أسدل الستار ظهر السبت 3 أفريل بعاصمة الأغالبة على فعاليات الدورة 12 للمهرجان الوطني للمونولوج بتوزيع الجوائز على الفائزين بعد 3 أيام من الانطلاق التي شهد خلالها عدة عروض وفقرات وندوات وحفلات تكريم. كما تميّز بحضور جماهيري ملحوظ. دورة الفقيد الشاذلي بلحاج، تميزت بلمسة تكريم من جمعية قدماء لثلة من المسرحيين. فقد تم بالمناسبة تنظيم حفل استقبال ببهو المركب الثقافي على شرف عائلة الشاذلي بلحاج تكريما لهذا المسرحي القيرواني صاحب المسيرة الفنية المشهودة إلى جانب تكريم حليمة داود وخالد العلاني كما تم تكريم رئيس الدورة السابقة محمد الوسلاتي اعترافا بتميزه. كما تضمن المهرجان أشغال ورشة فنية اهتمت ب«اللّعب والتعبير الدرامي» (إشراف دنيا مناصرية) كما شمل المهرجان محاضرتين للأستاذين عبد الرحمان الكبلوطي وعلي طراد وعرضا مسرحيا «يا فرحنا إنشاء اللّه تدوم» وتقديم العروض المشاركة قبل حفل الاختتام وتتويج الأعمال الفائزة. وقد تم توزيع جوائز مسابقة المونولوج على النحو التالي: جائزة النصّ لحسن الكناني عن نصّه «الرجل البورتاتيف» أما الجائزة الأولى فنالها بالتساوي كل من رمزي العياري عن عمله «علاش» وماهر المحظي عن عمله «بيان استقالة». أما الجائزة الثانية فكانت مناصفة بين ثريا ملاّط عن عملها «الألبوم» ومحمد الهادي الماجري عن عمله «العبّاس» في حين كانت الجائزة الثالثة من نصيب كل من مراد مطير عن عمله «ملاّ عوج» وعزالدين العفلي عن عمله «حاضر ناظر». وأوصت لجنة التحكيم المتكونة من المسرحيين فاتحة المهدوي وعادل النقاطي في الختام بمزيد العناية بالنص وإعطاء المعنى أهميته المستحقة لإيصال الفكرة كما دعيا إلى حسن الاعداد المسبق للمسابقة وتكثيف التربصات. كما لاحظا عدم تطور بعض المشاركين الذين حصروا أنفسهم في نمطية المواضيع وعدم تطوير الأداء. إبداع شبابي ولقاء الأجيال «الشروق» التقت عددا من المشاركين المكرمين والفائزين بالجوائز في حفل الاختتام وتقصت معهم بعض التفاصيل عن المستوى الفني ونقائص المهرجان. وقد أكدوا أن المهرجان تميز إلى جانب الحضور الجماهيري خصوصا وحسن تنظيمه وتنوّع فقراته وبروز وجوه شبابية مبدعة تعد من الاكتشافات الهامة للمهرجان. الشاعر خالد العلاني الذي تم تكريمه أكد وهو يمسك بيد رئيس جمعية قدماء المسرح، ان المهرجان فتح آفاقا كبيرة أمام المبدعين الصغار وهو في نفس الوقت قدم لمسة وفاء للكبار وكرم حتى المتفوقين، اعترافا بجهودهم كمبدعين. ويأمل العلاني أن يتواصل الابداع على منبر هذا المهرجان وان يستفيد من مقترحات النقاد ويأخذ العبرة مما سجل ويتلافى الهفوات التنظيمية منها داعيا إلى الاعداد المسبق للعروض والمشاركات. من جهته أكد الشاب ياسين الخلفاوي (مشارك) ان دورة هذا العام كانت في مستوى حسن وأنه يمكن ان يكون أفضل إذا ما تم الرفع من مستوى العروض والمنافسات وتجاوز التكرار في الأعمال المقدمة. وعن الجوائز (المالية) أكد أنها تمثل تشجيعا لمن أتقن عمله وأقنع. اما المسرحي الشاب محمد الهادي الماجري فوصف بعض الأعمال بأنها ممتازة مشيدا بحسن التنظيم الذي تميّز به المهرجان. اما عن ارتقاء المهرجان الى المستوى الدولي فأكد انه ممكن ومطلوب بعد نضج التجربة وتطوّر الأعمال المقدمة. في حين اكدت الشابة ثريا ملاط التي فازت بجائزة عن مشاركتها الاولى، ان مهرجان المونولوج اتاح الفرصة لمشاركة عديد الجمعيات. أما عن العروض فأكدت انه يحتاج الى أن يستعيد الضحك مشيدة بالمقابل بالحضور الجماهيري للمهرجان الذي كان متميّزا. بينما أشار الشاب مراد الميغري (مشارك من سوسة) الى الفرصة التي أتاحها له المهرجان كفضاء للإبداع والتعبير عن الشواغل بينما بين زميله المخرج مروان ان حق الشبان لايزال مهضوما نتيجة هيمنة الكهول على الساحة الثقافية. هذا وبيّن عضوا لجنة التحكيم عادل النقاطي وفاتحة المهدوي انه تم تقييم المشاركات بكل نزاهة لكنه تم دعم الشبان الذين تميّزت اعمالهم بالصدق في الأداء. هذا وأكد السيد مختار حمودة مدير دار الثقافة على هامش المهرجان ان دار الثقافة مفتوحة للجميع في إشارة الى العمل الذي قدمه احد المشاركين «ملا عوج» ويتحدث عن معاناة شاب يحب المسرح يواجه معركة مع حارس دار الثقافة الأمر الذي نفى بن حمودة ان يكون ساريا في مؤسسته. أحاديث اختتم المهرجان بعبارات التهاني على الجهود والتميّز. تحدث البعض عن قيمة الجوائز التي انخفضت من مليون الى النصف. وفي الكواليس ودعوات التطوير حديث عن نجاح المهرجان واقتراحات لمزيد اشعاعه سيما على المستوى الدولي ومراجعات للعروض وحوارات جانبية في العمق عن الدعم والحضور الجماهيري وحديث عن الصعوبات. اما عن تدويل المهرجان فأكد المشرفون ان ذلك يحتاج كذلك الى الرفع من الميزانية... علما وأن المهرجان كاد يلغى جراء الصعوبات المالية للجمعية.