هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن والقضية الفلسطينية: «سلام أوهام»... أم «طبخة» للاستسلام؟
نشر في الشروق يوم 10 - 03 - 2010

تبدو التحركات الامريكية هذه الأيام تحت غطاء العمل على احياء مسار السلام أشبه بالضجيج دون طحن ذلك أن الكلام عن السلام كثير فيما العائد على أرض الواقع محدود للغاية... وأغلب الظن أن تحركات المسؤولين الأمريكيين وتصريحاتهم وزياراتهم الى المنطقة تحت عنوان دفع العملية لا ينطوي على توافر الارادات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف بقدر ما أنه ينطوي في الواقع على عملية تضليل ضخمة... وحتى اذا حسنت النوايا فإنها تندرج في اطار حملة علاقات عامة بهدف التغطية على عدم رغبة الأطراف المعنية في توفير ارادات الوصول الى حلول مقبولة للقضية والى تسوية عادلة بالمعنى النسبي لهذا الصراع الدامي... ورغم «الذخيرة» التي زودت بها لجنة المتابعة العربية مساعي احياء السلام من خلال اقرارها استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي فإن الظاهر أن هذه «الوصفة» لا تؤمن حلا أو مخرجا للقضية الفلسطينية صاحبة أكبر قدر من المبادرات التي لم تثمر شيئا.... وكأن «توليد» المبادرات صار بديلا لكن السؤال الذي يرافق هذا الحراك الدائر... هو من ينقذ «السلام» نفسه من «طبخات» التصفية والاستسلام... في هذا العدد الجديد من الملف السياسي يتحدث ثلة من الشخصيات والسياسيين الفلسطينيين عن موقفهم مما يجري... ويحللون خفايا وأبعاد التحرك الأمريكي الراهن... وهم السادة :
الدكتور نايف حواتمة
الأستاذ جميل المجدلاوي
الاستاذ ابراهيم علوش
اعداد: النوري الصل
نايف حواتمة: المطلوب تفعيل خيار «السلام الاستراتيجي»
تونس الشروق
أكد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الدكتور نايف حواتمة في حديث للشروق عبر الهاتف من دمشق أن الجبهة وأغلبية الفصائل المقاومة وممثليها في اللجنة التنفيذية قرروا رفض استئناف المفاوضات غير المباشرة في اجتماع عقد الأحد الماضي بحضور رئيس السلطة محمود عباس بعد أن استمعوا الى تقرير عباس عن اجتماع لجنة المتابعة في الجامعة العربية وجولاته العربية والأوروبية. وأوضح السيد نايف حواتمة أن تحركات الولايات المتحدة لا تبعث على الأمل وتترك المفاوضات غير المباشرة في مهب ريح حكومة ناتنياهو وليبرمان اليمينية المتطرفة.
وأشار الى أن المواقف الأمريكية بهذا الخصوص تبدو ملتبسة ولا تحدد حقيقة موقف الولايات المتحدة من ممارسات حكومة ناتنياهو ومخططاتها وتهويد القدس وتوسيع الاستيطان ومواصلة سياسة القمع في الضفة الغربية والحصار على قطاع غزة وأضاف: «من هذا المنطلق رفضنا استئناف المفاوضات غير المباشرة قبل وقف الاستيطان بالكامل وقبل وضع جدول زمني لقضايا الوضع النهائي» وتابع أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ترى أن قرار لجنة المتابعة العربية لا يراعي المصالح الفلسطينية والعربية العليا ولا يلبي حتى الحدود الدنيا من الضغط العربي الموحد على الولايات المتحدة من أجل وقف الاستيطان ووقف نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية وقال في رده على أسئلة الشروق حول رؤية الجبهة للخيارات الفلسطينية المتاحة في المرحلة القادمة أن الجبهة تطالب القمة العربية القادمة بتبني استراتيجية جديدة لتحويل خيار السلام الاستراتيجي ومبادرة السلام العربية من شعار ظل معلقا في الهواء على امتداد سنوات ماضية الى أفعال كما دعا حواتمة القمة العربية الى المطالبة بموقف واضح من بعض التدخلات العربية في الملف الفلسطيني والى العمل على وقف تعميق وتمويل الانقسام في الصف الفلسطيني وشدد في هذا السياق على ضرورة أن يبادر القادة العرب خلال قمة طرابلس الى تشكيل لجنة خاصة للقدس هدفها الاعمار والاسكان والاستثمار والحفاظ على المقدسات الاسلامية كما طالب برصد موازنات جديدة لتعزيز وتطوير القدرات الدفاعية النوعية والكمية من أجل توليد تماسك عربي يكون سندا مهما للشعب الفلسطيني في صراعه من أجل دحر الاحتلال والاستيطان وانتزاع حق تقرير المصير والدولة المستقلة وحق عودة اللاجئين عملا بالقرار الأممي 194.
كما شدد على أهمية تشكيل الهيئة من الملوك والرؤساء العرب من أجل حمل المبادرة العربية الى الكتل والتجمعات الدولية لتحويلها الى قوة تنفيذ تتم على ضوئها اعادة صياغة العلاقات العربية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا على أساس المصالح العربية في مقابل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الضامنة لحقوق شعب فلسطين في مقدمتها حق تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتابع: «اثر ذلك تدعو الهيئة الملوك والرؤساء العرب بعد لقاءاتهم لقادة القوى الدولية الكبرى الى قمة جديدة استثنائية تناقش الحالة الفلسطينية والعربية والبرامج العملية لتنفيذ الاستراتيجية العربية الجديدة التي تترجم خيار السلام الاستراتيجي ومبادرة السلام العربية الى برامج عمل فعلية في مواجهة البرامج التوسعية للعدو الصهيوني على الأرض الفلسطينية.
لكن القيادي الفلسطيني البارز شدد في هذا الاطار على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة استحقاقات وتحديات المرحلة القادمة مؤكدا أن الحالة الدولية لا يمكن أن تتحرك الى الأمام دون انهاء الانقسام الفلسطيني.
د. ابراهيم علوش: خدعة أمريكية لإذلال العرب .. والعملية التفاوضية هي السبب ..
تونس - الشروق (حوار أمين بن مسعود) :
اعتبر الكاتب الفلسطيني ابراهيم علوش أن العودة الى المفاوضات الفلسطينية الصهيونية تمثل مزيدا من الإذلال للعرب عامة وللسلطة الفلسطينية خاصة لا سيما ان الرجوع الى طاولة المحادثات سيتم بسقف أقل بكثير من سقف المبادرة العربية للسلام.
ورأى ابراهيم علوش في حوار مع «الشروق» أن أوباما أصبح في قبضة بنيامين نتنياهو متوقعا ان تفرز المحادثات تنازلات فلسطينية جديدة.
وأكد ان الحل كامن فقط في الرجوع الى الميثاق الوطني الفلسطيني - غير المعدل - باعتباره وثيقة الاجماع الوطني الوحيدة في التاريخ المعاصر..
واعتبر أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدين ومبعوث أوباما الى الشرق الأوسط جورج ميتشل تحمل في طياتها بعدين أساسيين واحد متعلق بما يحاول الطرف الأمريكي المتصهين ان يفرضه على العرب كأنظمة وشعب وآخر مرتبط بالعلاقة الداخلية القوية بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
وقال في هذا السياق «أما بالنسبة للبعد الأول فلا شك ان موافقة الأنظمة العربية على تغطية التراجع الفلسطيني بالقبول بالدخول في مفاوضات «غير مباشرة» مع العدو الصهيوني دون التزامه بشرط وقف الاستيطان يمثل تقهقرا شديدا بالنسبة للأنظمة العربية والسلطة .. ذلك انه تم اعطاؤه هذه «الجائزة» في ذات الوقت الذي يصعد فيه خطواته الاستيطانية ويكثف خلاله من حملات اجتثاثه لمعالم الحضارة العربية والإسلامية من فلسطين المحتلة أما البعد الثاني فيتجلى حسب المحلل السياسي - في انتقال الرئيس الأمريكي من مطالبة الكيان الصهيوني بوقف الاستيطان الى مرحلة الضغط على الأنظمة العربية لاستئناف المحادثات .. الأمر الذي يؤكد ان أوباما أصبح يلعب دورا متمما لما يريده الكيان الصهيوني.
ورأى أن المفاوضات غير المباشرة .. هي في المحصلة مفاوضات مباشرة .. باعتبار انه لا فرق بين الكيان الصهيوني وأمريكا ... خاصة بعد خضوع أوباما الى نتنياهو مع ما يعكسه هذا الواقع من حقيقة ان الميزان الداخلي الأمريكي أصبح محكوما من طرف اللوبي الصهيوني.
تهديد .. وليست ضمانات
وفي تعليقه على الضمانات الأمريكية للسلطة الفلسطينية بتحميل الطرف المتسبب في افشال المفاوضات كامل المسؤولية قال ابراهيم علوش ان هذا الأمر - في حال صحته - ليس ضمانا وانما تهديدا للطرف الفلسطيني.
وقال في هذا الإطار «واشنطن تهدد السلطة باتهامها بتعطيل المفاوضات في حال لم تخضع للشروط الاسرائيلية .. هذا هو مضمون قول البيت الأبيض» مستدلا بأن واشنطن لو كانت جادة في هذا الأمر لمارسته على الكيان الصهيوني.
وأضاف «ان الواقع كامن في أن الصهاينة تمكنوا من فرض شروطهم على كافة الأطراف».
وفي اجابته عن استفسار «الشروق» بأن احياء عملية التسوية يرمي الى اخماد لهيب الانتفاضة الثالثة علق الكاتب الفلسطيني بالقول إن الانتفاضة ماثلة والخيار الاستراتيجي للسلطة بالتفاوض قد أفلت تماما .. وباتت الظروف اكثر نضجا لانفجار الضفة .. بيد ان واشنطن لها حسابات اقليمية تتعلق بسوريا وايران ولبنان ..
واعتبر ان العودة للمفاوضات لا تمثل تهدئة للأوضاع الأمنية .. وإنما مزيد الإذلال للعرب أنظمة وشعبا خاصة وأن الرجوع الى طاولة المفاوضات سيكون بسقف أقل بكثير من سقف المبادرة العربية.
وأكد في ذات السياق ان المشكلة الأساسية كامنة في العقلية التفاوضية التي تضحي بالكل من أجل الجزء .. فتخسر الجزء والكل وعن موقفه من الخيار الفلسطيني في حال فشلت المحادثات بالتوجه الى مجلس الأمن واستصدار قرار اعلان الدولة الفلسطينية اشار الى ان هذا الأمر لا يعد حلا ففلسطين أرض محتلة والاحتلال يخرج بالمقاومة المسلحة وليس بالمؤسسات الدولية.
وأضاف ان هذا الموقف يعد متهافتا سياسيا لأن الفيتو الأمريكي والبريطاني والفرنسي يتربص بالمصالح الفلسطينية ولن يقبل ثلاثتهم فرض قرار دولي يدين الكيان الصهيوني ويفرض عليه تنازلات سياسية لا تستند الى حقيقة واقعية (مثل المقاومة ..)
آفاق
وفي ما يخص آفاق «التسوية» توقع ان ينتج على المحادثات مزيد من التنازلات الفلسطينية .. وأن تؤدي المفاوضات «غير المباشرة» الى أخرى مباشرة تحت ذريعة ان الصهاينة وافقوا على وقف جزئى للاستيطان.
وعن الحلول القادرة على انقاذ القضية الفلسطينية اكد الدكتور ابراهيم علوش ان الحل يستمد من الميثاق الوطني غير المعدل ومن نقاطه الثلاث المركزية : 1) - فلسطين عربية من النهر الى البحر : 2) - فلسطين لا تحرر الا بالمقاومة المسلحة : 3) - كل يهودي جاء الى أرض فلسطين بعد الغزو الصهيوني لا يعتبر فلسطينيا ولا يحق له الوقوف على أرض فلسطين.
جميل مجدلاوي: التحرّكات الأمريكية... ترويج لأوهام... و«معزوفة» مكشوفة
تونس «الشروق»:
وصف السيد جميل مجدلاوي القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حديث خصّ به «الشروق» عبر الهاتف الحراك الأمريكي الدائر هذه الأيام تحت غطاء إحياء مسار السلام بأنه ترويج لأوهام أصبحت مكشوفة من قبل الجماهير الفلسطينية والعربية كما اعتبر ان مثل هذه المراهنة التي يبديها البعض على الدور الأمريكي لتحقيق التسوية ليس إلا نوعا من الحرث في البحر.
وأوضح السيد جميل مجدلاوي ان الهدف من هذه التحرّكات والجولات الأمريكية المكوكية في المنطقة إعطاء العدو الصهيوني مزيدا من الوقت لنهب الارض الفلسطينية ومصادرتها ومزيد فرض الحصار على الشعب الفلسطيني الأعزل ودفع العرب والعالم برمّته الى مواقع الانتظار السلبي في المراهنة على وهم.
وقال: «إننا نرى ان هذه المفاوضات عقيمة وضارة وتعطي العدو فرصة لفرض حقائق على الارض على حساب حقوقنا وتعطي الجانب الأمريكي شهادة براءة ذمة تقدّمه على أنه طرف يمكن ان يتبنى مواقف الحق».
وأضاف: «إن هذا يشكل في الحقيقة تزييفا لوعي الجماهير الفلسطينية والعربية ومغالطات مفضوحة لم تعد تنطلي على أحد».
وتابع: «إن هذه المفاوضات غير المباشرة التي صادقت عليها لجنة المتابعة العربية للجامعة العربية لا تعكس في الواقع إجماعا فلسطينيا بل ان هناك اختلافا فلسطينيا واضحا في هذا الشأن لأن موقف فصائل المقاومة ان هذه العودة الى المفاوضات دون إلتزام العدو الصهيوني لوقف الاستيطان والتأكيد على مرجعية أي حل للقضية هي عودة سلبية.
ولفت في هذا الاطار النظر الى الاجتماع الذي عقدته منظمة التحرير الفلسطينية الأحد الماضي حيث كان الخلاف واضحا حول الموقف من هذه المفاوضات معتبرا في الوقت نفسه «ان إقرار العرب لاستئناف المفاوضات يشكل في حد ذاته دليلا على عجز العرب وحتى تواطؤهم في مخططات التصفية التي تتهدّد القضية الفلسطينية.
وأضاف: «من هذا المنطلق نرى ان زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الى المنطقة لا تشكل جديدا على الصعيد العملي في إحياء مسار السلام بل انها في اعتقادنا تأتي في سياق ترويج دعاوى لما يسمى الحل الأمريكي الذي يقوم على كسب الوقت والدوران حول الأزمة والعمل على احتواء الموقف الرسمي العربي تمهيدا لاحتمالات أخرى مفتوحة قد يكون في مقدّمتها احتمال خوض حرب جديدة على إيران او على لبنان او على غزة».
وأكد ان الرهان الفلسطيني الحقيقي يجب ان يكون على المقاومة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والدفاع عن حقوقه الثابتة وفي مقدّمتها بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع ان الرهان على إسطوانة السلام المشروخة أثبت فشله وبان بالكاشف بعد 18 عاما من توقيع اتفاق أوسلو انه رهان مفلس لم يحقق أدنى حقوق الشعب الفلسطيني داعيا في هذا الاطار الى التفكير في خيارات فلسطينية أخرى في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك وعلى المقدّسات الفلسطينية.
«السلام»... ب «التقسيط»!
تونس «الشروق»:
في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي عديد الحروب... والعديد من محطات «السلام» المزعوم الذي لم يجن من ورائه العرب سوى الأوهام... وفي ما يلي أهم هذه المحطات..
(1978): اتفاقيات كامب ديفيد
دعا الرئيس الأمريكي جيمي كارتر نظيره المصري أنور السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلي مناحيم بيغن لمنتجعه في كامب ديفيد حيث كان الفلسطينيون موضوع الحوار، ولكن لم يكونوا مدعوين. استغرقت المحادثات 12 يوما وأدت إلى اتفاق للسلام. للمرة الأولى اعترفت دولة عربية بإسرائيل، وبذلك وضع حد للحرب التي دامت ثلاثين عاما. بعد مرور ثلاث سنوات على ذلك، اغتيل الرئيس المصري أنور السادات.
(1991) : مؤتمر مدريد
بإلحاح من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي السابق، التحقت كل من الأردن ولبنان وسوريا ومصر وإسرائيل بمائدة المفاوضات. قبل ذلك بأربع سنوات، انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ورفضت إسرائيل الجلوس إلى نفس المائدة مع ياسر عرفات. والتحق وفد فلسطيني بالوفد الأردني. ولم تسفر مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل في النهاية على شيء.
(1993) : اتفاقيات أوسلو
هي الاتفاقيات التي ظلت عالقة بالذهن، بسبب «تحية اليد» بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين، بتشجيع من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. وقعت التحية الحارة أمام البيت الأبيض. والمفاوضات التي سبقتها، وقعت في السر بمساعدة من النرويجيين. لأول مرة، اعترفت كل من إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ببعضهما. تم الاتفاق على حكم ذاتي محدود للفلسطينيين وانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة. بعد عامين من توقيع الاتفاق أمام البيت الأبيض، اغتيل رئيس الحكومة الإسرائيلي رابين من طرف ناشط من اليمين اليهودي المتطرف.
(1994) : اتفاقية وادي عربة
في يوم 26 أكتوبر 1994 وقعت كل من الأردن وإسرائيل على اتفاقية سلام تنهي حالة الحرب التي كانت قائمة بينهما، وتضمنت الاتفاقية التي كانت الولايات المتحدة شاهدا عليها، الاعتراف المتبادل بين الطرفين، وبالنسبة للأردن فقد حافظت الاتفاقية على كيانه باعتباره كان على الدوام مهددا كوطن بديل للفلسطينيين، كما أتاحت له حق الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، وترسيم الحدود مع إسرائيل، والأراضي الفلسطينية، بينما منحت الاتفاقية إسرائيل السلام الدائم مع أقرب جيرانها جغرافيا.
(2000) : اتفاقيات «كامب ديفيد»
أسبوعان من المفاوضات بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود باراك بوساطة من بيل كلينتون. لم تسفر المفاوضات عن شيء. بعد ذلك بشهرين، زار زعيم المعارضة الإسرائيلي أرييل شارون المسجد الأقصى على جبل المعبد في القدس. وأدت زيارته تلك للمعلم الإسلامي المقدس، إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
(2001): طابا
قام كلينتون بمحاولة أخيرة للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط بجمع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في منتجع طابا المصري المطل على البحر الأحمر. ولكن وفي فيفري 2001، اضطر باراك الى أن يتخلى عن مكانه لأرييل شارون بعد الانتخابات الإسرائيلية، مما كان يعني، وضع نهاية لطابا.
(2002) : مبادرة السلام العربية
أدت القمة العربية في العاصمة اللبنانية إلى مبادرة السلام السعودية، التي تبنتها الدول العربية لتعرف في ما بعد باسم المبادرة العربية للسلام التي تقضي بأن تعترف الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، والسماح بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية، و التوصل لحل عادل لقضية اللاجئين.
(2003): خارطة الطريق من أجل السلام
بعد عام واحد من إطلاق العربية السعودية لمبادرة السلام، جاء الرباعي الدولي (الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) بما يسمى بخارطة الطريق. كان الهدف هو إنهاء الصراع الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون منذ سبتمبر 2000... ولكن هذه الخطة كان مآلها الفشل ايضا..
(2007) : القمة العربية بالعاصمة السعودية الرياض
أُخرجت خطة السلام السعودية من جديد.
(نوفمبر 2007): مؤتمر السلام في أنابوليس الأمريكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.