في المدة الأخيرة ألقى أعوان فرقة الشرطة العدلية بإحدى المدن الساحلية القبض على شاب في الثلاثين من عمره بعد أن ضبطوه متلبسا بسرقة منزل أحد الجيران وذلك خلال ليلة من الليالي الماضية.. وباقتياده إلى مقر الفرقة لم يحاول الشاب الإنكار أو التنصل من المسؤولية بل اعترف بدخوله إلى بيت الجار بهدف السرقة ملاحظا أنه لولا مداهمة المنزل من قبل الأعوان بعد كمين نصبوه له وإلقاء القبض عليه لكان استولى على كل ما خف حمله وغلا ثمنه. وقد جاء في حيثيات هذه الواقعة أن الشاب انقطع عن الدراسة في سن مبكرة وبعد وفاة والده انغمس في السهرات ومعاقرة الخمرة رفقة أصحاب السوء... وشيئا فشيئا تغيرت طباعه وصار عدوانيا حتى مع أقرب الناس إليه ونظرا لبطالته الدائمة وعجز والدته عن توفير مصروفه اليومي التجأ إلى السرقة وقد كان في كل مرة يسطو على منزل أحد الجيران بعد مراقبة شديدة تتم عادة على عدة أيام ليغنم العديد من الأجهزة الالكترونية التي يلجأ إلى التفريط بالبيع فيها بأبخس الأثمان بالإضافة إلى قطع من المصوغ كان يخفيها في بيت جدته. كمين وقد تعددت السرقات في الحي وتعددت معها الشكاوى لكن الفاعل ظل مجهولا لأنه لا يترك أثرا يدل عليه ومع تواصل تذمرات المتساكنين نصب الأعوان كمينا وظلوا كل ليلة يراقبون عدة منازل بالحي دون أن تتفطن إليهم أعين السكان. وكم كانت دهشتهم كبيرة وهم يلاحظون أحد الشبان يخرج من بيته مباشرة ويتسلق السور الخارجي لأحد البيوت فتبعوه وماهي إلا دقائق حتى داهموه داخل إحدى الغرف وألقوا عليه القبض متلبسا بفعلته فاقتادوه إلى مقر الفرقة أين اعترف بارتكابه لعدة سرقات طالت أغلب منازل الحي. لكن المفاجأة كانت أثناء البحث وتمثلت في العثور على عديد التجهيزات وقطع المصوغ المخبأة في منزل جدة السارق دون علمها إذ كان يعلمها في كل مرة بأن ما يأتي به ليخفيه في بيتها هو على ملك أصدقائه وقد سلموه له ليبيعه فتم حجزها وإعادتها إلى أصحابها فيما تمت إحالة المظنون فيه صحبة ملفه على أنظار القضاء.