نحتفل يوم الاثنين باليوم الوطني للباس التقليدي، وهو احتفال لا يغيب عن أذهان الطلبة إلا أن الجامعات لا تشجّع عليه. ففي المدارس يدعو المدير والتلاميذ الى ارتداء اللباس التقليدي. ويبدأ نداء المعلّمين قبل أسبوع من الاحتفال. فتجد الأطفال يومها كالعرائس يرتدّون اللباس التقليدي لجهاتهم والبراءة على محياهم. أما الطالب فإنه يفضل تجاهله بالرغم من تذكّره فارتداؤه للباس التقليدي يوم الاحتفال يجعله «مسخرة» في عيون زملائه وترافقه التعاليق طيلة دراسته الجامعية. وكأن هذا الطالب ارتكب جريمة أو ربما تحول لباسنا التقليدي الى مصدر ضحك لدى بعض الطلبة. لا أحد ينفي أن اللباس التقليدي يمثل شاهدا على حضارة شعب ما وتاريخ أمّة بأكملها. ولعلّ تونس مثال على ذلك من خلال تنوّع لباسها التقليدي مع اختلاف الحضارات التي تعاقبت على بلادنا لنجد الجبّة والشاشية والقفطان والبرنس والملية والفوطة والبلوزة... وما هذه الملابس الا دليلا على عمق مشاركاتنا في تاريخ الحضارات الانسانية. كما لا يمكن أن ننفي ان هذه الملابس لا تناسب حياتنا اليومية نظرا لصعوبة ملاءمتها للنسق اليومي السريع الا أن العديد من أفراد المجتمع التونسي لم يستغنوا عن الشاشية والبرنس في الايام العادية والجبة والفوطة والبلوزة في الأفراح. هذا ما يدعو الطلبة، هذه النخبة المثقفة، الى ضرورة الاحتفال بهذا العيد الوطني فهذا اللباس هو مفخرة لنا لا وصمة عار نحاول تجاهلها. ذلك أن الاحتفال لا يتجاوز اليوم الواحد. وما الهدف من ورائه الا استرجاع ذاكرة الملابس في السابق، بل إن العديد من دور الازياء العالمية اليوم تسعى الى اتباع تصاميمنا التقليدية مثل قميص «فضيلة» وأسلوب النقشات على القماش. نهى بلعيد (طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار)