تونس - الصّباح: بداية من السنة الدراسية القادمة ستشهد المنظومة التربوية تحولا جذريا على مستوى التوظيف الواسع لتكنولوجيات الاتصال الحديثة بتنظيم حصص دروس مرتكزة أساسا على التقنيات الجديدة والاستغناء عن أبجديات التدريس المعتادة داخل القسم.. التجربة ستقتصر في مرحلتها الأولى على مجموعة معينة من المواد العلمية وهي علوم الحياة والأرض والكيمياء والفيزياء.. والاعلامية وستكون على نطاق محدد من المستويات التعليمية بالانطلاق في هذه الدروس مع السنوات الاولى من التعليم الثانوي وبطبيعة الحال ستكون مدارس النخبة محظوظة باحتضان التجربة بداية من العام الدراسي 2010/2009 في 13 معهدا نموذجيا. على ان تعمم بداية من السنة الموالية على مختلف المعاهد العمومية دائما في مستوى السنة أولى ثانوي ثم التوسيع في اعتمادها في بقية المراحل. درس تفاعلي يرتكز التوجه الجديد الذي يعتمد مبدأ التدريس بالاعلامية لمواد تخرج عن دائرة حصة الاعلامية المألوفة في ادماج وسائل الاتصال المتطورة صلب المضامين البيداغوجية للمواد المذكورة سابقا وتقديمها بمحتوى رقمي عبر السبورات التفاعلية وهو ما يعني الاستغناء عن القلم والقرطاس والسبورة السوداء الخشبية وعرض درس تفاعلي. وللغرض أمضت الوزارة مع شركة مختصة اتفاقية لتوفير 40 سبورة تفاعلية ذكية ووسائل اتصالية متطورة لتجهيز المعاهد النموذجية المعنية في هذه المرحلة. وقد فرغ فريق العمل من المتفقدين والمختصين صلب وزارة التربية والتكوين من اعداد المحتوى الرقمي لمدة الدروس قد عرضت منها نماذج على وزير التربية مطلع هذا الشهر ليشكل الحدث في حد ذاته ميلاد أول درس تفاعلي في تاريخ المنظومة التعليمية التي ستخرج خلال شهر سبتمبر القادم من بوتقة المخبر التجريبي الى المحك التعليمي اليومي ايذانا بخروج التلاميذ من الاطار الكلاسيكي في التعلم الى تطويع وتكييف المحتوى الرقمي للنظم والبرامج التربوية الوطنية. تدريب اشهادي للمربين التوجه نحو مزيد احكام توظيف التكنولوجيات الحديثة في المعرفة والتعلم يستهدف بدوره وبالدرجة الاولى اطار التدريس الذي سيخضع الى عملية تكوين اشهادي في الاعلامية تشمل 135 ألف مدرس على اعتبار ان فاقد الشيء لا يعطيه ومن تعوزه السيطرة على التكنولوجيات الحديثة وتطويعها للاهداف التربوية المرسومة يصعب عليه المساهمة في انجاح التوجهات والبرامج الاصلاحية الجديدة المتعلقة بالتدريس الرقمي. من هذا المنطلق تم الاتفاق على انجاز تدريس اشهادي لفائدة 500 مدرب أساسي من العاملين بوزارة التربية ليتولوا بدورهم تكوين مختلف رجال التعليم بكافة المراحل التعليمية والاستفادة من البنية الاتصالية المتطورة المتوفرة لمختلف مؤسسات التربية وتحقيق مبدإ التعلم بالاعلامية علما وان ما يفوق 80 الف حاسوب تتوزع على كامل شبكة المدارس والمعاهد. الاصطلاح ومبدا الانصاف تطرح تجربة تدريس ثلاث مواد علمية بالاعلامية وحصرها في سنتها الاولى على مجموعة معاهد النخبة النموذجية دون سواها تساؤلات واستفهامات.. حول هكذا توجه او مفاضلة لمؤسسة تعليمية على اخرى في الاستفادة من الاصلاحات حتى وان كانت على مستوى التجربة الاولى. ويرى البعض في هذا التعامل عنصر تميز لشريحة تلميذية على حساب أخرى... شريحة تعد بطبعها متفوقة ومحظوظة بما تتوفر عليه من متابعة واحاطة بيداغوجية وتخصيصها بخيرة اطارات التدريس وبظروف عمل مريحة لتتسع قائمة امتيازاتها الى افرادها بتجربة التدريس الجديدة وهو ما قد يعتبر في نظر عدد من الاولياء والمهتمين بالشأن التربوي ميزة تفاضلية أخرى لا تترجم مبدا تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ. في مقابل هذا الطرح تذهب مواقف اخرى الى دحض اي تمييز في المعاملة ويعتبر حصر كل تجربة جديدة في الزمن والمكان والعدد امرا طبيعيا حتى يتسنى تقييمها وتشخيص نقائصها والعمل على تلافيها قبل تعميمها لأن تطويقها يكون سهلا في مثل هذه المرحلة ولا يتضارب هذا التوجه مع مبدإ تكافؤ الفرص في ضمان جودة التعلم للجميع باعتبار ان لكل مشروع اصلاحي لا بد من محطة اولى تجريبية وتقييمية ثم يتسع ويعمم مع تعهده دوريا بالمتابعة لتطويره ومزيد تثمينه.