من منكم زار قاعة «بلال» بالمنزه الخامس مساء أول أمس؟! من منكم إطلع على أول تمثال منحوت للأديب الراحل «مصطفى الفارسي» بأنامل النحات «ابراهيم القسنطيني»؟ من المؤكد أن بضع دقائق في هذا المعرض ستجعلك تسافر بعيدا بذهنك أو بمخيلتك لتسبح في ماضي هذا الفنان الراحل نعم هو فنان وأديب لطالما تدفق قلمه حبرا... ونقشت ريشته أجمل الرسوم والألوان. هناك في قاعة بلال تكتشف تمثالا للفقيد... تلمح من خلاله ابتسامته من بعيد ومن خلاله تحاول استحضار ملامح الفارسي لأن الشبه بينه وبين تمثاله ليس قريبا، لكنه أيضا ليس ببعيد... تمثال قال عنه نحاته أو مبدعه انه خلاصة «لعشرة» جمعته بالفقيد، وخلاصة قراءة لملامحه من خلال سبع صور ومن خلال تذكر لحظات جمعتهما في ماض ليس بالقريب ولا بالبعيد... هذا التمثال لم يكتمل بعد لكن الفنان ابراهيم القسنطيني أبى إلا أن يكون التمثال حاضرا في معرض صاحبه. ذكريات التمثال ليس الا عنصرا من عناصر المتعة في معرض «رسوم ووثائق»، فأول ما تدخل قاعة العرض تعترضك يمينا ويسارا صور فوتوغرافية ووثائق شخصية للفقيد فلا يمكن أن تتغافل عن معاينتها والتدقيق فيها .... فتلك صورة مصطفى الفارسي مع الممثل المصري «عمر الشريف» أثناء تصويره فيلم «جحا» بجزيرة الأحلام جربة... وتلك صورة أخرى مع الكوميدي المصري الكبير «اسماعيل ياسين»... وأخرى مع «محمود ياسين»... ويبدو أن الفقيد من عشاق «فريد الأطرش»، فتلك أيضا صورة تجمعه بشقيق اسمهان وبالممثلة الكبيرة «فاتن حمامة» الى جانب صور له بالمدارس والمعاهد، ولوحات للفقيد امتزج فيها اللون بالاحساس ليخرج الجمال في أبهى مظاهره والطبيعة في أحلى صورها، لوحات (عددها 15 لوحة) تنظاف الى كتبه لتخلد «مصطفى الفارسي» في هذا الوطن الذي أحب وفي هذا التراب الذي عشق...