احتضن مسرح الهواء الطلق بجربة ميدون مساء السبت الفارط احدى سهرات الدورة العاشرة لمهرجان ربيع الفنون بسدويكش. تمثلت سهرة السبت في عرض «النوبة الجربية» وهوعمل فني جمع بين الغناء والموسيقى والاستعراض وتشترك مختلف هذه الأنماط الفنية في تناولها للعديد من مكونات التراث الجربي من غناء وموسيقى ولباس والعرس التقليدي وجانب من عادات وتقاليد أهالي جزيرة الأحلام. انطلق العرض منذ الساعة الثامنة مساء من أمام مسرح الهواء الطلق بميدون حيث كانت البداية باستعراض «الجحفة» المرفوقة بفرقة من الطبالة التي جابت أحد شوارع مدينة ميدون وكان الهدف من ذلك استقطاب المارة ودعوتهم للحضور. ثم تواصل العرض بداية من الساعة العاشرة ليلا على ركح مسرح الهواء الطلق. وهو عمل استعراضي تضمن العديد من اللوحات التي جمعت بين الغناء والرقص وعرض للأزياء التقليدية الجربية وتجسيم حي للعرس الجربي التقليدي... تمازج بين «الجبالي» و«أولاد سطا جمعة» تمثلت أولى فقرات العرض في لوحة جمعت بين أشهر رواد الفن الشعبي بجربة وهو الفنان الحبيب الجبالي وأشهر فرق الطبالة بالجزيرة وهي مجموعة «أولاد سطا جمعة» التي تجاوزت شهرتها حدود الوطن. اذ غنى «الجبالي» مجموعة من الأغاني من تراث جزيرة جربة مثل «متغطي يا الريشية» و«المسرب وين» و«دايا من الطفلة العربية»... وكان أداء كل هذه الأغاني على ايقاع الطبل و«الزكرة». لتتواصل الأغاني التراثية مع مجموعة أخرى من مطربي الجزيرة مثل كريم القليبي وحاتم خبلاش وسفيان الهيوي الذين تغنوا بالنسمة الجربية وبشطوط الجزيرة (ع الشط والنسمة تهبل) وبمختلف مناطق الجزيرة وأحيائها (حومة بالحومة نغني على جربة اليوم) كما تغنوا ببطاح جربة (بطاح جربة والبحر المالي) ... التراث الغنائي النسائي التراث الغنائي لجزيرة جربة لم يقتصر على الرجال بل تتواجد بالجزيرة العديد من المجموعات النسائية التي اختارت كذلك اغاني من التراث, ومن بين هذه المجموعات النسائية «بنات لولو» و«منجية ومنجية» و«الشوشانات» و«المرساوية»... وكانت احدى هذه المجموعات متواجدة في عرض «النوبة الجربية» وقدمت لوحة غنائية مرفوقة بعرض للعرس الجربي الذي يمثل أحد عادات العرس وهي «التصديرة» اضافة إلى عرض للأزياء التقليدية لجزيرة جربة. الجمهور شارك في العرض ما ميز عرض «النوبة الجربية» هو تعمد منظمي العرض تشريك الجمهور في تنشيط العديد من الفقرات خاصة وأن العديد من الجماهير حضرت بأزياء تقليدية جربية مثل «الكدون» و«الحولي» ... كما كان كل المنظمين بأزياء تقليدية فكانت الأجواء رائعة وممتازة ... الجميع كانوا يرقصون على الأنغام الجربية , وعلى أنغام «الشالة» و«القرقني»... عرض تواصل ما يزيد على الثلاث ساعات. ثلاث ساعات كشفت للحاضرين التراث الجربي في «لمة جربية» كانت ناجحة رغم محدودية الامكانات المادية المتاحة للمنظمين. مشروع عمل فني ضخم ومنتوج سياحي جديد عرض «النوبة الجربية» أو كما أطلق عليه البعض اسم «اللمة الجربية» كان عرضا ناجحا رغم نقص الامكانات المادية ويمكن أن يكون مشروع عمل فني ضخم في المستقبل وهو ما أكده السيد عز الدين بن يعقوب منظم العرض الذي أشار أيضا إلى أن عرض «النوبة الجربية» في نسخته الأولى ليس إلا بداية التأسيس لعمل أضخم, يكون منتوجا سياحيا جديدا يندرج ضمن السياحة الثقافية خاصة وأن العديد من السياح واكبوا العرض وأعربوا عن اعجابهم بما قدمه من مكونات مختلفة للتراث الجربي .