سافر إلى بلجيكا في مهمة عمل وهناك عرض خدماته كمدرب فاستقطب الاهتمام وجلب الأنظار فمسك في البداية بزمام أصاغر فريق إيفروا ثم بصنف أواسطه لينتقل في ما بعد إلى أكابر فريق راسينغ جات ديوافر الذي حقق معه الصعود إلى القسم الثاني ثم انتقل إلى راديستار وهو يشرف الآن وإلى الموسم الثاني على التوالي على حظوظ فريق White star أي النجمة البيضاء للاعبين أقل من 17 سنة. «الشروق» التقت بهذا المدرب المهاجر بلا موعد وفي إطار متابعتنا لهم فكان لنا معه هذا الحوار. لو تعرفنا بالفريق الذي تشرف على حظوظه؟ الفريق الذي أدربه يتكون من لاعبين يقل سنهم عن 17 سنة في إطار بطولة قومية لا صلة لها بموقع الأكابر فقد يكون فريق الأكابر بالدرجة الأولى وفريق من الأصناف الشابة بدرجة أدنى والعكس بالعكس. كم هناك من صنف في البطولة البلجيكية؟ توجد بالبطولة البلجيكية 5 أصناف... نبدأ من أقل من 15 سنة ثم أقل من 16 ف17 و19 سنة وفريق الأكابر وإن الفرق التي لا تحصل في نهاية الموسم على مجموع 100 نقطة تنزل درجة وإن وجود فريق من فرق الاصناف الشابة غير مرتبط بفريق الأكابر. الأكيد ان هناك اتفاقا بينك وبين مسيري نادي النجمة البيضاء ثم هل يمكن معرفة محتواه؟ نعم الاتفاق يقضي بتمويل فريق الأكابر سنويا ب 5 لاعبين على الاقل. فسياسة النوادي هناك استثمارية في الموارد البشرية وقد وفقت في ذلك وأثريت الفريق الاول بالعديد من اللاعبين الواعدين علما وأن فريقي يحتل حاليا المرتبة الثالثة في بطولة صنفه ويطمح في التتويج بالبطولة البلجيكية. ألا ترى ان هذه السياسة التكوينية معمول بها ببلادنا؟ كلا، فجل فرقنا تبحث عن النتائج العاجلة فتسعى في كل موسم الى الانتدابات الجاهزة وتهمل العمل القاعدي. وهذا ينطبق على كل الفرق بدون استثناء فلو أعطت الفرق الكبرى الأهمية التي يستحقها التكوين القاعدي بنفس الدرجة التي توليها للانتدابات الجاهزة لكان حالها أفضل. والتكوين بأوروبا؟ مراكز تكوين الشبان بأوروبا منتشرة وهي مؤسسات استثمارية بأتم معنى الكلمة وتقوم بدور كبير وحتى في النوادي فأهم عمل يقومون به هو التكوين وكل مدرب يحاسب على عدد اللاعبين الذين سيثري بهم الصنف الموالي، أما في بلادنا فنسمع كثيرا عن التكوين وعن المراكز ولكننا إذا سمعنا بلاعبين شبان انضموا إلى فرق كبرى فنجدهم قد جاؤوا من الفرق الصغرى أتمنى أن أرى يوما تهتم فيه بلادنا بالتكوين فتونس غنية بالطاقات الخلاقة لو نولي هذا الجانب أهمية أكبر. وكيف ترى مستوى كرتنا على ضوء مشاركاتنا الأخيرة؟ منذ سنة 1996 شهدت كرة القدم التونسية نقلة نوعية تجلت في ترشحنا في 3 مناسبات إلى الأدوار النهائية لكأس العالم وفي فوزنا باللقب الإفريقي وإدراكنا للدور النهائي في هذا المجال لكن يبدو أن نجاحنا ألهانا عن التقدم فأصابنا نوع من الرضاء عن النفس ولم نقرأ حسابا للباقين فبقينا حيث كنا وتقدم الآخرون فسبقونا وما تعيشه البطولة التونسية من حيث ما سجلته الفرق غير التقليدية من تقدم ينطبق كليا على المنتخبات الإفريقية التي كنا نصنفها بفرق الدرجة الثالثة فإذا بها تتسلم المشعل وتبعد عن الصدارة المنتخبات التقليدية. نراك تحرص سنويا على المشاركة في دورة مساكن للأواسط هل سيكون الحال كذلك هذا العام؟ أكيد فأنا أحرص على جلب الفرق البلجيكية التي أدربها إلى بلادنا لاطلاعهم على تطور مستوى كرة القدم التونسية وكالعادة سيشارك فريقي النجمة البيضاء البلجيكي في دورة هذا العام من 3 إلى 10 أفريل القادم، ولئن ستدوم فعاليات هذه الدورة يومين فحسب فإنني سأستغل الفرصة لاطلاع فريقي على المنشآت الرياضية ببلادنا وإقامة تربص بجهة سوسة. ما هي الفرق المشاركة؟ ستشارك في هذه الدورة فرق النجم والاتحاد المنستيري وشبيبة القيروان وأمل حمام سوسة وهلال مساكن وأهلي بوحجر والنجمة البيضاء من بلجيكا بالإضافة إلى فريق من صربيا ونحرص في أن تصبح هذه الدورة عالمية. 6 مواسم وأنت تدرب ببلجيكا متى نراك بتونس؟ بالرغم من أنني بدأت التدريب بتونس وحصولي على ديبلوم الدرجة الثالثة في التدريب وإشرافي ببلجيكا على حظوظ فرق من مختلف الأصناف إلا أنني مازلت أشعر بحاجتي للتكوين الذاتي وها أنا الآن بصدد إعداد ديبلوم UEFA Pro وهو أعلى درجة في التدريب ويوم أشعر بأنني قادر على إفادة بلدي فسأعود وقتها إليه معتزا وفخورا.