كما عهدناه دائما، يخصص الرئيس زين العابدين بن علي كل وقته وجهده للعمل خدمة لتونس ولشعبها وهو في عمله الدؤوب وفي نشاطه الحثيث يبتكر القرارات ويستنبط الأفكار، بروح المسؤول المسكون بهواجس تطوير تونس والارتقاء بها الى مصاف الدول المقدمة وبزاد المفكر الذي يضع لكل مشكلة حلا، ولكل مأزق طريقا تسلكه وتتجاوزه بما فيه من معوقات وما يصحبه من مطبات وما قراره ببعث هيكل اداري بكل وزارة يكون المخاطب الأساسي والوحيد لأصحاب الملفات قصد البت فيها في أسرع الآجال كما يكون مسؤولا عن الاتصالات بالوزارات والهياكل المعنية الأخرى الا واحد من تلك القرارات الضرورية والعملية لتيسير الاستثمار وتنقية طريقه من كل الشوائب والمكدرات الادارية التي كثيرا ما وقفت في طريقه وتعرضت لتطوره واعاقت حركته. ولا شك ان تشديد سيادته على ان يكون هذا الهيكل هو «الوحيد» المخاطب لأصحاب الملفات يشرح بسعيه لحماية هؤلاء من أن تتلقف ملفاتهم عدة أياد فتضيع وسطها وتتفرق تفرق الدم بين القبائل فتتعطل من جهة وتعسر مساءلة المسؤولين عنها بما انهم كثر لا يحصون ويصيبها فيروس الروتين الذي يتطور الى فيروس نسيان ثم تنتهي الى لا شيء. إن هذا القرار المبدع يضبط تدخل هذا الهيكل لطرف وحيد ربحا للوقت ايضا وتماشيا مع نسق هذا العصر الذي لا يقبل الجمود ولا يتحمل العطالة الادارية وغير الادارية ويفرض المسك بتلابيب نسقه وسرعته ذلك ان الزمن يزحف، وعقارب الساعة تدق والأيام تتوالى مما يفرض أن نمر في تونس الى السرعة القصوى فيما لو رمنا تحقيق الرخاء والنماء الحقيقيين، وفيما لو آمنا بالقدرات الكامنة في شعبنا او ما يحتويه من كفاءات ومهارات في كل القطاعات ومنها تلك الاستراتيجية الخاصة بالمجالات الواعدة وفيها أسدى رئيس الدولة تعليماته بالعمل على ادراجها اي القطاعات المذكورة في اطار نظرة متكاملة تجمع بين توفير المهارات والكفاءات في المجالات ذات العلاقة مع تطوير البنية الأساسية والتجهيزات الجماعية وتهيئة الفضاءات الملائمة، ووضع خطة اعلامية للتعريف بالمزايا التفاضلية في هذه القطاعات على أوسع نطاق. وللمزيد من احكام عمل الهياكل الادارية، في هذا المجال زاد سيادته فقرر احداث هيكل متابعة صلب الوزارة الأولى يكون بعد انقضاء أجل معين المرجع الأخير لتذليل الصعوبات الادارية بخصوص الملفات التي لم يتم البت فيها من قبل الوزارات المعنية كما أمر سيادته بتجسيم التوجهات التي اقرها للنهوض بالادارة الالكترونية مطلعا على ما تم اتخاذه من تدابير لتعميم ربط الوزارات في ما بينها بشبكة مؤمنة لتراسل المعطيات ولتكثيف ادراج الخدمات الادارية على الخط. ان هذه القرارات الرئاسية الرائدة تطمئن كل التونسيين وتكشف للمرة الألف عن المعدن الأصيل الذي قدت منه شخصية الرئيس زين العابدين بن علي، ذلك الرجل المثابر المخلص لوطنه ولشعبه، المؤمن بالتونسيين والتونسيات والحاضن للكفاءات والمهارات الحاث على الخلق والابداع والابتكار الداعي الى العمل والاخلاص فيهما. إننا على يقين تام أن الرئيس يسعى بلا كلل الى الارتقاء بتونس الى مصاف الدول المتقدمة وأنه يعمل يوميا لتحقيق هذا الهدف النبيل فليكن للجميع فيه أسوة وليقلدوه في نسقه وطرق عمله وليرتقوا بمهجهم الى مستوى أسلوبه الذي يستند الى أن نيل المطالب ليس بالتمني، وأن المسؤولية ليست دعوة الى مهرجان استرخاء.