خصّص مجلس النواب أوّل أمس جلسته العامة للحوار مع الحكومة حول قطاع النقل وحضر السيّد عبد الرحيم الزواري وزير النقل للردّ على أسئلة النواب الّتي تمحورت حول آفاق تحسين ظروف النقل الجماعي سواء داخل المدن أو بينها وملفات أخرى تهمّ سير مختلف القطاعات المتّصلة بالنقل. وقد أكّد الوزير المضي قدما في مختلف البرامج المتعلّقة بالرفع من أداء قطاع النقل الّذي أصبح يحتلّ مكانة مرموقة على مستوى المساهمة في الدخل الإجمالي بنسبة تتراوح بين 6 و7 % بالإضافة إلى مساهمته في توفير 135 ألف موطن شغل إلى جانب توفيره لما قيمته 1500 مليون دينار من العملة الصعبة سنويّا متأتية من الارتباط بالنشاط السياحي والنقل البحري والجوي للمسافرين والبضائع. مساهمة وآفاق واعدة وأمّل السيّد عبد الرحيم الزواري أن يتمّ خلال السنوات المقبلة الرفع من نسبة مساهمة النقل في الاقتصاد الوطني ذلك أنّ الآفاق مفتوحة على مزيد التطوير خاصة مع ما أكّدته التجارب الناجحة في البلدان الصاعدة وخاصة منها الآسيوية والخليجية ففي مالطا مثلا ترتقي تلك النسبة من الناتج المحلي إلى 14 % كما أنّ سنغافورة تطورت وحقّقت نسبة تقدّم هامة بفضل النقل البحري وما وفّر لاقتصادها من إمكانيات واسعة. وتحدّث الوزير كذلك عن الآفاق التي يوفّرها مجال النقل بمختلف قطاعاته على مستوى سوق الشغل وخاصة في ميدان المهن الجديدة والواعدة وأفاد في هذا المجال أنّ النقل البحري في المتوسّط يحتاج إلى 70 ألف موطن شغل في تلك المهن وأشار إلى أنّه لهذا الغرض وبغاية تحقيق نسب عالية من تشغيل المتخرجين والمتكونين فقد تمّ بعث معهد للمهن البحرية بالتعاون مع الجانب الفرنسي. ولاحظ السيّد الزواري أنّ الهدف الرئاسي الموضوع هو الارتقاء بنسبة مساهمة المؤسسات الوطنية في النقل البحري في اتجاه ومن بلادنا من نسبة 9 % حاليا إلى مستوى 18 % إذ من غير المعقول أن ترتهن 91 % من مبادلاتنا التجارية إلى ناقلين بحريين أجانب وفي هذا الإطار تمّ الاتفاق مع ديوان الحبوب وشركات الفسفاط ومشتقاته إلى تأمين 50 %من معاملاتها في النقل البحري مع ناقلين تونسيين. سيولة حركة المرور وتجنّب الاكتظاظ وفي مجال النقل على الطرقات وداخل المدن التونسية وفي ما بينها فقد أفاد الوزير أنّ الهدف المرسوم هو بلوغ 50 % لكلّ من النقل الجماعي والنقل الفردي علما وأنّ النسب الحالية قاربت ال60 % للنقل الفردي و40 % للنقل الجماعي وذلك بفضل الإجراءات الّتي تمّ اتخاذها وخاصة على مستوى الاستفادة من مآوى الترابط على مستوى شبكة المترو في اتجاه أحياء المروج حيث يستوعب المأوى المحدث هناك يوميا ما يزيد عن 200 عربة وهو ما يُساهم في تخفيف الاكتظاظ المروري وذلك إضافة إلى اجتناب استخدام 15 حافلة عمومية منذ افتتاح خط مترو المروج. وأضاف الوزير أنّ إجراءات وتدابير جديدة مزمع تنفيذها لاحقا من أجل تأمين سيولة حركة المرور وظروف الجودة والسلامة من ذلك أنّ صفقة يتمّ إجراؤها حاليا وتهمّ اقتناء ألف حافلة جديدة وسيتمّ خلال هذا الشهر بدء تشغيل 150 منها بالنسبة لبعض الشركات الجهوية الّتي أتمّت إجراءاتها وفي مقدمتها خاصة شركتي النقل ببنزرت ونابل كما أنّ 100 من هذه الحافلات محلّ الصفقة ستكون مجهّزة بالغاز الطبيعي وذلك خدمة للبيئة والطاقة وذلك بعد نجاح تجربة حافلتين من هذا النوع في وقت سابق. تاكسي فردي وتاكسي جماعي كما تحدّث الوزير عن النقل عبر نقل التاكسي مشيرا إلى أنّ المطلوب حاليا هو إدخال المزيد من التنظيم على القطاع مع ضمان حسن التوزيع بين النقل الفردي والنقل الجماعي مؤكّدا أنّ التوجّه للتاكسي الجماعي لا يجب أن يكون على حساب التاكسي الفردي والّتي لنا منها في تونس اليوم 25 ألف تاكسي ملاحظا أنّ التاكسي الجماعي يتطلّب محطات خاصة وهذا ما هو منقوص حاليا ويحتاج إلى عناية خاصة. وفي حديثه عن النقل الجوي قال الوزير أنّ الاتجاه هو التحرير الكلّي للأجواء خلال سنتين أي مع نهاية سنة 2011 بناء على القرار الجريء من رئيس الدولة وقد تمّ الشروع في الاستعداد لهذا الأمر منذ سنوات عبر حزمة التشريعات الّتي تمّ سنّها والبنية الأساسيّة الّتي تمّ تعزيزها وإعادة هيكلة الخطوط التونسية ودمج شركتي «الطيران الجديد» و»كارطاقو» يندرجان في هذا الإطار ، وقال الوزير أنّه تمّ بدء العمل بهذا التوجّه التحريري للأجواء على المستوى المغاربي مع ليبيا والمغرب كما تمّ التقدّم في المفاوضات مع المغرب وموريتانيا وتمّ مؤخّرا الإمضاء بالأحرف الأولى مع الجانب الكندي وهناك عرض من الولاياتالمتحدةالأمريكية مع وجود مفاوضات مع الجانب الأوروبي وهو الأهم لأنّ 90 %من مبادلاتنا الجوية تجري حاليا مع الفضاء الأوروبي. خالد الحداد باعتراف وزير النقل: بعض عربات القطار تجاوز عمرها الأربعين سنة تونس-الشروق: في ردّه على أحد النواب خلال الجلسة البرلمانية لأوّل أمس الاثنين أقرّ وزير النقل بوجود عديد من عربات القطار قديمة جدّا وقال في روح مازحة ولكنّها صريحة أنّ عمر بعض العربات خاصة على مستوى خط تونسباجة- جندوبة-غارالدماء يتجاوز عمر العديد من النواب الموجودين بالقاعة ، وأضاف أنّه اكتشف خلال إحدى زيارات التفقّد أنّ إحدى العربات يتجاوز عمرها الأربعين سنة وهي لا تزال تستغل إلى حدّ الآن وعلى أفضل وجه وذلك بفعل الصيانة الدورية والمستمرة والكفاءات الموجودة بشركة النقل الحديدي ونوّه الوزير بمجهودات الصيانة ملاحظا أنّ مجهودا جيّدا جدّا يتمّ تنفيذه في هذا الغرض. وبصراحة أقرّ الوزير بوجود بعض التعطيلات على مستوى سفرات مختلف وسائل النقل وتقادم المعدّات على مستوى بعض خطوط النقل الحديدي موضّحا أنّ الخطط الموضوعة طموحة جدّا وسيتمّ في الأيام القليلة المقبلة استغلال عربات جديدة على مستوى الخط الجنوبي وفي اتجاه سوسة كما يتمّ المضي قدما في تجديد 70 كلم من سكة القطار في اتجاه غار الدماء وقد تمّ رصد مبلغ 72 مليون دينار لهذا الخط وستصل القطارات الجديدة على هذا الخط مع نهاية سنة 2011. وفي جانب متّصل قال الوزير أنّ هناك حرصا كبيرا على تجنّب كلّ مظاهر التأخير مشيرا إلى وجود خلية خاصة مهمّتها متابعة السير اليومي لكلّ الخطوط وهي تسجّل وبدقّة كلّ المعطيات وذلك لإحكام المتابعة ومعرفة الأسباب الّتي تؤدّي إلى التأخير مؤكّدا أنّ دقّة المواعيد أصبحت اليوم من أهمّ الأولويات على اعتبارها أحد مقاييس الجودة.