هذه الآيات عشناها وشاهدناها حقيقة لا حلما تتحرك وتمشي في الواقع التونسي بفضل ثورة شعبنا الباسلة معلنة عن بداية حقبة جديدة من تاريخ بلادنا. من هذه الآيات :
- قوله تعالى ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) آل عمران 126
لم يكن أي تونسي قبل شهرين يتوقع هذا السقوط السهل والسريع والمريع والمدوي والمزلزل لأكبر سفاح ومجرم عرفته تونس. أغلبنا كان فاقدا للأمل ينتظر أن يموت هذا الدكتاتور أو أن ينقلب عليه غيره . ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) يوسف 110
فالنصر على الطاغية وعصابته كان أولا وآخرا منة ربانية ومنحة إلاهية لهذا الشعب المظلوم.
- و قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) سورة الرعد 11 عندما كنا متثاقلين إلى الأرض مستكينين للظالم ساكتين على الحق لم يغير الله من حالنا. وعندما تحررالشعب من خوفه ومن قعوده وانتفض على الظلم والظالمين والفساد والمفسدين والنهب والناهبين غير الله من حالنا
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
- و قوله تعالى ( َإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) الشرح: 5-6.
دوام الحال من المحال و الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجرو الأزمة مهما اشتدت تنفرج.
ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
* و قوله تعالى ( إن بطش ربك لشديد ) أي أخذه الجبابرة والمستكبرين من أمثال بن علي بكل بطش وبكل حزم ، وبكل حزم ، وبكل حزم .
عن أبي موسى الأشعرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) قال ثم قرأ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ( متفق عليه
* و قوله تعالى ( فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) الأنعام 144 145
( فلما نسوا ماذكروا به ) أي لما أعرضوا ( بن علي وحاشيته وغيرهم من الفراعنة ) عن كتاب ربهم وسنة نبيهم ونسوا الموت والبعث والحساب والجزاء وجعلوه وراء ظهورهم ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) أي فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يشتهونه من متاع الحياة الدنيا الهابط وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم والعياذ بالله ( حتى إذا فرحوا بما أتوا ) من الأموال والأولاد والأملاك والثروات ( أخذناهم بغتة ) أي على غفلة ( فإذا هم مبلسون ) أي آيسون من كل خير.
الظالم يأخذ عادة احتياطاته الصارمة على جميع المستويات ويقرأ ألف حساب لكل صغيرة وكبيرة ولكل شاردة وواردة إلا شيئا واحدا يفوته ويتجاوز كل احتياطاته وهو ( أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ). - و قوله تعالى ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون ) النمل 52
قصورهم وفيلاتهم وضيعاتهم وأملاكهم وسياراتهم الفاخرة في العاصمة وفي الساحل وفي الشمال وفي الجنوب تركوها خاوية وهربوا كالفئران المذعورة
* وقوله تعالى ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) أل عمران 26
تؤتي الملك للشعوب المستضعفة المسحوقة وتنزعه من الجبابرة الطغاة.