يواصل المخرج الجيلاني السعدي في مدينة بنزرت تصوير شريطه الطويل الثالث «وينو بابا» الذي يأتي بعد شريطين ناجحين «خرمة» و«عرس الذيب». في شريطه الثالث يواصل الجيلاني السعدي رحلته مع الحفر في الواقع الاجتماعي لمدينة بنزرت التي شكلت من البداية منبع الالهام لهذا المخرج الذي اكتسب لغة سينمائية متفرّدة، وفي نفس السياق الذي عرف به منذ البداية يواصل الجيلاني السعدي اهتمامه بل انشداده إلى عالم المهمّشين الذين يعيشون حياة بسيطة بأحلام صغيرة في حياة اجتماعية تميل الى القيم الاستهلاكية والمادية ممّا يجعل من حياة البسطاء متعبة وصعبة. الشريط الذي كتبه الجيلاني السعدي على غرار الأعمال السابقة يصوّر حياة أرملة عجوز اسمها «خيرة» مع ابنها الذي تجاوز الأربعين دون زواج «حليم» يتحوّل حلم تزويج ابنها الى هاجس يقود حياتها ويحرّك أحداث الشريط، إذ تسعى خيرة الى تزويج حليم من «أنس» فتاة الحي، لكن حليم الذي يعمل حارس مؤسسة يظلّ متردّدا أمام إلحاح والدته. وتستمر أحداث الشريط في رسم ملامح الحياة اليومية لعائلة بسيطة تحلم فقط بالسعادة على صوت عبد الحليم حافظ الذي يدمن «حليم» الاستماع إليه. هذا الشريط يجمع بين جمال المداني في دور «حليم» وبوراوية مرزوق في دور «خيرة» وكانت قد مثلت دور الأم في شريط «كسكسي بالبوري»، كما تشارك فيه المحبّة الشهيرة للنادي الرياضي البنزرتي المعروفة باسم «خالتي بهيجة». وسيكون الشريط الجديد للجيلاني السعدي من بين الأفلام التونسية المترشحة لأيام قرطاج السينمائية في الخريف القادم.