يبدو ان عبد الرزاق الشابي مقدم برنامج «المسامح كريم» واع ومدرك تمام الادراك للحملة التي انتقدت أداءه وأسلوبه في محاورة ضيوفه وطريقة طرح الأسئلة التي أضحكت العديد وجعلت شعبية أسئلته «الخطيرة» تصل إلى تلك الشبكة الاتصالية المحبوبة لدى أغلب التونسيين والتي تسمى «الفايس بوك» فقد احتلّ صفحة كاملة بعنوان «أقوى سؤالات عبد الرزاق الشابي»، صفحة تفنّن أصحابها في طريقة اخراجها ووضعوا مقاطع عديدة من الفيديو التي تحتوي على أسئلة وأجوبة بسيطة جدا إلى حدّ مضحك.. ولكن رغم ذلك فالمقدم مدرك لضعف بعض أسئلته التي يوجّهها في برنامجه الاجتماعي الذي يعنى بفتح «باب الأمل ونوافذ المستقبل» أمام كلّ مشارك فيه! والدليل على ذلك أنه وخلال آخر حلقة من البرنامج الجمعة الماضي عمد عبد الرزاق الشابي للتأكيد على استعمال عبارة «لدي سؤال خطير» مذكرا بأن العديد لا يحبذون هذه العبارة ولكن رغم ذلك سوف يعيد استعمالها ومن الجليّ أن أسلوبه في تقديم البرنامج يعجبه ومقتنع به إذ أظهر ثقة كبيرة بالنفس وشجاعة أكبر في التذكير بسؤاله الخطير وكأن الأمر أصبح علامة أو جملة مميزة له. جميل أن يشعر الإنسان بمشاكل ومصائب الآخرين فكل شخص يملك من الأحاسيس والرقة والعطف جانبا في شخصيته ويمكن أن يتأثر ببعض الحكايات ولكن أن تمسّ الأحاسيس الفياضة ولو بجزء بسيط من أداء وصورة ومهنية مقدم تلفزي فهو يعتبر أمرا. اسم البرنامج هو «المسامح كريم» ومن عنوانه نفهم أنه يحتوي على التسامح والتصالح بين الناس ومن المفروض أن يكون فضاء لفض نزاعات وخلافات بين الأشخاص يُمكن أن ترد حالات اجتماعية ومشاكل خارج إطار التصالح أو تكريم شخص ما ولكن ما لاحظه العديد من المواطنين أن أكثر من 90٪ من حلقات البرنامج هي سرد وعرض لحكايات ومشاكل محرجة أحيانا ومؤلمة ومدهشة أحيانا أخرى وقد افتقد المشاهد التونسي لحالات الصُلح والتسامح بين الناس وكأن برنامج «المسامح كريم» تحول إلى برنامج «فرّغ قلبك» حيث يعرض ويروي المواطن حكايته ويمرّ ومن الممكن أن يكون البرنامج قد سلك طريقا وتوجها آخر أبعد من نشر قيم التسامح والتصالح.