تجري الآن الاستعدادات لتركيز حوالي 1200 سبّورة تفاعلية (Tableau interactif) بكامل معاهد الجمهورية قصد الشروع في استغلالها بداية من السنة الدراسية القادمة 20102011 في أقسام السنة الأولى ثانوي لتدريس المواد العلمية كالعلوم الفيزيائية والإعلامية وعلوم الحياة والأرض على أن يقع تعميمها على كافة المواد ولكل الأقسام الثانوية بداية من سنة 2014 وفق برنامج وضعته وزارة التربية منذ سنة 2008 وشرعت في تنفيذه بالمعاهد النموذجية. وتعدّ السبّورة التفاعلية التي يعود اختراعها الى سنة 1991 ثورة تكنولوجية في مجال الوسائط البيداغوجية، إذ أنها تعوّض السبورة التقليدية التي تقع الكتابة فوقها بالطباشير او بالأقلام اللبدية (Feutres) وهي عبارة عن شاشة كبيرة بنفس حجم السبورة العادية يقع ربطها بجهاز كمبيوتر الذي يسيّر منه المدرّس الدرس، وتمكّن أيضا التلاميذ من الكتابة عليها ونقل الحروف والكلمات والصور بمجرد حركة الأصابع فوقها فضلا عن إمكانية دعم المعلومات المكتوبة بالصور والخرائط والأمثلة الهندسية.. وللإشارة فإن 12 معهدا نموذجيا يعتمد على السبورة التفاعلية منذ سنة 2008 وذلك بالنسبة لأقسام الأولى ثانوي في مواد علوم الحياة والارض والعلوم الفيزيائية والإعلامية، وتم تعميمها بداية من السنة الدراسية الحالية على أقسام الثالثة ثانوي بالمعاهد النموذجية في المواد نفسها... وكان السيد حاتم بن سالم وزير التربية قد اطلع يوم الجمعة الماضي على سير العمل بهذه السبورة بالمعهد النموذجي بأريانة وأكد على أهمية تعميمها بكامل معاهد الجمهورية.. فعالية باعتراف المدّرسين والتلاميذ في المعاهد النموذجية فإن للسبورة التفاعلية دورا كبيرا في حسن سير الدروس... فهي تيسّر من جهة مهمّة المدرّس في شدّ التلاميذ الى الدرس وفي الإسراع فيه وفي تبليغ المعلومة بدقة، خاصة ان السبورة تمزج بين الصورة والصوت والحركة. كما أنها تساعد التلميذ لأنها تشدّه الى كل نقاط الدرس وتزيل الرتابة والروتين اللذين عادة ما يشتكي منهما التلميذ داخل القسم وتمكنه من استيعاب الدرس بشكل جيّد وكامل. ويؤكد المختصون على أهمية الجانب الرقمي في حياة تلاميذ اليوم، إذ أنه الكفيل لوحده بشدّ انتباههم للدروس في ظل انخراطهم منذ الصغر في التكنولوجيات الرقمية الحديثة وتعوّدهم عليها في كل المجالات وبالتالي لابدّ من ربط تعليمهم بهذا الجانب حتى لا يفقدوا التركيز فيه وهي الغاية الأساسية سواء في تونس او في الدول الأخرى لاسيما المتقدمة من إدخال البيداغوجيا الرقمية الى المدارس والمعاهد (الحواسيب السبورة التفاعلية الأنترنات). تكوين شهدت الأشهر الماضية خضوع عدد من المدرسين بالمعاهد الحكومية الى فترة تكوينية عن طريق مختصين في مجال السبورة التفاعلية وذلك حتى يكونوا جاهزين في السنة الدراسية القادمة الى التدريس بهذه الطريقة خاصة بالنسبة لتلاميذ السنة الأولى ثانوي في اختصاص علوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية والاعلامية. ويقول المختصون في هذا المجال إن تعوّد التلاميذ على تلقي دروس بهذه الطريقة يكون سهلا وسريعا اذ تكفي الحصص الأولى حتى يستوعبوا طريقة التعامل معها.