تونس الصباح: هل هو النجاح الجماهيري لشريط «عرس الذيب» للمخرج جيلاني السعدي الذي يتواصل عرضه للاسبوع الثاني على التوالي في قاعة «سينما افريكا» او (فن افريقيا) بالعاصمة؟ يبدو ان الامر هو بالفعل كذلك، فالاقبال على مشاهدة هذا الشريط التونسي الذي يعرض لاول مرة في القاعات التجارية بدا محترما على امتداد الاسبوع المنقضي.. نقول محترما مقارنة طبعا بحالة الركود التي عرفتها ولا تزال جل القاعات السينمائية التجارية على امتداد المواسم القليلة الماضية.. بحيث يصبح كل شريط سينمائي ينزل للقاعات ويكون قادرا على «الصمود» معروضا لاكثر من اسبوع.. يصبح «ناجحا» بالمقياس التجاري.. والواقع، ان شريط «عرس الذيب» للمخرج جيلاني السعدي يشتمل على كل «المواصفات» السينمائية التي تؤهله ليكون ناجحا جماهيريا.. ففضلا عن انه شريط تونسي «لحما ودما» هو شريط يتناول ظاهرة العنف والكبت في اوساط شريحة الشباب العاطل والمهمش في الاحياء الشعبية.. وهي «الظاهرة» التي حفزت على ما يبدو المخرج لانجاز هذا الشريط بخطاب سينمائي هو في نفس الوقت جريء وعلى درجة من الحدة والشاعرية على مستوى المواقف الدرامية والمشاهد السينمائية.. يقول المخرج جيلاني السعدي: «انطلقت في كتابة هذا الفيلم من حدثين رويا لي اثناء تصوير فيلمي الاول «خرمة» كمغترب اعيش في فرنسا كانت فرصة تصوير هذا الفيلم نوعا من الغوص في المجتمع التونسي الذي لم اعد اعرف تقاسيمه بعد 20 سنة من الاغتراب تعرفت على التغييرات المجتمعية واغرب ظاهرة شدت انتباهي درجة العنف في التعامل بين افراد المجتمع. هذا العنف المشوب بشيء من الخذلان كان لي بمثابة مؤشر على تأزم المجتمع. ويبدو الاغتصاب ابشع مستويات ذلك العنف. لكن كيف السبيل للوصول الى هذه الدرجة من الالم ونكران الاخر. وقد كانت هذه الفكرة التساؤل وراء تصوير لقطات الاغتصاب. ولذلك لم استعمل العراء والاغراء حتى لا اقع في بشاعة المتاجرة بالجسد. اعتقد ان سلوى «وصطوفا» يمثلان شباب اليوم الذي يعيش نوعا من الانفصام وافتقاد الذات. شباب يبدو مرحا. انيقا «شهوانيا» وساطعا بأحلامه واحساسه. لكن عندما تغوص في صلبه تكتشف آلامه وتناقضاته وشعوره بالذنب. وبعد تلك الليلة يعود «صطوفا» الى نقطة البداية مرميا على فراشه رأسه تحت الوسادة في بيت الاب الذي كان قد ثار ضده بداية الليل. هذا الشعور بالخيبة يتقاسمه جل افراد جيل شباب العالم العربي.