أثارت تصريحات الاستاذ الكبير السيد الشاذلي القليبي الأمين العام لجامعة الدولة العربية سابقا تعاليق شتى من مختلف الاوساط لأنها تصريحات صدرت عن رجل جادّ فيما يقول وعن بينة ودراية فهو مطلع على الأحداث التي جدت منذ عقدين من الزمن... يكفيه فخرا اعتراضه على ضرب العراق ثم ان الرجل ثابت على آرائه الرصينة الواضحة وبالتالي فهو مؤمن بالفعل وهو من أولئك الذين تنفذ تصريحاتهم مباشرة الى الوجدان بعيدا عن اللغو والسفسطائية. ان تصريحه الاخير بجريدة «الشروق» شخص فيه الظرف الذي ستنعقد فيه القمة ووضع النقاط على الحروف. يقول الاستاذ القليبي: «تنعقد القمة والعراق يعاني من الانقسام ونزعات الفرقة والشتات. هذا البلد الذي يعتبر صرحا من صروح الحضارة العربية لا بامكاناته الضخمة ولكن له من المجد التليد ما لا يخفى على كل ذي بصيرة. فعلى القمة العربية ان تحتضن العراق وان تدعم أمنه «فالمصلحة العربية تحتم انقاذ العراق من شياطين النفاق» وتطرق في تصريحه حفظه الله الى انحاء من المنطقة العربية وصفها بالمضطربة وهي تنذر بمخاطر من ذلك ما ظهر في اليمن لأن هذا البلد هو جزء هام من الجزيرة العربية وهو يرى ان الركن الاساسي في نظام الجامعة هو التضامن والتعاون على مستوى المجموعة العربية. فعلى القمة ان تنظر في قضية اليمن الشقيق ومساعدته على التحديات التي انتابته وتكون بواسطة الحوار والتشاور وبالتنسيق أيضا مع المملكة السعودية. وتطرق الأستاذ الكبير الى السودان الذي تهاطلت عليه أنواع النوائب والخطوب كالتدخلات الاجنبية والفقر وسوء الحال وهو يرى أنه يجب على الجميع أخذ الحذر والاحتياط وتعرض في تصريحه الى الصومال الذي «اغفلنا الكثير من واجباتنا نحوه ولفت الانتباه الى ايران وقال في هذا الشأن «ولا تخفى خطورة اي حل عسكري قد تبادر إليه دولة من الدول القريبة والبعيدة». كما تعرض في تصريحه الى قضية الجزر التي تعتبرها دولة الامارات تابعة ولها في ذلك مستندات ويرى ان الأفضل التحاكم لدى المحكمة الدولية. أما القضية الفلسطينية فقد اعطاها ما تستحقه من النصح والحلول المرضية وعلى الفلسطينيين ان يعتبروا أنفسهم في زمن الكفاح. ونادى في تصريحه «ان ما يراه ضروريا وحتميا هو توسيع صلاحيات العمل العربي المشترك حتى يشمل قضايا المجتمعات العربية لأنها هي مفتاح القوة في هذا العصر وبها تتغير الصورة العربية في الخارج لدى الاصدقاء ولدى غيرهم». فالتصريح الذي نشر يوم الجمعة الفارط كان بمثابة طريقة عمل وهو يحتاج الى شرح مستفيض من قبل رجالات السياسة لأن في خفاياه وبين الاسطر معاني لا ينتبه لها الا أهل الفكر الراجح. وليس من باب الاطراء وانما هي الحقيقة، فإن القليبي يحمل هموم أمته وهو في حالة يقظة تامة واطلاع عميق وواسع وان امثال هؤلاء الرجال لا غنى لنا عنهم بل يجب ان يكونوا في الطليعة. لذا وبعد ما قرأت التصريح مرّتين متتاليتين شكرت جريدة «الشروق» «المشرقة» وأطالب من موقعي المتواضع جدا أن يعكف المؤتمرون على دراسة هذا التصريح وان يتخذوه ورقة عمل لأنه شغل العرب جميعا.