تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن والقضية الفلسطينية: «سلام أوهام»... أم «طبخة» للاستسلام؟
نشر في الشروق يوم 10 - 03 - 2010

تبدو التحركات الامريكية هذه الأيام تحت غطاء العمل على احياء مسار السلام أشبه بالضجيج دون طحن ذلك أن الكلام عن السلام كثير فيما العائد على أرض الواقع محدود للغاية... وأغلب الظن أن تحركات المسؤولين الأمريكيين وتصريحاتهم وزياراتهم الى المنطقة تحت عنوان دفع العملية لا ينطوي على توافر الارادات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف بقدر ما أنه ينطوي في الواقع على عملية تضليل ضخمة... وحتى اذا حسنت النوايا فإنها تندرج في اطار حملة علاقات عامة بهدف التغطية على عدم رغبة الأطراف المعنية في توفير ارادات الوصول الى حلول مقبولة للقضية والى تسوية عادلة بالمعنى النسبي لهذا الصراع الدامي... ورغم «الذخيرة» التي زودت بها لجنة المتابعة العربية مساعي احياء السلام من خلال اقرارها استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي فإن الظاهر أن هذه «الوصفة» لا تؤمن حلا أو مخرجا للقضية الفلسطينية صاحبة أكبر قدر من المبادرات التي لم تثمر شيئا.... وكأن «توليد» المبادرات صار بديلا لكن السؤال الذي يرافق هذا الحراك الدائر... هو من ينقذ «السلام» نفسه من «طبخات» التصفية والاستسلام... في هذا العدد الجديد من الملف السياسي يتحدث ثلة من الشخصيات والسياسيين الفلسطينيين عن موقفهم مما يجري... ويحللون خفايا وأبعاد التحرك الأمريكي الراهن... وهم السادة :
الدكتور نايف حواتمة
الأستاذ جميل المجدلاوي
الاستاذ ابراهيم علوش
اعداد: النوري الصل
نايف حواتمة: المطلوب تفعيل خيار «السلام الاستراتيجي»
تونس الشروق
أكد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الدكتور نايف حواتمة في حديث للشروق عبر الهاتف من دمشق أن الجبهة وأغلبية الفصائل المقاومة وممثليها في اللجنة التنفيذية قرروا رفض استئناف المفاوضات غير المباشرة في اجتماع عقد الأحد الماضي بحضور رئيس السلطة محمود عباس بعد أن استمعوا الى تقرير عباس عن اجتماع لجنة المتابعة في الجامعة العربية وجولاته العربية والأوروبية. وأوضح السيد نايف حواتمة أن تحركات الولايات المتحدة لا تبعث على الأمل وتترك المفاوضات غير المباشرة في مهب ريح حكومة ناتنياهو وليبرمان اليمينية المتطرفة.
وأشار الى أن المواقف الأمريكية بهذا الخصوص تبدو ملتبسة ولا تحدد حقيقة موقف الولايات المتحدة من ممارسات حكومة ناتنياهو ومخططاتها وتهويد القدس وتوسيع الاستيطان ومواصلة سياسة القمع في الضفة الغربية والحصار على قطاع غزة وأضاف: «من هذا المنطلق رفضنا استئناف المفاوضات غير المباشرة قبل وقف الاستيطان بالكامل وقبل وضع جدول زمني لقضايا الوضع النهائي» وتابع أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ترى أن قرار لجنة المتابعة العربية لا يراعي المصالح الفلسطينية والعربية العليا ولا يلبي حتى الحدود الدنيا من الضغط العربي الموحد على الولايات المتحدة من أجل وقف الاستيطان ووقف نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية وقال في رده على أسئلة الشروق حول رؤية الجبهة للخيارات الفلسطينية المتاحة في المرحلة القادمة أن الجبهة تطالب القمة العربية القادمة بتبني استراتيجية جديدة لتحويل خيار السلام الاستراتيجي ومبادرة السلام العربية من شعار ظل معلقا في الهواء على امتداد سنوات ماضية الى أفعال كما دعا حواتمة القمة العربية الى المطالبة بموقف واضح من بعض التدخلات العربية في الملف الفلسطيني والى العمل على وقف تعميق وتمويل الانقسام في الصف الفلسطيني وشدد في هذا السياق على ضرورة أن يبادر القادة العرب خلال قمة طرابلس الى تشكيل لجنة خاصة للقدس هدفها الاعمار والاسكان والاستثمار والحفاظ على المقدسات الاسلامية كما طالب برصد موازنات جديدة لتعزيز وتطوير القدرات الدفاعية النوعية والكمية من أجل توليد تماسك عربي يكون سندا مهما للشعب الفلسطيني في صراعه من أجل دحر الاحتلال والاستيطان وانتزاع حق تقرير المصير والدولة المستقلة وحق عودة اللاجئين عملا بالقرار الأممي 194.
كما شدد على أهمية تشكيل الهيئة من الملوك والرؤساء العرب من أجل حمل المبادرة العربية الى الكتل والتجمعات الدولية لتحويلها الى قوة تنفيذ تتم على ضوئها اعادة صياغة العلاقات العربية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا على أساس المصالح العربية في مقابل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الضامنة لحقوق شعب فلسطين في مقدمتها حق تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتابع: «اثر ذلك تدعو الهيئة الملوك والرؤساء العرب بعد لقاءاتهم لقادة القوى الدولية الكبرى الى قمة جديدة استثنائية تناقش الحالة الفلسطينية والعربية والبرامج العملية لتنفيذ الاستراتيجية العربية الجديدة التي تترجم خيار السلام الاستراتيجي ومبادرة السلام العربية الى برامج عمل فعلية في مواجهة البرامج التوسعية للعدو الصهيوني على الأرض الفلسطينية.
لكن القيادي الفلسطيني البارز شدد في هذا الاطار على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة استحقاقات وتحديات المرحلة القادمة مؤكدا أن الحالة الدولية لا يمكن أن تتحرك الى الأمام دون انهاء الانقسام الفلسطيني.
د. ابراهيم علوش: خدعة أمريكية لإذلال العرب .. والعملية التفاوضية هي السبب ..
تونس - الشروق (حوار أمين بن مسعود) :
اعتبر الكاتب الفلسطيني ابراهيم علوش أن العودة الى المفاوضات الفلسطينية الصهيونية تمثل مزيدا من الإذلال للعرب عامة وللسلطة الفلسطينية خاصة لا سيما ان الرجوع الى طاولة المحادثات سيتم بسقف أقل بكثير من سقف المبادرة العربية للسلام.
ورأى ابراهيم علوش في حوار مع «الشروق» أن أوباما أصبح في قبضة بنيامين نتنياهو متوقعا ان تفرز المحادثات تنازلات فلسطينية جديدة.
وأكد ان الحل كامن فقط في الرجوع الى الميثاق الوطني الفلسطيني - غير المعدل - باعتباره وثيقة الاجماع الوطني الوحيدة في التاريخ المعاصر..
واعتبر أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدين ومبعوث أوباما الى الشرق الأوسط جورج ميتشل تحمل في طياتها بعدين أساسيين واحد متعلق بما يحاول الطرف الأمريكي المتصهين ان يفرضه على العرب كأنظمة وشعب وآخر مرتبط بالعلاقة الداخلية القوية بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
وقال في هذا السياق «أما بالنسبة للبعد الأول فلا شك ان موافقة الأنظمة العربية على تغطية التراجع الفلسطيني بالقبول بالدخول في مفاوضات «غير مباشرة» مع العدو الصهيوني دون التزامه بشرط وقف الاستيطان يمثل تقهقرا شديدا بالنسبة للأنظمة العربية والسلطة .. ذلك انه تم اعطاؤه هذه «الجائزة» في ذات الوقت الذي يصعد فيه خطواته الاستيطانية ويكثف خلاله من حملات اجتثاثه لمعالم الحضارة العربية والإسلامية من فلسطين المحتلة أما البعد الثاني فيتجلى حسب المحلل السياسي - في انتقال الرئيس الأمريكي من مطالبة الكيان الصهيوني بوقف الاستيطان الى مرحلة الضغط على الأنظمة العربية لاستئناف المحادثات .. الأمر الذي يؤكد ان أوباما أصبح يلعب دورا متمما لما يريده الكيان الصهيوني.
ورأى أن المفاوضات غير المباشرة .. هي في المحصلة مفاوضات مباشرة .. باعتبار انه لا فرق بين الكيان الصهيوني وأمريكا ... خاصة بعد خضوع أوباما الى نتنياهو مع ما يعكسه هذا الواقع من حقيقة ان الميزان الداخلي الأمريكي أصبح محكوما من طرف اللوبي الصهيوني.
تهديد .. وليست ضمانات
وفي تعليقه على الضمانات الأمريكية للسلطة الفلسطينية بتحميل الطرف المتسبب في افشال المفاوضات كامل المسؤولية قال ابراهيم علوش ان هذا الأمر - في حال صحته - ليس ضمانا وانما تهديدا للطرف الفلسطيني.
وقال في هذا الإطار «واشنطن تهدد السلطة باتهامها بتعطيل المفاوضات في حال لم تخضع للشروط الاسرائيلية .. هذا هو مضمون قول البيت الأبيض» مستدلا بأن واشنطن لو كانت جادة في هذا الأمر لمارسته على الكيان الصهيوني.
وأضاف «ان الواقع كامن في أن الصهاينة تمكنوا من فرض شروطهم على كافة الأطراف».
وفي اجابته عن استفسار «الشروق» بأن احياء عملية التسوية يرمي الى اخماد لهيب الانتفاضة الثالثة علق الكاتب الفلسطيني بالقول إن الانتفاضة ماثلة والخيار الاستراتيجي للسلطة بالتفاوض قد أفلت تماما .. وباتت الظروف اكثر نضجا لانفجار الضفة .. بيد ان واشنطن لها حسابات اقليمية تتعلق بسوريا وايران ولبنان ..
واعتبر ان العودة للمفاوضات لا تمثل تهدئة للأوضاع الأمنية .. وإنما مزيد الإذلال للعرب أنظمة وشعبا خاصة وأن الرجوع الى طاولة المفاوضات سيكون بسقف أقل بكثير من سقف المبادرة العربية.
وأكد في ذات السياق ان المشكلة الأساسية كامنة في العقلية التفاوضية التي تضحي بالكل من أجل الجزء .. فتخسر الجزء والكل وعن موقفه من الخيار الفلسطيني في حال فشلت المحادثات بالتوجه الى مجلس الأمن واستصدار قرار اعلان الدولة الفلسطينية اشار الى ان هذا الأمر لا يعد حلا ففلسطين أرض محتلة والاحتلال يخرج بالمقاومة المسلحة وليس بالمؤسسات الدولية.
وأضاف ان هذا الموقف يعد متهافتا سياسيا لأن الفيتو الأمريكي والبريطاني والفرنسي يتربص بالمصالح الفلسطينية ولن يقبل ثلاثتهم فرض قرار دولي يدين الكيان الصهيوني ويفرض عليه تنازلات سياسية لا تستند الى حقيقة واقعية (مثل المقاومة ..)
آفاق
وفي ما يخص آفاق «التسوية» توقع ان ينتج على المحادثات مزيد من التنازلات الفلسطينية .. وأن تؤدي المفاوضات «غير المباشرة» الى أخرى مباشرة تحت ذريعة ان الصهاينة وافقوا على وقف جزئى للاستيطان.
وعن الحلول القادرة على انقاذ القضية الفلسطينية اكد الدكتور ابراهيم علوش ان الحل يستمد من الميثاق الوطني غير المعدل ومن نقاطه الثلاث المركزية : 1) - فلسطين عربية من النهر الى البحر : 2) - فلسطين لا تحرر الا بالمقاومة المسلحة : 3) - كل يهودي جاء الى أرض فلسطين بعد الغزو الصهيوني لا يعتبر فلسطينيا ولا يحق له الوقوف على أرض فلسطين.
جميل مجدلاوي: التحرّكات الأمريكية... ترويج لأوهام... و«معزوفة» مكشوفة
تونس «الشروق»:
وصف السيد جميل مجدلاوي القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حديث خصّ به «الشروق» عبر الهاتف الحراك الأمريكي الدائر هذه الأيام تحت غطاء إحياء مسار السلام بأنه ترويج لأوهام أصبحت مكشوفة من قبل الجماهير الفلسطينية والعربية كما اعتبر ان مثل هذه المراهنة التي يبديها البعض على الدور الأمريكي لتحقيق التسوية ليس إلا نوعا من الحرث في البحر.
وأوضح السيد جميل مجدلاوي ان الهدف من هذه التحرّكات والجولات الأمريكية المكوكية في المنطقة إعطاء العدو الصهيوني مزيدا من الوقت لنهب الارض الفلسطينية ومصادرتها ومزيد فرض الحصار على الشعب الفلسطيني الأعزل ودفع العرب والعالم برمّته الى مواقع الانتظار السلبي في المراهنة على وهم.
وقال: «إننا نرى ان هذه المفاوضات عقيمة وضارة وتعطي العدو فرصة لفرض حقائق على الارض على حساب حقوقنا وتعطي الجانب الأمريكي شهادة براءة ذمة تقدّمه على أنه طرف يمكن ان يتبنى مواقف الحق».
وأضاف: «إن هذا يشكل في الحقيقة تزييفا لوعي الجماهير الفلسطينية والعربية ومغالطات مفضوحة لم تعد تنطلي على أحد».
وتابع: «إن هذه المفاوضات غير المباشرة التي صادقت عليها لجنة المتابعة العربية للجامعة العربية لا تعكس في الواقع إجماعا فلسطينيا بل ان هناك اختلافا فلسطينيا واضحا في هذا الشأن لأن موقف فصائل المقاومة ان هذه العودة الى المفاوضات دون إلتزام العدو الصهيوني لوقف الاستيطان والتأكيد على مرجعية أي حل للقضية هي عودة سلبية.
ولفت في هذا الاطار النظر الى الاجتماع الذي عقدته منظمة التحرير الفلسطينية الأحد الماضي حيث كان الخلاف واضحا حول الموقف من هذه المفاوضات معتبرا في الوقت نفسه «ان إقرار العرب لاستئناف المفاوضات يشكل في حد ذاته دليلا على عجز العرب وحتى تواطؤهم في مخططات التصفية التي تتهدّد القضية الفلسطينية.
وأضاف: «من هذا المنطلق نرى ان زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الى المنطقة لا تشكل جديدا على الصعيد العملي في إحياء مسار السلام بل انها في اعتقادنا تأتي في سياق ترويج دعاوى لما يسمى الحل الأمريكي الذي يقوم على كسب الوقت والدوران حول الأزمة والعمل على احتواء الموقف الرسمي العربي تمهيدا لاحتمالات أخرى مفتوحة قد يكون في مقدّمتها احتمال خوض حرب جديدة على إيران او على لبنان او على غزة».
وأكد ان الرهان الفلسطيني الحقيقي يجب ان يكون على المقاومة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والدفاع عن حقوقه الثابتة وفي مقدّمتها بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع ان الرهان على إسطوانة السلام المشروخة أثبت فشله وبان بالكاشف بعد 18 عاما من توقيع اتفاق أوسلو انه رهان مفلس لم يحقق أدنى حقوق الشعب الفلسطيني داعيا في هذا الاطار الى التفكير في خيارات فلسطينية أخرى في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك وعلى المقدّسات الفلسطينية.
«السلام»... ب «التقسيط»!
تونس «الشروق»:
في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي عديد الحروب... والعديد من محطات «السلام» المزعوم الذي لم يجن من ورائه العرب سوى الأوهام... وفي ما يلي أهم هذه المحطات..
(1978): اتفاقيات كامب ديفيد
دعا الرئيس الأمريكي جيمي كارتر نظيره المصري أنور السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلي مناحيم بيغن لمنتجعه في كامب ديفيد حيث كان الفلسطينيون موضوع الحوار، ولكن لم يكونوا مدعوين. استغرقت المحادثات 12 يوما وأدت إلى اتفاق للسلام. للمرة الأولى اعترفت دولة عربية بإسرائيل، وبذلك وضع حد للحرب التي دامت ثلاثين عاما. بعد مرور ثلاث سنوات على ذلك، اغتيل الرئيس المصري أنور السادات.
(1991) : مؤتمر مدريد
بإلحاح من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي السابق، التحقت كل من الأردن ولبنان وسوريا ومصر وإسرائيل بمائدة المفاوضات. قبل ذلك بأربع سنوات، انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ورفضت إسرائيل الجلوس إلى نفس المائدة مع ياسر عرفات. والتحق وفد فلسطيني بالوفد الأردني. ولم تسفر مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل في النهاية على شيء.
(1993) : اتفاقيات أوسلو
هي الاتفاقيات التي ظلت عالقة بالذهن، بسبب «تحية اليد» بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين، بتشجيع من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. وقعت التحية الحارة أمام البيت الأبيض. والمفاوضات التي سبقتها، وقعت في السر بمساعدة من النرويجيين. لأول مرة، اعترفت كل من إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ببعضهما. تم الاتفاق على حكم ذاتي محدود للفلسطينيين وانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة. بعد عامين من توقيع الاتفاق أمام البيت الأبيض، اغتيل رئيس الحكومة الإسرائيلي رابين من طرف ناشط من اليمين اليهودي المتطرف.
(1994) : اتفاقية وادي عربة
في يوم 26 أكتوبر 1994 وقعت كل من الأردن وإسرائيل على اتفاقية سلام تنهي حالة الحرب التي كانت قائمة بينهما، وتضمنت الاتفاقية التي كانت الولايات المتحدة شاهدا عليها، الاعتراف المتبادل بين الطرفين، وبالنسبة للأردن فقد حافظت الاتفاقية على كيانه باعتباره كان على الدوام مهددا كوطن بديل للفلسطينيين، كما أتاحت له حق الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، وترسيم الحدود مع إسرائيل، والأراضي الفلسطينية، بينما منحت الاتفاقية إسرائيل السلام الدائم مع أقرب جيرانها جغرافيا.
(2000) : اتفاقيات «كامب ديفيد»
أسبوعان من المفاوضات بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود باراك بوساطة من بيل كلينتون. لم تسفر المفاوضات عن شيء. بعد ذلك بشهرين، زار زعيم المعارضة الإسرائيلي أرييل شارون المسجد الأقصى على جبل المعبد في القدس. وأدت زيارته تلك للمعلم الإسلامي المقدس، إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
(2001): طابا
قام كلينتون بمحاولة أخيرة للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط بجمع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في منتجع طابا المصري المطل على البحر الأحمر. ولكن وفي فيفري 2001، اضطر باراك الى أن يتخلى عن مكانه لأرييل شارون بعد الانتخابات الإسرائيلية، مما كان يعني، وضع نهاية لطابا.
(2002) : مبادرة السلام العربية
أدت القمة العربية في العاصمة اللبنانية إلى مبادرة السلام السعودية، التي تبنتها الدول العربية لتعرف في ما بعد باسم المبادرة العربية للسلام التي تقضي بأن تعترف الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، والسماح بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية، و التوصل لحل عادل لقضية اللاجئين.
(2003): خارطة الطريق من أجل السلام
بعد عام واحد من إطلاق العربية السعودية لمبادرة السلام، جاء الرباعي الدولي (الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) بما يسمى بخارطة الطريق. كان الهدف هو إنهاء الصراع الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون منذ سبتمبر 2000... ولكن هذه الخطة كان مآلها الفشل ايضا..
(2007) : القمة العربية بالعاصمة السعودية الرياض
أُخرجت خطة السلام السعودية من جديد.
(نوفمبر 2007): مؤتمر السلام في أنابوليس الأمريكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.