تعتبر رشاقة لاعب كرة القدم من العوامل الأساسية والمهمّة في نجاحه وفي نجاح فريقه ككلّ خاصة عندما يكون هذا اللاعب من أصحاب الخبرة والإمكانيات الفنية لأن الوزن الرياضي للاعب كرة القدم يؤثر بصفة مباشرة وحتمية على عطائه على الميدان وكلما زاد هذا الوزن عن الحدّ المطلوب والمرغوب طبيا وعلميا يضعف العطاء البدني للمعني به حتى وإن كانت هذه الزيادة طفيفة جدّا لأن البدن هو عبارة عن آلة تعمل وفق متطلبات معينة وكلما إختلت هذه المتطلبات إختل عمل الآلة وتأثر أداؤها سلبيا. هذه الأمور البديهية جدّا والمعلومة للجميع يبدو أنها لم تجد مكانا لها في فريق النادي الإفريقي الذي تبدو على الكثير من لاعبيه ملامح زيادة الوزن هذا الموسم دون أن يتمّ إيجاد حلّ لها أو دون ان يتم السعي للحيلولة دونها وهو ما أثر على عطاء اللاعبين المعنيين والذين يمثلون العمود الفقري لفريق باب الجديد مما إنعكس بدوره على مستوى الإفريقي الذي أصبح يجد صعوبة كبيرة في تحقيق الإنتصار بسبب بطء بعض لاعبيه نتيجة تضخم أجسادهم التي إمتلأت شحما بعد أن إمتلأت جيوبهم نقدا فصاروا يجهادون ويكابدون من أجل اللحاق بكرة إبتعدت عنهم لأمتار قليلة فما بالك عندما يكون الحال يتعلق بهجوم سريع أو عملية تتطلب سرعة الحركة. ثمانية لاعبين فوق المعدل وحتى لا يكون كلامنا في المطلق رغم أن أحباء الإفريقي والجمهور الرياضي الذي يتابع مباريات النادي الإفريقي لا شكّ أنه وقف على أصحاب الوزن الزائد نشير إلى أن ثمانية لاعبين على أقل تقدير تجاوزت أوزانهم الحدّ المطلوب وباتت أجسادهم تتطلب عملا كبيرا لإعادتها إلى رشاقتها وتضم القائمة لاعبين في مختلف الخطوط وهم بلال العيفة الذي كان منذ موسمين نحيف البنية سريع الحركة لكنه تضخّم وبات ثقيلا ولو كان للمدرب لوشانتر البديل لتخلى عنه في الخط الخلفي، كما نجد في نفس الخط سليم باشا الذي تجاوز وزنه الطبي بعدّة كيلوغرامات رغم ما يبذله من مجهود بدني لكن الزيادة غير المرغوبة في الوزن حدّت من قدرته على الصعود للكرة بالرأس. كما أن مهدي مرياح يشكو هو الآخر من زيادة في وزنه ولو أنها طفيفة لكنّها أثرت سلبيّا على عطائه فوق الميدان وقلّصت من نشاطه المعهود عندما كان في النجم الساحلي. وفي خط وسط الميدان شملت زيادة الوزن أنيس بوجلبان الذي تراجع مردوده كثيرا بفعل عدم إنسجام الوزن مع الطول ولو أن البعض لا يلاحظ عنه ذلك لأنه غير مطالب بالعدو السريع بما أن دوره يتمثل بالأساس في الربط بين الدفاع والهجوم من خلال إستلام الكرة من الخط الخلفي وتزويد المهاجمين بها دون أن يكون بحاجة إلى العدو إذ تكفي سرعة الحركة بين الإستلام والتسليم، ومع ذلك فهو مطالب بتنقيص وزنه لأن ذلك يزيد في نشاطه ويطوّر مردوه، وبجانبه نجد خالد المليتي الذي يلاحظ عليه أيضا زيادة في الوزن رغم ما يبذله من مجهودات كبيرة للتغلب على ذلك من خلال النشاط الذي يبديه على أرضية الميدان غير أن من يتابع هذا اللاعب يلاحظ أنه كلما قام بعملية سريعة إلا وإحتاج إلى فترة لاسترجاع الأنفاس وهو ما يؤكد تأثير الوزن الزائد لديه عن الحاجة. ولم يسلم خط هجوم فريق القلعة الحمراء والبيضاء من هذه المعضلة فمشكلة أمير العكروت مع الوزن الزائد لا تحتاج إلى دليل أو برهان فهذا اللاعب الذي يكتنز مؤهلات فنية عريضة جدّا إلى جانب طول القامة يشكو من أرطال من الشحم غير المرغوب فيها التي أثقلت تحركاته وأبعدته عن المستوى الذي عُرف به عندما كان ينشط مع الملعب التونسي لكنه في هذا الموسم برز بجسد مكتنز عطّل نشاطه وحدّ من فاعليته فوق الميدان ففقد هجوم الإفريقي بذلك نسبة مائوية كبيرة من نجاعته، وهذا الأمر ينطبق أيضا على حمزة المسعدي الذي ولئن تقل زيادة وزنه عن تلك التي لدى العكروت فإنّ جسده يعرف أيضا زيادة غير مرغوب فيها وهو مطالب بتلافيها قبل أن تستفحل أكثر. لاعب آخر ظهر بوزن غير الذي عُرف عنه هو حمّودة المعمري الذي كان قبل سنوات قليلة ضعيف البنية سريعا جدّا ممّا جعله ينجح مع جمعية مقرين ثم مع نجم حلق الوادي والكرم ونفس الشيء في بدايته مع الإفريقي لكن يبدو أن مكوثه فوق البنك قد أسهم في زيادة وزنه بشكل غير محبذ للاعب في كرة القدم.