بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب "عين الصقر" إلى الدوري الاسباني؟    آخر ملوك مصر يعود لقصره في الإسكندرية!    قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    قيس سعيد يستقبل رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    جهّزوا مفاجآت للاحتلال: الفلسطينيون باقون في رفح    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    تعزيز الشراكة مع النرويج    بداية من الغد: الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة من وإلى فرنسا    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    منوبة: الاحتفاظ بأحد الأطراف الرئيسية الضالعة في أحداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    هذه الولاية الأمريكيّة تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة!    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    سيدي حسين: الاطاحة بمنحرف افتك دراجة نارية تحت التهديد    بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    باجة: وفاة كهل في حادث مرور    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين في البحر الأحمر..    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى احتلال العراق: سياسيون عراقيون بارزون يحللون ل «الشروق»
نشر في الشروق يوم 07 - 04 - 2010

تحلّ بعد غد الجمعة الذكرى السابعة لاحتلال بغداد... هذه الكارثة التي حلّت بالشعب العراقي وبشعوب المنطقة بأكملها والتي امتزج ذكرها بكل معاني الدمار والإبادة والخراب.
في هذه الذكرى لا يزال العراق اليوم على الصورة نفسها بل إنه أصبح أكثر سوءا وأكثر سوادا.. فالموت لا يزال «يطارد» العراقيين في كل مكان من قبل قوات الاحتلال وعملائها من الميليشيات والعصابات المسلحة.. والفوضى لا تزال هي العنوان الأبرز لمشهد عراقي مثخن بالجراح.. بعد أن حصدت آلة الحرب من أبنائه مئات آلاف الأرواح...
اليوم، بعد سنوات من الاحتلال أصبح العراق التاريخ والحضارة... عنوانا للفساد وساحة للصراع وتقاسم النفوذ الدولي والإقليمي... ومسرحا للفتنة الطائفية والمذهبية.. وبات جليا أن الصورة الوردية التي رسمها الغزاة لعراق ما بعد الاحتلال أو ما وصفوه ب«التحرير» أصبحت أكثر قتامة وسوءا.. فكل المؤشرات والوقائع تؤكد اليوم أن العراق فقد أدنى مقومات الدولة الوطنية من أمن واستقرار واقتصاد وقانون وصحة وتعليم بعد أن كان هذا البلد في مقدمة دول العالم الثالث في هذه المجالات... نعم في الذكرى السابعة لاحتلال العراق.. هذه هي الحقيقة.. وهذا هو الواقع العراقي اليوم الذي لم تنجح الدعاية الأمريكية في تغطيته.. والذي لم تفلح الانتخابات النيابية الأخيرة في تجميل صورته وبات واضحا أن العراق تحول فقط إلى مأزق قاتل للغزاة والعراقيين... والعرب.. نعم الجميع اليوم في مأزق.. والجميع يدفع الثمن... لكن السؤال اليوم هو إلى متى يستمر هذا الوضع؟
«الشروق» تفتح في هذا العدد الملف العراقي في الذكرى السابعة للاحتلال.. وتتحدث إلى ثلة من الشخصيات العراقية البارزة المناهضة للاحتلال...
زعيم التحالف الوطني العراقي: ما يجري صراع بين الاحتلال والعملاء واللصوص على «الكعكة» العراقية
تونس (الشروق)
وصف زعيم التحالف الوطني العراقي السيد عبد الجبار الكبيسي في حديث ل«الشروق» عبر الهاتف من باريس ما يجري في العراق اليوم بأنه صفحة من صفحات الاحتلال وصراع بين العملاء على سلطة وهمية.
وأكد أن الولايات المتحدة تحاول إظهار ما يجري على أنه عملية سياسية حقيقية تجري في كنف الديمقراطية لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما لأن ما يجري ليس سوى مسرحية تديرها وتشرف عليها الولايات المتحدة في العراق. فالمسؤولون هم أنفسهم الذين جاؤوا على ظهور دبابات الغزاة وهم أنفسهم الذين شاركوا الاحتلال في ما جرى من تدمير وإبادة وتهجير لملايين العراقيين.
وأضاف أن الصورة المشرقة التي يطبّل لها الاعلام الأمريكي والتي يتجنّد لترويجها العملاء تشكل في واقع الأمر مشهدا بائسا لا يمتّ للواقع بصلة ولا علاقة له بما يجري على الأرض لأن ما يجري على الأرض يؤكد أن هناك صراعا بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية من خلال الميليشيات والعصابات المسلحة التي تتقاتل على «الكعكة» العراقية.
وأوضح أن الأمر لا يقتصر على هذا الوضع بل إن العراق يشهد أعمال نهب ممنهج مشيرا الى أن ميزانية العراق تضاعفت منذ الغزو عشرات المرات بسبب عائدات بيع النفط ولكن رغم ذلك فإن الوضع في العراق اتجه من السيّئ الى الأسوإ ولم يتغيّر أيّ شيء على الواقع.
وفي ردّه عن سؤال «الشروق» حول نتائج الانتخابات العراقية أوضح أن هذه الانتخابات المهزلة لم تأت بأي جديد ولن تغيّر أي شيء في الوضع العراقي ورغم أنها أسفرت عن فوز إياد علاوي فإنّ هذا الأخير ونوري المالكي هما وجهان لعملة واحدة.
وتابع «ما الذي يمكن أن يقدّمه للعراق إياد علاوي وهو الذي اعترف بعمالته ل16 وكالة مخابرات أمريكية وما الذي يمكن أن يحققه للعراقيين وهو الذي شهدت ولايته في السابق أبشع الجرائم في الفلوجة والنجف؟».
وقال «واقع الحال يؤكد أنه لا فرق بين علاوي والمالكي فكلاهما عدوان للوطن وعميلان للدول الأجنبية.. الأول عميل رسمي ل«السي. آي. إيه» والثاني رجل المخابرات الايرانية.
وأضاف زعيم التحالف الوطني العراقي أن ما يجري هو حرب بين أجندات متصارعة داخل العراق لا علاقة لها بالشارع العراقي مشيرا الى أن الشعب العراقي معنيّ اليوم فقط بالمقاومة الباسلة التي لا تزال مستمرة وتتوسّع في عملياتها الموجهة ضد قوات الاحتلال والعملاء.
وأكد في هذا السياق أنه ليس أمام الشعب العراقي اليوم غير مواصلة المقاومة ضد المحتلين الذين ينزفون يوميا والذين باتوا اليوم في عزلة كاملة مع عملائهم بسبب ضربات المقاومة التي تحاصرهم في كل مكان.
وفي ردّه عن سؤال حول استراتيجية ودور التحالف الوطني الذي يتزعمه في المرحلة القادمة أوضح السيد عبد الجبار الكبيسي أن تحالفه يعمل على تعبئة الشعب العراقي داخليا وعلى التنسيق مع مختلف القوى المناهضة للاحتلال من أجل تصعيد المعركة ضد الغزاة وعملائهم وتحرير العراق بالكامل مشيرا الى أنه تمّ قطع شوط كبير في هذا الاتجاه وأن النصر بات وشيكا بإذن اللّه.
د. نزار السامرّائي: واشنطن تتخبط في العراق... ولم تحصد سوى «الاخفاق»
تونس (الشروق)
أكد الدكتور نزار السامرائي، القيادي البعثي السابق والباحث في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في حديث ل«الشروق» عبر الهاتف من دمشق أن الولايات المتحدة لم تحصد من احتلالها للعراق سوى الفشل الذريع بعد أن ارتكبت أخطاء بالجملة على مدى السنوات السبع الماضية..
الدكتور نزار السامرائي اعتبر أن المقاومة العراقية تعيش «حالة يُتم» داعيا العرب الى دعمها.. وفي ما يلي هذا الحديث:
كيف تشخّصون الوضع بالعراق اليوم بعد 7 سنوات من الاحتلال.. والى أي مدى يمكن القول بأن القوات الغازية نجحت في تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها الى بلاد الرافدين؟
مازالت العملية السياسية تعاني من اشكاليات حادة لم تستطع أن تغادر الاطار الذي وضعه الحاكم المدني الأمريكي السابق بول بريمر حين أصدر قانون إدارة الدولة المؤقت والذي صمّم المحاصصة الطائفية لأول مرة في تاريخ العراق تحت يافطة حقوق مكونات الشعب العراقي في حين يعرف العراقيون أن هذا القرار جاء ليضع حقلا كبيرا من الألغام أمام وحدة العراق أرضا وشعبا وتقويض وحدته الوطنية والتحايل على شعبه ثم جاءت خطوة تشكيل مجلس الحكم الانتقالي المشكّل من 25 عضوا منسوجا على منوال قانون إدارة الدولة بتركيبة يلحظ فيها المراقب مكونات تتصارع وليس نسيجا يختلف من أجل وحدة العراق ومن أجل تقدمه ثم ابتدعت ما تسمّى الرئاسة الدورية لهذا المجلس.. كل رئيس يمرّ عليه لمدة شهر.. هاتان الخطوتان لم تكونا واردتين في ذهن المحتلين الأمريكان فقد اعتقدوا أنهم جاؤوا ليحكموا العراق لزمن مفتوح ولكن جدول أولوياتهم تعرّض الى نكسة مؤكدة حين انطلقت أسرع مقاومة عرفها العالم فبعد أقل من 24 ساعة تصدّت المقاومة ل«هامر» أمريكية ودمّروها بمن فيها وتردّدت أصداء ذلك العمل في معظم أنحاء العراق وانطلقت حركة المقاومة لتقول للأمريكيين انكم جئتم الى البلد الخطإ في الزمن الخطإ وعطلتم ما زعمتم أنها حسابات دقيقة للكمبيوتر الأمريكي..
أخطاء الاحتلال والحكومة العميلة لازالت مستمرة وتتراكم من يوم الى آخر وقادت البلد الى حالة من الفوضى التي لم تنهها الانتخابات المتكرّرة التي عقدها الأمريكيون.. وفي كل مرة كانوا يقولون ان هذه الانتخابات ستنقل العراق الى الاستقرار والأمن واسترجاع السيادة الوطنية.. وبالتالي فإن ما يجري حاليا يشكل في الحقيقة امتدادا لتلك الأخطاء الأولى التي أعلنت عنها كوندوليزا رايس التي قالت مرة ان بلادها ارتكبت آلاف الأخطاء التكتيكية.. ولم يشأ أن تجمع هذه الأخطاء لتقول ان واشنطن ارتكبت أكبر خطإ استراتيجي بغزوها العراق..
إذا كانت الولايات المتحدة ارتكبت مثل هذا الخطأ الاستراتيجي الذي تتحدثون عنه فما الذي يجعلها إذن تصرّ على البقاء في العراق لهذه الفترة.. ولماذا لا تعجّل بالانسحاب؟
ما يجري اليوم هو نتاج لمعادلات تفتيت العراق التي جاءت بها قوات الاحتلال.. والعملية السياسية من بعد الانتخابات الأخيرة يراد لها أن تكرّس مفهوم المحاصصة وتقدير حكم أبدي لقوى جاءت مع الاحتلال مهما كانت نتائج صناديق الاقتراع.. وبكل تأكيد فإن من جاء مع الاحتلال سوف لن يحظى برضا المواطن.. وقد يجرّ ذلك البلد الى دوامة عنف قد لا تتوقف.. دوامة يمكن أن نعرف بدايتها ولكن أحدا لا يستطيع أن يدرك عواقبها ونهايتها.. فلو كان من شارك في هذه الانتخابات يؤمن بما تفرزه صناديق الاقتراع لما أصرّ على اجتثاث أكثر من 500 مرشح بتهمة الانتماء الى البعث.. ليبقى التنافس بذلك بين قوى تمّ حساب أبعادها وطموحاتها السياسية بدقة تتناسب مع ما وعد به المحتل الأمريكي أو المحتل الايراني..
في ضوء هذه الصورة التي رسمتموها للعراق وهو يدخل عامه الثامن من الاحتلال.. كيف تنظرون الى مستقبل الأوضاع بهذا البلد.. وما هو تصوركم للحل؟
العراقيون يعوّلون أولا على إرادتهم وإمكاناتهم بتغيير مسار العملية السياسية.. ومؤتمرات القمة العربية تعتبر وعاء عربيا جماعيا يمكن أن يقدّم شيئا من الدعم السياسي في ما لو حصل اتجاه في الوقوف الى جانب وحدة العراق أرضا وشعبا ومنع كل أشكال التدخل الاقليمي وخاصة الايراني والدولي وخاصة الأمريكي وإعادة العراق الى منظومة الأمن القومي العربي.. ولا نريد من الأشقاء العرب أن ينوبوا عنا في مواجهة الأخطار المحدقة بالعراق ولكن نطلب الدعم والاسناد والتأييد للمقاومة العراقية التي تعيش حالة يتم رغم أنها الوحيدة التي قاتلت أكبر قوة في العالم.. واستطاعت أن تعرقل المشروع الأمريكي وتفشله..
الكاتب والشاعر العراقي إبراهيم زيدان: العراق يرزح تحت «احتلالين».. والحكومة القادمة لن تكون عراقية الهوى ولا الهوية
التقاه في أنقرة أمين بن مسعود:
فنّد الكاتب العراقي إبراهيم زيدان الادعاءات الأمريكية بازدهار العراق وبتطوره السياسي مؤكدا أن العراقيين لم يلمسوا أي إصلاح أو تغيير إيجابي طيلة سنوات الغزو السبع.
واعتبر زيدان في حوار مع «الشروق» التي التقته في أنقرة أن الحكومة العراقية المقبلة لن تكون عراقية الهوى ولا الهوية مشيرا إلى أن البلاد أصبحت تئن تحت وطأة احتلالين قاسيين ومدمرين..وفي ما يلي نص الحوار:
مرت 7 سنوات على الغزو الأمريكي على العراق..كيف تقيمون هذه المدة خاصة وأن الأمريكان يستغلون الانتخابات العراقية لتصوير العراق على أنه نموذج الدولة الديمقراطية والمستقرة والسيادية في المنطقة العربية؟
كل هذا الكلام مجرد أكاذيب وافتراءات أمريكية صدقها وروجها بعض الساسة العراقيين..ذلك أن الاحتلال لا يخدم الدول المستعمرة بل ينهبها ويسرق ثرواتها وهو ما حصل فعلا.. فطيلة المدة الفائتة لم يلمس العراقيون أي إصلاح أو تقدم..والأدهى من ذلك أن غالبية الساسيين مرتهنون كليا للخارج وولاءاتهم للأجنبي أكثر بكثير من ولاءاتهم للوطن..وهذا في تقديري هو مربط الفرس فالواقع السياسي الرديء والشائك أثر سلبا على باقي المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها..
واشنطن تتحدث عن الانتخابات العراقية على أنها مكسب تحقق للعراقيين بعد الاحتلال وترى أنها قادرة على إصلاح الواقع المتردي، فما هو تعليقكم على هذه المزاعم؟
هذه الانتخابات لن تغير شيئا اجلا أم عاجلا..فمشاكل العراق الحقيقية لا ولن تحل بمجرد انتخابات..وتكفينا نظرة صغيرة لمجرياتها حتى نتيقن بأن تدخل الاحتلال فيها كان فاضحا..المعضلة القائمة حاليا متمثلة في الساسة الذين يعملون لفائدة المحتل ولصالح الأجنبي ومنهم من ينادي اليوم ببقاء قوات الغزو الأمريكي باعتبارها سنده الحقيقي والوحيد لبقائه على الساحة السياسية أضف إلى ذلك الاختراق الإيراني والصهيوني الواضح لمعظم الطبقة السياسية العراقية..خلاصة القول عراق ما بعد الغزو يعيش احتلالين قاسيين ظالمين واحد سياسي وثاني عسكري وكلاهما يتعارضان مع مصالح العراق..وعلى الرغم من كل هذا فأنا متفائل بمستقبل العراق الذي سيصنعه أبناؤه الأحرار
وفق هذا الرأي فالحكومة القادمة ستتشكل حسب مطامع الاحتلال ودول الجوار وليس حسب رغبة العراقيين؟
الحكومة العراقية القادمة ستتشكل وفق أساسين الأول صفقات بين الفائزين في الانتخابات والثاني تفاهم بين الدول الكبرى التي تمول الأحزاب..وبالتالي فلن تكون الحكومة المقبلة عراقية الهوى ولا الهوية مما يؤكد أن العراق يشكو من هوان سياسي كبير يستلزم إصلاحه قبل فوات الأوان
إذن، ما هي الحلول القادرة على الخروج بالعراق من هذا المأزق؟
الحلول في تقديري تبدأ بتخلي الساسة عن ولاءاتهم الخارجية والتشديد على أن العراق هو الأساس والغاية..ثم خروج الاحتلال الأمريكي من البلاد ودعم المقاومة الوطنية الشريفة التي تمثل جزءا لا يتجزأ من الشعب العراقي الموحد.
كنتم من بين الكتاب العراقيين الذين وثقوا تصفية العلماء العراقيين على يد الصهاينة والأمريكان..ما هي النتائج المستخلصة من هذه البحوث؟
ما استخلصته هو أن الأمريكان لا يريدون الخير للعراق ولأبنائه على الرغم من الجوقة الإعلامية المتحدثة عن الديمقراطية وحرية الإنسان..الأمريكيون قدموا قوائم كاملة بأسماء العلماء العراقيين سواء الموجودين داخل البلاد أم خارجها لإسرائيل التي تكفلت بالباقي..وهذه أفعال لا تصدر إلا عن دولة تعادي الاستقرار والحرية والتقدم.
ما هي انتظاراتكم من العرب شعوبا وأنظمة؟
على العرب أن يتضامنوا فعليا مع العراق وأن يولوا اهتماما متزايدا لأبنائه وأن يتذكروا أن المقت الصهيوني والأمريكي لهذا البلد راجع إلى نضاله الدؤوب مع الشعب الفلسطيني ومواقفه المشرفة لصالح القضية الفلسطينية والتي تجسدت مؤخرا في دعم إخوته المحاصرين في قطاع غزة.
الأمريكان في العراق: «نار» الهزيمة... و«عار» الجريمة
تونس (الشروق)
قد ينسى البعض ذكرى غزو العراق في 19 مارس 2003، لكنّ من الصعب على أي عراقي أن ينسى يوم احتلال بغداد وهو اليوم، الذي اشتعلت فيه سماء بغداد بنيران «الصدمة والرعب»، لأنه يندُر أن تجد أسرة عراقية لم تفقد عزيزا من أفرادها، أو أقربائها، أو أصدقائها أو جيرانها، في هذا الغزو، أو ما تلاه من اضطرابات شوّهت وجه العراق النبيل .
وتقول وكالة «أسوشيتد برس» أن المناسبة لم تمْضِ دون اهتمام في كل مكان.. ففي ميلووكي خرجت مجموعة تُدعى تحالف ميلووكي من أجل السلام، تحمل لافتات تطالب بانقاذ التعليم، لا الشركات الكبرى، والاهتمام بالصحة لا الحرب. .. وتقول الوكالة، ان عدد المتظاهرين الذين شاركوا في هذه المسيرة يوم الجمعة، كان 75 شخصا، أي أقل من عددهم في السنة الماضية، الذي كان ،200 وعددهم في السنة قبل الماضية، والذي كان 500 شخص (!!) .
وتنقل الوكالة عن بعضهم القول: ان عدم تعاطف الناس يبدو مخيبا للآمال ومثيرا للاحباط.. ولكن اللوم لا يقع على عاتق الأفراد. .بل على عاتق وسائل الاعلام السائدة، التي لم تعُد تثير القضية .
تلفزيون «رَشيا توداي» قال في تعليق له: انقضت حتى اليوم سبع سنوات، منذ شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها حربا على العراق. وفي بادئ الأمر، كان الغزو موضع ترحيب باعتباره انتصارا حاسما للحلفاء، ولكن تلك الصورة سرعان ما تبددت مع استشراء المقاومة .
وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية تتحدث الآن عن مغادرة البلاد، تبقى «القلاقل» هناك حقيقة مريرة. فبعد سبع سنوات من غزو الولايات المتحدة العراق، بحجة العثور على أسلحة الدمار الشامل، والاطاحة بالرئيس الشهيد صدام حسين، يعتبر منتقدو الحرب ما تسمّى عملية «حرية العراق» فاشلة .
..فقد كان ثمن الغزو بقيادة الولايات المتحدة باهظا، حيث تقدّر بعض التقارير عدد القتلى من المدنيين بنحو مليوني شخص، منذ بدء الحرب سنة 2003، بينما يسود الغضب العراقيين من الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الوضع .
وفي موقع «كاونتر كَرَنتس»، كتب جدعون بوليا، الذي يدرّس في احدى الجامعات الاسترالية الكبرى.. «في الذكرى السابعة للاحتلال الاجرامي وغير الشرعي للعراق على أيدي قوات الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا، نتساءل: ماذا كانت التكلفة البشرية للغزو»؟
ويمضي قائلا: بلغ عدد القتلى في العراق المحتل، في فترة ما بعد الغزو 4/1 مليون شخص، (وفق المنظمة الأمريكية غير الحكومية: جَسْت فورين بوليسي)، وبلغ مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، نحو مليون طفل، كما بلغ مجموع الوفيات الزائدة عن الحدّ، (أي الوفيات التي كان يمكن تفاديها، ولم يكن حدوثها محتما) 1 .1 مليون حالة (بناء على بيانات الأمم المتحدة لسنة 2006).. وفي الفترة من 1990 2010 بلغ مجموع الوفيات في العراق 1.6 مليون شخص، وعدد الوفيات الزائدة عن الحدّ، والناجمة عن الحرمان، 2.8 مليون، وعدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة (التي كان يمكن تجنبه 90% منها، والتي وقعت جراء جرائم الحرب وخلافا لاتفاقية جنيف) 2 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين 6 ملايين شخص .
ويقول الكاتب، ان هذه الأرقام، توحي بحدوث محرقة عراقية، وابادة جماعية عراقية، وفق المادة 2 من اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالابادة الجماعية .
وفي الموقع الليبرالي الأمريكي على شبكة الانترنت، «هفنغتون بوست» ينتقد المخرج السينمائي، روبرت غرينوالد، مَن يحاولون وضع نهاية سعيدة لقصة غزو العراق، الذين يعتقدون أنه، على الأقل الآن، «تم انجاز المهمة». ويقول ان ذلك تحريف مخيف للتاريخ. وان علينا التزاما بأن نقول الحقيقة الصارمة، بدلا من سرد رواية تشعرنا بالرضا عن أنفسنا، لأن مقتل عشرات الألوف من الناس يقتضي منّا أن نفعل ذلك .
ويضيف الكاتب: انه لم يتمَّ انجاز أي «مهمة» في العراق، لأننا ذهبنا الى الحرب بذرائع زائفة. وقد تحقق فشلنا في اللحظة التي غزونا فيها هذا البلد. أكثر من 4300 قتيل أمريكي، و95 ألف قتيل مدني عراقي، مع وجود تقديرات تعادل ستة أضعاف هذا العدد. وأكثر من 747 مليار دولار تم انفاقها حتى الآن، ساعدت، بالتضافر مع الآثار التي طالت أسعار النفط، ومع التكاليف غير المباشرة للحرب، في حدوث الأزمة الاقتصادية. كما أن الحرب أضعفت الأمن الأمريكي بدلا من أن تعززه.. .ان حرب العراق، شأنها شأن حرب أفغانستان، تمثل حالة من الهدر الهائل، والخداع والاستغلال. في موقع تروث آوت، كتب وليام ريفرز بتْ.. مضت سبع سنوات، منذ أضاءت شاشات التلفزيون في كل أنحاء أمريكا بصور «الصدمة والرعب» المتلألئة كالألعاب النارية، عندما زمجرت الانفجارات وألسنة اللهب فوق مدينة بغداد، وعندما تحول الرجال والنساء والأطفال الى رماد، وتحولنا جميعا الى مجرمي حرب، شئنا ذلك أم أبينا..ويعرض الكاتب بالتفصيل للأكاذيب التي قامت عليها الحرب، ويقول في ختام مقالته: انه لا انتصار هنا. ولن يكون. ليس الاّ العار والخزي والدم والموت. وسوف تسكننا هذه الحرب فيما تبقى من حياتنا، وسوف تسكن أطفالنا وأطفالهم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.