عاش جمهور مسرح الهواء الطلق بحومة السوق جربة مساء الخميس الفارط آخر سهرة ضمن سهرات مهرجان جربة أوليس الدولي في دورته لسنة 2010. سهرة اختتام المهرجان تمثلت في عرض «الحضرة» لفاضل الجزيري. وقد سجل هذا العمل الفني حضورا جماهيريا محترما رغم «الانتقادات» التي شهدها نفس العرض الذي عرض في مهرجانات أخرى وهو ما جعل إدارة مهرجان جربة أوليس الدولي تخشى من غياب الجمهور، لكن «حضرة» الجزيري استقطبت العديد من الجماهير في الجزيرة، إذ اختارت العديد من العائلات مواكبة هذا العرض الذي ربما يتماشى مع أجواء شهر رمضان المعظم ومع السهرات الرمضانية ذات الطابع الديني وهو ما ينطبق على عرض الحضرة. قبيل انطلاق العرض ألقى مدير المهرجان الفنان طارق ترجت كلمة أعلن فيها عن اختتام مهرجان جربة أوليس الدولي في دورته 38 وقدم فيها عرض «الحضرة»، الذي تواصل ما يقارب الساعتين وهو من الناحية التقنية عمل منظم شارك فيه ما يزيد عن مائة شخص من عازفين ومغنين ومجموعات راقصة وتقنيي صوت وإضاءة... «حضرة» 2010 «على الورق» هي نسخة لبقية أعمال «الحضرة» لسنة 1991 و2000 و2005، لكن «على الركح» هو عمل جديد تقنيا وفنيا. لوحة استعراضية فرجوية حضرة 2010 وكسابقاتها هي عمل فرجوي فيه الكثير من الاستعراض، هي لوحة تمازجت فيها الاشكال والالوان، وتناسقت فيها الحركات والتحركات، إذ ورغم كثرة المشاركين فإن كل حركاتهم وتعابيرهم الجسمانية كانت منظمة ودقيقة فلم يحدث أن سجلت هذه الحركات بعض الارتباك والاكيد أن عامل الممارسة لعب دورا هاما بما أن هذا العمل عرض في العديد من المرات قبل سهرة جربة وهو ما مكن من قراءة جيدة للادوار، لذلك فإن العمل كان فرجويا ورائعا وشد الانظار وحظي بالاعجاب من طرف الحاضرين. لوحة فنية إبداعية رغم «الرموز» «الحضرة» كما عرضت في مسرح الهواء الطلق بحومة السوق هي لوحة فنية أراد من خلالها «صاحبها» أن يعبر عن العديد من الجوانب والمواضيع... فكانت تعبيرا عن مرحلة تميزت بالمد الصوفي وخاصة ظهور العديد من الطرق التي تمت الاشارة اليها في الاغاني مثل «سيدي عبد القادر» و«سيدي بلحسن الشاذلي» و«سيدي بن عباس»... هي كذلك لوحة فنية جمعت بين العديد من الفنون ومزجت بينها من موسيقى وغناء ورقص وتعبير جسماني... لكن العرض كان يحمل بعض «الرموز» التي يصعب فكها من المتفرجين والتي تبقى غامضة لا تفهم إلا بعد «تفسيرها» من فاضل الجزيري أو ربما بعد «الغوص» في أفكار الجزيري لمعرفة «نوايا» سي الفاضل. غياب الاسماء أغلب الذين شاركوا في أداء الاغاني هم من الشبان خريجي المعاهد الموسيقية والحاملين للاجازة في الموسيقى، لكنهم ليسوا من الاسماء المعروفة على الساحة ورغم ذلك نجحوا في «الحضرة»، ومن بين هؤلاء نوال بن صالح وسمير الرصايصي ومنذر عاشور وآمنة الجزيري وأسماء بن أحمد وعلي الجزيري وشهاب بكوش ورياض الصغير ورانية الجديدي وسامي الرزڤي وفتحي الورغي وحمزة جراية.