دمشق القدسالمحتلة (وكالات): توعّدت حركة «الجهاد الاسلامي» أمس اسرائيل برد قاس على هجماتها العدوانية الشرسة التي تستهدف القدس والمقدسات وطالبت الجامعة العربية الى دعم المقاومة خلال القمة المرتقبة بعد أيام في ليبيا، فيما كشفت مصادر فلسطينية عن إجراء لقاء وطني فلسطيني يضم كافة الفصائل لدعم القدس التي لاتزال تشهد حالة من التوتر رغم الهدوء النسبي. ففي مسيرة شارك فيها آلاف من فلسطينيي مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق أمس طالب أمين عام حركة «الجهاد الاسلامي» بسحب «ما يسمّى المبادرة العربية رسميا من التداول ودعم المقاومة». وقال شلح إن مصير الكيان الصهيوني هو الزوال. وعيد وأضاف شلّح أن «المسيرة رسالة من فلسطينيي الشتات الى العالم بأن فلسطين والأقصى لازالا في جوانح وقلوب الأمة وأن العدو الصهيوني لن ينجو بسلسلة جرائمه طالما هناك شعب ينبض بالارادة والحياة والتصميم على الجهاد والمقاومة». وتابع شلح قوله: «يرسل شعب فلسطين رسالة للعالم كله: إننا لن نساوم على ذرة من تراب فلسطين، كل فلسطين». مؤكدا أن «العدوان على القدس والمسجد الأقصى والتهويد لن يبقي لنا أي إمكانية لمزيد من تسويق الاوهام... ويجب أن ينتهي الرهان الكاذب على السلام مع العدو المجرم». وقال شلّح: «هذا العدو لا يمكن أن ينتج أي نوع من السلام فهو كيان غاصب مجرم ينتج فقط الحروب والدمار وزعزعة الاستقرار والأمن»، مؤكدا ضرورة «إنهاء مشروع السلطة لأن العدو يحتل الارض ومشروع السلطة يحتل إرادة الشعب الفلسطيني الذي يمنعه من أداء دوره ورسالته» حسب قوله. وأضاف: «يجب أن يتوقف هذا الوهم، وينخرط الجميع تحت راية المقاومة والاستشهاد». من جانبه طالب أمين عام «الجهاد الاسلامي»، زياد النخالة القادة العرب المقرر أن يجتمعوا في ليبيا موفّى الشهر الجاري بأن يتخذوا موقفا واضحا وصريحا لنصرة المقدسات ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة. وقال النخالة: «نحن لا نطالب الدول العربية بأن تعلن الحرب على اسرائيل لكننا نطالبها برفع الحصار ودعم المقاومة وإعطائها غطاء شرعيا لمواجهة العدوان المتصاعد». ودعا القيادي الفلسطيني الى سحب مبادرة التسوية العربية وقال: «لقد كنا متأكدين من أننا سنصل الى هذه اللحظة ولمخططات أخرى يمكن أن تتضمن طرد الفلسطينيين». وخلال كلمة له في دمشق أيضا حث رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الفلسطينيين من سكان القدس على مواصلة الصمود وحماية المسجد الاقصى المبارك. ودعا مشعل الفلسطينيين في الضفة الغربية الى تجاوز العوائق التي تحول دون الدفاع عن المقدسات. وكانت حركة «حماس» دعت الى «انتفاضة ثالثة» نصرة للقدس و«الأقصى». لكن جيش الاحتلال الاسرائيلي قلّل من أهمية الغضب الفلسطيني واصفا ما جرى في القدس بأنه ليس انتفاضة. لقاء وطني في الاثناء أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس عزم القيادة الفلسطينية على الدعوة الى لقاء وطني موسع بمشاركة كافة الفصائل والقوى من أجل اتخاذ موقف وطني موحد حول الكيفية المطلوبة لمساندة مدينة القدس ومواجهة السياسة العدوانية الاسرائيلية بحق المقدسات الفلسطينية. وألمح عبد ربه الى إمكانية التوجّه الى مجلس الأمن الدولي لوقف هذه الممارسات والاستفزازات الاسرائيلية في القدس، وقال إن «هذه خطوات من بين مجموعة خيارات يجري تدارسها من أجل الضغط باتجاه وقف هذه الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية». وقد تجددت الاشتباكات ظهر أمس بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من الاراضي الفلسطينية. واندلعت مواجهات على حاجز قلنديا الواقع بين مدينتي رام اللهوالقدسالمحتلة بعد خروج طلبة المدارس في مسيرات حاشدة رفضا لاعتداءات الاحتلال. وقالت مصادر فلسطينية أمس إن أجهزة الأمن الاسرائيلي شنّت حملات دهم واسعة النطاق في العديد من أحياء مدينة القدس اعتقلت خلالها عدة شبان فلسطينيين شاركوا في المظاهرات الغاضبة.