كشف خبراء أمريكيون ان إسرائيل قد تلجأ الى استخدام رؤوس حربية نووية تكتيكية منخفضة الاشعاع لتدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الايرانية الموجودة في مواقع نائية ومحصّنة بشكل جيّد، في وقت تحدّث أمين عام حلف شمال الأطلسي عن ان صواريخ إيران يمكن ان تغطي كامل القارة الأوروبية وروسيا. وقال المحللان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عبد الله طوقان وأنطوني كوردسمان في دراسة «إن هناك إمكانية لاستخدام الرؤوس الحربية النووية كبديل للأسلحة التقليدية نظرا للصعوبة التي ستواجهها الطائرات الاسرائيلية في الوصول الى إيران اذا قررت ضربها». خيارات إسرائيلية وجاء في الدراسة أن «الصواريخ الباليستية او الصواريخ التي تطلق من غوّاصات قد تستخدم لشن هجمات اسرائيلية بأسلحة نووية تكتيكية دون ان يعترضها الدفاع الجوي الايراني، حيث ستسبب الرؤوس الحربية التي تخترق الارض القدر الأكبر من التدمير. ويذكر ان الأسلحة النووية التكتيكية مصممة لإحداث تدمير مركّز بحيث يكون التلوث الناتج عنها أقل مما تحدثه قنابل تستخدم ضد المدن كتلك التي أسقطتها الولاياتالمتحدة على اليابان لإنهاء الحرب العالمية الثانية. ويعتقد طوقان وكوردسمان انه «من غير المرجح الى حد كبير ان يوافق اي رئيس للولايات المتحدة على استخدام هذه الأسلحة النووية او حتى السماح لحليف قوي كإسرائيل باستخدامها اذا لم تستخدم دولة أخرى أسلحة نووية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها». وأضاف ان الولاياتالمتحدة ستكون محورية في اي حل ديبلوماسي للازمة الايرانية وإنها الدولة الوحيدة القادرة على شن ضربة عسكرية ناجحة ضد إيران. ومن جانبه، أكد روبرت نلسون أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون ان الأسلحة النووية التكتيكية التي يجري تفجيرها تحت الارض تؤدي الى آثار في منطقة التفجير تفوق آثار التفجيرات الجوية او على سطح الأرض المماثلة من حيث الشدة. تحذير «أطلسي» وفي بروكسال حذّر أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن من أن صواريخ إيران يمكن ان تصل الى كل القارة الأوروبية وروسيا واتهمها بإخفاء نواياها الحقيقية لبرنامجها النووي الذي قال إنه يمثل تهديدا لأوروبا. وقال راسموسن في منتدى بالعاصمة البلجيكية ان صواريخ إيران قد تصل الى حلفاء «الأطلسي» مثل اليونان وتركيا ورومانيا وبلغاريا. وفي إشارة الى إطلاق ايران صاروخ الى الفضاء قال راسموسن «إن ذلك يشكل مرحلة أساسية في تطوير صواريخ عابرة للقارات ومتوسطة المدى»، محذّرا في الوقت نفسه من انه «إذا قامت ايران باستكمال هذا التطوّر فإن الصاروخ سيكون بعد ذلك على مدى كامل القارة الأوروبية وروسيا». وأضاف راسموسن «يجب على إيران ان تعلم أننا لن نتساهل في تصميمنا على الدفاع الجماعي». وعن برنامج طهران النووي قال راسموسن إن إيران وقعت على معاهدة عدم الانتشار النووي بوصفها دولة غير حائزة للأسلحة النووية حيث انها تطوّر برنامجا نوويا بإدعاء انه مخصص للأغراض المدنية فقط ومع ذلك فإن إيران قد ذهبت أبعد مما هو ضروري لبرنامج مدني». وأضاف «إيران أخفت عدة منشآت نووية عن الوكالة الدولة، ورفضت جميع عروض التعاون المقدمة لها من الولاياتالمتحدة والأوروبيين وغيرهم». وأشار راسموسن الى أن «طهران أعلنت مؤخرا عن تخصيب اليورانيوم الذي يبدو غير متوافق مع الاستخدام المدني وذلك في تحدّ لقرارات الأممالمتحدة» حسب قوله.