أكد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري أمس تلاشي تجربة «الصحوات» وتفكك قواتها بعد أن غدر بها الأمريكيون، فيما يتوعد رئيس الوزراء العراقي المعين نوري المالكي باعتقال كافة العاملين في مفوضية الانتخابات في حال لم تعلن فوزه. واعتبر الضاري ان تجربة مجال الصحوة في العراق كانت الأخطر والأكثر ضررا على المقاومة، مشيرا الى أنها أضرت نشاط المقاومة بنسبة تزيد عن 60٪ منذ عام 2007، مقارنة بعمليات المقاومة في عامي 2005 و2006. وأضاف ان الأمريكان تخلوا عن الصحوات وانقلبوا عليها واغتالوا العديد من قادتها اضافة الى الكثيرين من عملاء الاحتلال. وأشار الى ان السنوات السبع التي عاشها العراق منذ احتلاله عام 2003 كانت سبعا عجافا... ينتقل فيها العراق من سيء الى أسوإ ومن حلقة سوداء الى أخرى أكثر سوادا. وجدد موقف المقاومة الرافضين للعملية السياسية تحت ظل الاحتلال، مشددا على أن الهيئة لا تعول على أي من التحالفات السياسية او القائمات المشاركة في «الانتخابات». واتهم الضاري كبار المسؤولين في عراق الاحتلال بالفساد، موضحا ان الحديث عن الرشوة بات يواجه بسيل من الاتهامات بالارهاب والانتماء للبعث او التيار الوهابي وغيرها من الاوصاف التي تلصق بالمعارضين. وتحدث عن خلافات بين عملاء واشنطن متوقعا ان تحمل الايام القادمة أحداثا جساما قد تؤخر تشكيل الحكومة المقبلة. العقلية الانقلابية وفي سياق متصل بالعملية السياسية، هدّد رئيس الوزراء العراقي المنصّب نوري المالكي أعضاء المفوضية المستقلة للانتخابات بالاعتقال في حال لم تظهر النتائج تقدّمه وما لم تجدّد له ولايته الرئاسية. وقالت صحيفة «البينة الجديدة» إن المالكي اتصل بأحمد الجلبي وأبلغه بأنه عازم على اعتقال جميع من يعمل في المفوضية العليا المستقلة ما لم تتكشف «الحقائق» وتتوضح الأمور. وأضافت إن رئيس الوزراء مستاء مما يجري من ملامح «انقلاب أبيض» في صناديق الاقتراع، حسب زعمها. واتهمت تركيا بالتخطيط «للانقلاب» على حد زعمها لقلب المعادلة الانتخابية وما ستفرزه من تكتلات سياسية تكون بالضرورة لصالح أنقرة، حسب ادعائها. ويأتي هذا التهديد بالاعتقال عقب تلويح المالكي باستقدام الجيش من أجل اسقاط النتائج وبعدم تسليمه السلطة لأي طرف آخر.