انتهى الشعر بمنوّر صمادح الى المستشفى .. وبقيت «كلماته» صدى لعبقريته الشعرية .. كلمات .. كلمات .. وانتهت الكرة بجيلسون سيلفا الى المستشفى وضاعت موهبته الكروية .. بين الشعر والكرة خيط رفيع هو الفن والابداع لذلك نجد من الفنانين الكبار من يعشق الكرة (الى حد الجنون) ونجد من لاعبي الكرة من يذهب الى معرض فني او الى حفل موسيقي .. أو يجلس قبالة خشبة المسرح .. لا أدري شخصيا هل دفع جيلسون ضريبة موهبته التي وضعته في سن مبكرة لا تتجاوز 17 ربيعا في واحد من أكبر الأندية التونسية لكن ما أعلمه علم اليقين هو ان ابن الرأس الأخضر رسم لوحات كروية جميلة في مختلف الملاعب التونسية وكان واحدا من رموز الكرة في بطولتنا خلال السنوات الأخيرة .. لا نملك الا التحسر حقا ونحن نراه يفقد بوصلته ويسقط بالضربة القاضية نفسانيا ولا نملك الا السؤال عن الأطراف التي أوصلته الى هذه الحالة الانسانية المأساوية .. نحن لا نقصد طرفا بعينه ونعتقد ان هيئة النجم لم تقصر مطلقا وهي تهب لاحتضانه في محنته الحالية لكننا نرى ان البلسم الشافي لهذا الفتى الهادئ والمبدع لن يكون الا العودة الى الميادين «ليعيش» وينتصر على حالة الانهيار التام التي تكبله .. الآن .. حاليا .. ضاعت الكلمات .. بين شفتي جيلسون التونسي روحا والمسلم عقيدة ..وعلى الذين أحبوا هذا «المبدع» في الملاعب مهما كانت ألوانهم وانتماءاتهم أن يقولوا بعض الكلمات علها ترسم الابتسامة من جديد في وجدانه وتعطيه القوة لينهض من «غفوته» التي حملته الى مستشفى حشاد بسوسة.