رجّح مراقبون أن يكون تحليق طائرتين عسكريتين اسرائيليتين في المجال الجوي المجري قبل أيام بمثابة تمرين للجوء تل أبيب الى الخيار العسكري ضد إيران إذا ما فشلت الديبلوماسية والعقوبات التي تخطّط القوى الغربية لفرضها علىطهران وتسعى الى استمالة الصين للموافقة على مثل هذه العقوبات. فقد فصلت الحكومة المجرية رئيس قسم الطيران في الهيئة الوطنية للنقل الجوي كما اتّخذت اجراءات تأديبية ضد 4 موظفين آخرين على خلفية فضيحة استخدام طائرتين عسكريتين اسرائيليتين المجال الجوي المجري. وفسّر مراسلو شؤون الدفاع في وسائل إعلام اسرائيلية المناورة التي قامت بها طائرتا «غالف ستريم» في المجر بأن بودابست تقع تقريبا على نفس بُعد طهران بالنسبة الى اسرائيل. وأضاف المراسلون أن المناورة في فيريهجي كانت تدور حول تدريب دون مزيد التفاصيل فيما أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان اختيار المجر يأتي في اطار تحضيرات اسرائيلية لضرب إيران. وقال رئيس المواصلات المجري بيتر هونيغ إن مدير قسم الطيران في الهيئة الوطنية للنقل سمح لطائرتين عسكريتين اسرائيليتين باستخدام المجال الجوي المجري دون ابلاغ المخابرات. وذكر هونيغ أن الموظفين المختصّين بالأمر انتهكوا القواعد المعمول بها، لكنه قال في المقابل إن أمن المجر لم يتهدّد بتحليق الطائرتين الاسرائيليتين. وعلّقت اسرائيل باقتضاب على واقعة مطار فيريهجي موضحة أن الأمر لا يدور حول «طائرات تجسس» وذكرت وسائل اعلام مجرية أن مناورات اسرائيلية مشابهة أجريت من قبل فوق المجر، التي ترتبط بعلاقات جيّدة مع اسرائيل. في الأثناء تعمل الولاياتالمتحدة على تخفيف مضمون اقتراحاتها لفرض عقوبات على ايران، حتى تحظى بدعم الصين. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن الولاياتالمتحدة تراجعت عن مجموعة من التدابير الواردة في اقتراحاتها لفرض عقوبات جديدة على طهران، والمرسلة الى القوى العظمى الاخرى المعنية بالملف النووي الايراني، تمهيدا للحصول على دعم الصين وروسيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الملف، ان مشروع منع الطائرات والسفن الايرانية لنقل البضائع، من دخول المجال الجوي والبحري الدولي، قد سحب. كذلك لن تستهدف العقوبات المنقحة التي اقترحتها الولاياتالمتحدة شركات التأمين التي تتعامل معها بعض الشركات الايرانية. وتحاول واشنطن التوصل الى توافق في اطار القوى العظمى الست المعنية بالملف النووي الايراني (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا)، التي ناقشت أمس الأول خلال مؤتمر عبر الهاتف موضوع العقوبات الجديدة، على ان تعيد مناقشته الأسبوع المقبل. وذكرت «وول ستريت جورنال» أن العقوبات المنقحة ستستهدف بنوع خاص «كبرى مراكز السلطة الايرانية ولا سيما الحرس الثوري»، وانها سترمي كذلك الى تشديد العقوبات المفروضة على طهران.