لوّحت باريس أمس بالملاحقة الجزائية بشأن استخدام جوازات سفر فرنسية مزورة في اغتيال القيادي الحمساوي محمود المبحوح، فيما أكد الكيان الصهيوني رفضه طرد أي ديبلوماسي بريطاني كردّ على طرد لندن لديبلوماسي صهيوني الأمر الذي اعتبره سياسي يميني اسرائيلي عملا قذرا لا يرقى الى أعمال «الكلاب». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان القضاء فتح تحقيقا أوليا في قضية استخدام جوازات سفر مزورة وحيازة أوراق ثبوتية باسم شخص آخر، مشيرا الى أن هذه القضية من شأنها ان تقود الى ملاحقة قضائية. وأضاف أن الخارجية أجرت لقاءات عدة مع القائم بالأعمال في السفارة الاسرائيلية في باريس وطلبت منه تفسيرات بشأن جوازات السفر،مؤكدا أن تل أبيب لم تزود باريس بعد بتفسيرات مطلوبة. استنفار شامل في ذات السياق، أعلنت كل من أستراليا وألمانيا فتح تحقيق بشأن جوازات السفر المستخدمة في تصفية المبحوح. وقال وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث «نتعاطى مع هذه المسألة بكثير من الجدية إلا أن مقاربتنا لها ستكون منهجية». وأضاف «بالطبع نأخذ بعين الاعتبار الاجراءات التي اتخذتها دول أخرى.. وبريطانيا ليست البلد الوحيد الذي أقحم في هذه المسألة بل هناك فرنسا وإيرلندا وألمانيا، بدورها أعلنت برلين عن فتحها تحقيقا ضد «مجهول» قام بنشاطات بخدمة جهاز استخباراتي أجنبي ولانتحاله هوية ألمانية. وقال متحدث باسم النيابة العامة أن المجموعة التي اغتالت المبحوح استخدمت هويات رعايا عديدة من الدول الأوروبية وأن جواز السفر الألماني المضبوط في العملية صحيح غير أنه تمّ تغيير اسم صاحبه فقط. الموساد في الإطار نفسه، كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن الديبلوماسي الصهيوني المطرود من لندن ينتمي لجهاز المخابرات الاسرائيلية الموساد، مشيرة الى أنه سيعود الى فلسطينالمحتلة أوائل أفريل القادم. وذكرت الصحيفة أن تل أبيب سترسل الى لندن ممثلا جديدا عن جهاز «الموساد» ومن المتوقع أن يباشر عمله عقب الانتخابات البريطانية العامة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول صهيوني قوله ان تل أبيب لن تطرد أي ديبلوماسي بريطاني، مشيرا الى أن اسرائيل تسعى الى تهدئة الأوضاع. هذا وانتقد عدد من اليمينيين الصهاينة إجراء لندن بحدّة، متهمين البريطانيين بالنفاق السياسي. ووصف النائب إرييه الداد البريطانيين ب«الكلاب»، مستدركا أنه حتى الحيوانات تكون وفية لأصحابها ولأصدقائها. وأضاف ان أمن اسرائيل أولوية داخلية ملحة على البريطانيين أن يدركوها وأن يتعاملوا معها كحتمية ملحة.