة الدفاعية هي نفسها وقد أكد المدرب مراد محجوب أن سر نجاح الشبيبة وتألقها هو التنظيم الدفاعي.. لكن هذه الصلابة الدفاعية كانت غائبة أول أمس في ملعب 15 أكتوبر ببنزرت أخطاء بالجملة على مستوى التغطية والتمركز وقد زاد مردود الحارس صابر بن رجب الطين بلّة ونتمنى أن لا تكون الثقة المبالغ فيها في النفس وراء غياب «الفورمة» عن أغلب عناصر الدفاع. إقصاء مؤثر يمكن القول إنّ نقطة التحوّل في المباراة هي عملية إقصاء اللاعب الكامروني للشبيبة علي مومبان الذي وجه له الحكم فؤاد البحري الإنذار الثاني... ولأن «مومبان» يمثل ورقة تكتيكية هامة في الخطة الدفاعية للمدرب مراد محجوب فقد كان لخروج هذا اللاعب التأثير السلبي على مردود الخط الخلفي. الهلالي الأفضل عودة اللاعب أحمد الهلالي إلى تشكيلة الشبيبة بعد غياب طويل لأسباب صحية كانت من الباب الكبير حيث تمكن من مغالطة حارس البنزرتي بن مصطفى في مناسبتين وهي أول ثنائية تحققها الشبيبة خارج قواعدها هذا الموسم... الهلالي كان الأفضل في تشكيلة الشبيبة أول أمس وعودته جاءت في الوقت المناسب من أجل إضافة مرتقبة للاعب يتمتع بمؤهلات كبيرة. جمهور من ذهب في كلمة جمهور الترجي مثل حلقة الامتياز في ملعب بنزرت، لا الأمطار... ولا البرد.. ولا بعد المسافة حالت دون حضوره بأعداد غفيرة ومساندة فريقه. فألف برافو لهذا الجمهور الوفي.