مساء أول أمس الجمعة 6 أوت استعادت ضاحية قمرت ذكرى الشاعر الراحل جمال الدين حمدي الذي توفي منذ أربع سنوات بعد رحلة طويلة من الألم الوجودي والشعور الحاد بالضياع والتيه والغربة كأي شاعر حقيقي يتقاطر الشعر من أصابعه ويكتب بدمه. جمال الدين حمدي الذي رفض دائما المشاركة في الملتقيات الشعرية وتفرغ لوحدته عاد الى دار الثقافة عثمان الكعاك في قمرت من خلال شهادة لشقيقه الشاعر محمد صلاح الدين بن حميدة استعرض فيها فصول (من كتاب حياة جمال المترع بالألم والمأساة منذ أن أطرد من جامع الزيتونة بسبب تزمت بعض الشيوخ ورحلته الى فرنسا وعودته وزواجه وطلاقه وعزلته التي اختارها منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما. في هذه الأمسية قدم الأزهر النفطي مداخلة عن الصورة الشعرية وخصوصياتها عند جمال الدين حمدي وتحدث عبد الرحيم صمادح عن علاقة جمال بمنور وما كتبه كلاهما عن صديقه واستمع الجمهور الى شهادة مصورة لجمال حمدي تحدث فيها عن رفيق دربه منور صمادح وكان حمدي قدّم هذه الشهادة في برنامج حسن بن عثمان في قناة 21 منذ سنوات وهي الوثيقة التلفزية الوحيدة عن جمال حمدي. في الشعر استمع الجمهور الى عبد السلام لصيلع والأزهر النفطي وشمس الدين العوني وحنان قم. هذه الأمسية كانت تحية الى «التائه الغريب» جمال الدين حمدي الذي اختار أن يعيش حياته بطريقته الشعرية الخاصة ذلك أن جمال لم يكن يكتب الشعر بقدر ما كان يعيشه.