هن طالبات شعارهن في الحياة التعويل على الذات والسعي الى تأمين حاجياتهن الخاصة ومصاريف الجامعة بأنفسهن. لا ينتظرن مساعدة مالية من أحد حتى من أولياء أمورهن يفضلن الكد والتعب على البكاء والنحيب ولعن القدر الذي جعلهن ينتمين الى عائلات معوزة وفقيرة. هن باختصار طالبات مجاهدات ومجتهدات يستحققن كل التشجيع والمساعدة خاصة وأنهن اخترن اعمالا بسيطة وعادية كمعينات بالمنازل او بائعات بمحلات الملابس الجاهزة او حتى بمحلات تنظيف الملابس هدفهن الاساسي الاتكال على النفس ومواصلة الدراسة الجامعية وعدم الاستسلام الى قساوة الظروف المادية. «الشروق» التقت بعدد من هؤلاء الطالبات واستمعت الى الأسباب والدوافع التي جعلتهن ينخرطن في العمل أثناء الدراسة الجامعية ويلتحقن بهذه النوعية من الأعمال التي ذكرناها سابقا (معينة منزلية او بائعة بمحلات تجارية او محلات تنظيف) وموقف العائلة من ذلك ونظرة الزميلات والزملاء الى هذا الموضوع. العمل عند الاجانب البداية كانت مع آمنة طالبة جامعية اختارت العمل كمعينة منزلية بالمبيت لدى عائلة أجنبية وتقول عن تجربتها هذه: أنا انحدر من عائلة معوزة وككل بنات جيلي أطمح الى أن أكون في أبهى منظر وألبس الثياب الانيقة وأواصل دراستي من غير متاعب. لذلك اخترت العمل بالمنازل لكن ومنذ البداية وضعت لنفسي شروطا وإلتزمت بها حفاظا على كرامتي أولا وبحثا عن الظروف المواتية التي تجعلني لا أخسر دراستي ثانيا وأهم هذه الشروط العمل عند عائلات أجنبية لأن هذه الاخيرة تتميز بعقليات متفتحة وتقدر اكثر الطالبات اللاتي يعملن لديهن. «ل» هي الأخرى اختارت العمل لدى عائلة أجنبية وعن الأسباب التي دفعتها الى هذا العمل تقول: ضيق ذات اليد ووفاة والدي وارتفاع تكاليف الدراسة بالجامعة هي الأسباب الرئيسية التي جعلتني أتحمل هذه المشقة وأحاول قدر الامكان التوفيق بين دراستي وعملي. وعن نظرة المحيطين بها وموقف عائلتها من عملها كمعينة منزلية توضح «ل» أن نظرة الآخرين لا تهمها مطلقا مادامت تمارس عملا شريفا ويحافظ على كرامتها أما عائلتها فليس لديها خيار آخر باعتبار أنها عاجزة عن توفير طلباتها المادية وتأمين الظروف المناسبة لتتم دراستها الجامعية دون عراقيل. وعن سبب اختيارها للعمل بهذا الميدان تقول: حاولت مرارا وتكرارا البحث عن أي عمل آخر يناسب مؤهلي واختصاصي الدراسي لكن محاولاتي باءت بالفشل لذلك اضطررت الى العمل بالمنازل. وبدورها اختارت «ر» العمل لدى عائلة أجنبية وتقول مهمتي تتمثل في العناية بامرأة مسنة وأعمل كمرافقة لها عند خروجها من المنزل لقضاء شوؤنها وأحيانا أطالع لها الجرائد والمجلات وأتقاضى مقابل ذلك أجرا محترما جعلني أواصل دراستي دون مصاعب وأنا الآن على أبواب التخرج. وتضيف اخترت ان أقوم بعملي هذا في السر تفاديا للقيل والقال ونظرات الريبة والتهكم التي يمكن ان توجهها الي زميلاتي بالجامعة لأن عقليات البعض ما زالت لا تتقبل ان تعمل طالبة جامعية معينة منزلية. محلات تجارية فضلت كل من هدى وعائشة وريم العمل ببعض المحلات التجارية لأسباب تتصل بقناعتهن الشخصية وتقول هدى أعيد السنة وليست لدي عدد كبير من المواد المطالبة بدراستها ولذلك اخترت البحث عن عمل ولم أجد الفرصة مواتية إلا بهذا المحل التجاري الذي اعمل به الان. أما عائشة فتقول: اعمل بمحل لتنظيف الملابس وقد اخترت هذا العمل عن قناعة وأصبحت أفكر جديا بعد التخرج ببعث مشروع خاص في مجال تنظيف الملابس بعد التخرج خاصة واني أدرس بشعبة العربية ومن الأكيد أنني سأواجه مستقلا غامضا تلفه البطالة والحيرة ولذلك سيكون بعثي لمشروع محل تنظيف الملابس من الاراء الصائبة والمربحة في ذات الوقت. وترى ريم أن العمل بالمحلات التجارية لا يقل أهمية عن العمل ببقية القطاعات لأنه يوفر للطالبة احتياجاتها المادية ويعفيها من حرج السؤال والاتكال على الآخرين حتى ولو كانوا من اقرب الناس اليها. وأنت عزيزتي الطالبة هل تشاطرين زميلاتك الرأي وليس لديك موانع للعمل كمعينة منزلية او بائعة بمحل تجاري. عبري عن رأيك وابدي موقفك او اسردي تجربتك في هذه النوعية من الأعمال وراسلينا على عنوان الشروق ركن «قضية للنقاش» فضاء في رحاب الجامعة.