يتواصل منذ بداية شهر مارس الحالي تصوير شريط «مريم» للمخرج الايطالي غيدو شيازا بمدينة مطماطة القديمة وأساسا قرى الزراوة القديمة والعامرة وديار البربر وزقرانين وديار عمر. ويشارك في هذا الشريط ممثلون كبار مثل عيسى حرّاث ومحمد قريّع وأحمد الحفيان ولطيفة القفصي والهادي الزغلامي ورباب السرايري وخالد كوكة الى جانب عدد من الممثلين من الجهة. ويتواصل التصوير الى موفى أفريل في المنستير التي تعوّض القدس والكاف التي تعوّض مدينة حيفا. كيف كانت انطلاقة الفيلم؟ بعد انسحاب الطرف الايطالي من التصوير في المدن الفلسطينية المحتلّة على غرار القدس وحيفا بعد أن رفض الطرف الاسرائيلي هذا الأمر.. كان لا بد للمخرج الايطالي غيدو شيازا «Guido Chiesa»من البحث عن مكان آخر مناسب للتصوير.. وضمن هذا الاطار وعبر الاستعانة بالمخرجين التونسيين والمنتجين ارتأى عبر زيارته الى تونس السنة الماضية (مارس 2009) أن يصوّره في الجنوب التونسي.. وبالتدقيق في مدينة مطماطة القديمة من ولاية قابس وبما أن سنة 2009 لم تتوفر فيها الكميات اللازمة المدعمة المادية والمعنوية لانطلاق الفيلم وعديد المعطيات الأخرى. فقد كان حلول السنة الميلادية 2010 طالع خير على المخرج الايطالي الذي تلقى دعما ماديا من السلطات الايطالية ومعنويا بشريا وإداريا من السلطات التونسية، فكان الشروع في البحث عن ممثلي أدوار الفيلم بداية من شهر جانفي 2010، وانطلقت عملية الكاستينغ الأولى والثانية والثالثة في معاهد ودور شباب قابس والمدارس الاعدادية والابتدائية.. عملية الكاستينغ الأولى بالمعهد العالي للموسيقى بقابس شملت 70 مشاركا.. تم اختيار 30 شابا تونسيا تتراوح أعمارهم بين 30 و40 سنة. حوافز للفيلم تسعى تونس لتعزيز قدراتها التنافسية في المجال الثقافي الذي يعد من القطاعات الحيوية في بلادنا ودفعا لعلاقات التعاون بين البلدان الأوروبية والترويج للمنتوج الثقافي والسياحي، احتضنت تونس مؤخرا بايعاز من مخرجين تونسيين ومنتجي الفيلم الايطالي «مريم» للمخرج الايطالي غيدو شيازا.. وقد أشرف على هذا الفيلم العديد من المنتجين والمخرجين والفنيين هم: تونينو تاشيا (منتج)، حبيب عطية (منتج منفذ)، أندريا قرازاني (مدير الانتاج الايطالي)، كمال الرياحي (مدير الانتاج التونسي)، مهدي برصاوي (مخرج مساعد)، فرانسيسكو فيدوفاتي (مديرا الكاستينغ)، ايريكا جنتيل (سكريبت)، خالد برصاوي (مساعد مخرج أول)، آمال بوزيد (مساعد مخرج ثاني)، أيمن مبروك (Coach)، يسرا بوزيان (مخرجة متربصة). العراقيل التي اعترضت منتج ومخرج الفيلم اتهم أحد الشيوخ في مدينة قابس المخرج الايطالي، حين كان يقوم بعملية «الكاستينغ» بالزندقة، حيث لم تتوضح الأمور الخاصة بسيناريو وعناصر التمثيل. فما كان من المخرج إلا أن قام بمداخلة في صفوف المشاركين في الكاستينغ بيّن فيها عدم علاقة الفيلم بالجانب الديني، إذ هو في الأصل يروي قصة وعلاقة الأم بابنها. أي أنه شريط اجتماعي بحت حسب قوله. وطبقا لهذه الوضعية.. انسحب العديد ممن شاركوا في الكاستينغ الثاني بعد أن تمّ اختيارهم.. وأولهم المسرحي رحومة الزرلي. كما رفضت احدى المربيات بالمعاهد مبلغ 20 مليونا مقابل دور فيه نوع من الاثارة (أي حالة حمل أو ولادة).. أما الطرفة الأخيرة للفيلم فهي المتعلقة ب أ.ح. التي رفضت تمثيل دور أم في حالة ولادة حتى إذا بلغ ثمن العقد مليارا حسب قولها.. ولكن في المقابل رفض أحد المثقفين العرض الذي تلقته زوجته للمشاركة في الفيلم في دور قابلة وهددها بالطلاق، إن هي شاركت فيه.. هذه بعض الطرائف في مدينة قابس صاحبت فيلم «مريم » الايطالي. قبل عملية التصوير التي تجري الآن بمدينة مطماطة القديمة.