كانت القمّةُ العربيّة تفتح أبوابها وتُغلقها في سِرْتْ، بينما المنقّبون عن الآثار يكتشفون أمام معبد الكرنك بالأُقصر، «بابًا وهميًّا» من الغرانيت، يُنسَبُ إلى أوسر وزير الملكة حتشبسوت التي حكمت قبل 3500 سنة... «الباب الوهميّ»، كما تُبيِّنُ التسمية، هو باب رمزيّ محفور في الصخر، اعتبرَهُ الفراعنة نوعًا من «الكوّة»، تُمَكِّنُ الموتى من تلقّي قرابين الأحياء وسماع صلواتهم. فكرةٌ يبدو أنّها سارية المفعول في حياتنا حتى اليوم! مع فارق أنّ شِبْهَ الأحياء لدينا هم الذين يريدون سماعَ الموتى!! وإلاّ فكيف نفهم هذا الوقوف الطويل على باب الأوهام، على باب المُفاوضات والانتخابات، على باب القِمم والأُمم، على باب الأحلام المغدورة والمُواطَنة الغائبة...ولسانُ حالِنا يردّد أغنيةً قديمة: طرقتُ الباب حتى كَلَّ مَتْنِي...ولمّا كَلَّمتْنِي...اكتشفتُ أنّها «أبواب وهميّة»؟! قد لا يحتاج أكبرُ الأبوابِ إلى أكثرَ من مفتاحٍ صغير كي يُفْتَحَ أو يُغْلَق...يَحْمِلُ المفتاح في الحالة الأُولى اسمَ الأمل، وفي الحالة الثانية اسمَ اليأس...لا فرق في ذلك بين باب حقيقيّ وباب وهميّ...إلاّ عند الخوف ممّا وراء الباب...أي من الحريّة!! فهل هو مكر التاريخ، أم أنّها لعنة الفراعنة؟ هل الأمر من قبيل الصدفة، أم أنّ تاريخنا يشبهنا في مكرنا، ولا يقلُّ عنَّا ولعًا بالفكاهة السوداء؟!