هدد مناصرو رئيس «حزب الدعوة» العراقي نوري المالكي بالعصيان المدني في حال رفضت المفوضية العامة إعادة فرز وعدّ الأصوات، وسط رفض شيعي واسع لتجديد ولاية المالكي على رأس الحكومة العراقية المعينة من الاحتلال فيما قتل وجرح العشرات في انفجارين شمال البلاد. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق مساء أمس النتائج النهائية حيث أكدت فوز القائمة العراقية برئاسة إيا علاوي بعد حصولها على 91 مقعدا، مقابل 89 مقعدا لائتلاف المالكي، مشيرة الى أنه يمكن الطعن في هذه النتائج لمدة 3 أيام ابتداء من يوم غد الأحد. ونظّم المئات من أنصار المالكي مظاهرة غاضبة في العاصمة العراقية بغداد، مطالبين بإعادة فرز الأصوات يدويا. وهدّد المتظاهرون بالعصيان المدني إذا لم ترضخ المفوضية لشروط المالكي ولم تُعد تنصيبه على رأس الحكومة العراقية. مهاجمة في ذات السياق، هاجم الساسة الشيعة نوري المالكي مطالبين إياه بالكفّ عن السياسات الانفعالية والارتجالية وبتقديم مصلحة «العراق» على المصالح الذاتية. وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن تصريحات المالكي باعادة العنف الطائفي الى البلاد تدخل في نطاق «الارهاب السياسي» بل ارهاب الدولة ودولة الارهاب ولا يمكن الانجرار خلف النزوات والأهواء السلطوية والتضحية بدماء العراقيين من أجل وصول «فلان» الى مركزه القديم في ا شارة الى المالكي. بدوره اعترف مسؤول في «الصدري» بوجود مشاكل تسود الحوار مع «دولة القانون» بسبب هوية رئيس الحكومة المقبل. رفض وقال مسؤول صدري في النجف، لا نزال على موقفنا الحاسم بضرورة وجود مرشّح آخر لرئاسة الحكومة عوضا عن المالكي، لقد عانى ابناء التيار الصدري كثيرا خلال ولايته. وأضاف: إن أتباع التيار تم اعتقالهم واختبروا الظلم والجور والقسوة من ابناء الطائفة الواحدة، وكل هذه المآسي تعزز موقفنا. من جانبه دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم الى ترويض النفس للقبول بنتائج الانتخابات وانتقد في ذات الوقت، الحديث عن «الديمقراطية» اذا كانت تصب في صالحنا والسكوت عنها إذا كانت لصالح الآخرين. وقال الحكيم: «علينا ان نروّض أنفسنا للقبول بالنتائج التي تتسم بالشفافية سواء كانت لصالحنا أم كانت لصالح شركائنا في العملية السياسية». وخاض «المجلس الأعلى» الانتخابات ضمن «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يضم الاحزاب الشيعية باستثناء «الدعوة» وحلّ ثالثا. وفي سياق مغاير، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات مالية جديدة ضد القيادي في المقاومة مثنى حارث الضاري نجل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري الذي تتهمه واشنطن بدعم تنظيم «القاعدة» في العراق. وفي تطوّرات الوضع الميداني اعلن مصدر في الشرطة العراقية امس مقتل نحو 60 شخصا وإصابة عشرات آخرين بجروح عندما انفجرت قنبلتان في سوق بمحافظة ديالى شمال العراق.