لقي طالب جامعي حتفه مؤخرا بعد تعرضه لصعقة كهربائية أثناء قيامه بتشغيل محرك كهربائي داخل بئر مائية كائنة بالقرب من مقر سكناه بمنطقة «العقلة» التابعة لسيدي بوزيد. وقد تم أول أمس الجمعة تشييع جثمانه الى مثواه الأخير في موكب احتشد بجموع غفيرة من اقربائه وأصدقائه والبعض من زملائه في الدراسة. «الشروق» انتقلت الى مقر سكنى الطالب بلال البالغ من العمر 22 سنة وهو المتواجد على بعد 15 كلم من مدينة سيدي بوزيد بجهة «العقلة» التابعة لمنطقة الحوامد. لم نجد صعوبة في الوصول الى وجهتنا المقصودة نظرا للحركة الكثيفة التي شهدتها الطريق المؤدية لها بقدر ما وجدنا صعوبة أثناء محاولتنا الحديث مع احد أفراد عائلة الضحية الذين كانوا في حالة نفسية سيئة عجزوا بموجبها عن التعبير والحديث وهم العائدون للتوّ من مفارقة عزيز عليهم بعد ان واروه التراب. انتظرنا قليلا قبل ان نلتقي خليفة ابن عم الضحية الذي ورغم حالة الحزن والارهاق التي كان عليها أبى إلا أن يسرد علينا الحادثة بأدق تفاصيلها كيف لا وهو الذي كان يساعد الضحية أثناء وقوعها. ينطلق خليفة في الحديث قائلا: «كنت أنا وابن عمي بلال... يصمت قليلا ويواصل حديثه ليتكرر صمته لاحقا كلما ورد اسم بلال على لسانه... بصدد القيام بإنزال المحرك الكهربائي الى أسفل البئر المائية بعد ان قام بلال... باصلاحه لدى ميكانيكي بمدينة سيدي بوزيد، حيث طلب من والدته بأن تقوم بقطع التيار الكهربائي على ان تنتظر بجانب «قصاص الكهرباء» الى حين يطلب منها إعادته لاحقا قبل ان ينزل الى قاع البئر على عمق 28 مترا ليقوم بتركيز المحرّك فيما كنت أراقبه من فوهة البئر الى أن قام بلال رحمه الله بربط المحرك بالاسلاك الكهربائية وهي المرحلة الأخيرة علما وأن بلال كان على دراية تامة بتلك الأمور حيث اشار لنا بإعادة التيار الكهربائي وهي العملية التي قامت بها والدته فيما توجهت انا الى أنبوب المياه حيث وجدتها تتدفق بشكل جيد هنا تأكدت من أشتغال المحرّك ونجاحنا في المهمة لكنني وعندما قمت بملامسة المياه شعرت بوجود ذبذبات كهربائية مصاحبة لها تسربت مع المياه فعدت سريعا الى فوهة البئر مناديا على بلال لكنه لم يجبن وعندما نزلت الى اسفل البئر وجدت الضحية جثة هامدة دون حراك وخرجت مسرعا لا ألوي على شيء وقمت بإعلام والدته التي دخلت في نوبة من البكاء والصياح ثم أعلمت عمي والد بلال الذي كان ساعتها بعيدا عن المنزل وسريعا ما تجمعت الجموع الغفيرة قبل ان يقوم أعوان الحماية المدنية بانتشال الجثة في مشهد.. مليئ بالحزن والكآبة. لنغادر المكان بعد ان تركنا الأعداد الهائلة من المعزين وقد انتشروا في مجموعات غلب عليها الصمت والحزن.