«من يتحدث عن مباريات اليوم المندرجة في نطاق الدفعة الثانية للجولة الثامنة لمرحلة الإياب لا شك أنه سيقف عند محطة هامة من الغموض الذي تتعدد فيه الاحتمالات نتيجة لأهمية هذه اللقاءات على أكثر من مستوى ولو بدأنا بمباراة القصرين على سبيل الذكر ولا الحصر والتي سيستضيف فيها المستقبل المحلي النادي الإفريقي، لا شك أنه يدرك مدى عزم الفريقين على الخروج بنقاط الانتصار باعتبار أن المحليين تهمهم هذه النتيجة التي تعزز حظوظ بقائهم في الرابطة الأولى كما أن الضيوف متعلقون بالفوز لتشديد ملاحقتهم لصاحب الصدارة ولذلك فإن اللقاء صعب على الفريقين خاصة إذا علمنا أن مستقبل القصرين الذي أطاح بالنادي الصفاقسي وأيضا بالترجي الرياضي على قواعده عادة ما يتألق وخاصة أمام الكبار وهو قادر على تجسيد آماله سيما أنه يعرف كيف ينتهج الهجومات المعاكسة وكيف يراقب لاعبي الفريق المنافس ويلعب بأسلوب جماعي في شكل كتلة ليبقى حضوره الذهني من جهة وأجواؤه العامة محددة لنتيجة اليوم. ومقابل ذلك يدرك النادي الإفريقي أن مهمته ليست سهلة وأنه وبعد خروجه من مسابقة رابطة الأبطال عازم على عدم التفريط في نتائجه على مستوى البطولة وانتظار تعثر لصاحب الطليعة في انتظار «الدربي» الذي قد يحسم مسألة تتويجه دون التحدث عن حظوظه في الكأس التي تعتبر وافرة وهو يحسن اللعب خارج القواعد وله من اللاعبين القادرين على صنع الفارق فضلا عن اعتماده الناجع للكرات الثابتة وبالتالي فإن أبناء لوشانتر قد يطوعون العسر إلى يسر وقد يحرصون على المباغتة المبكرة بمحاولة استفزازات الخط الخلفي للمحليين لتبقى مع ذلك المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات رغم الأسبقية المعنوية للضيوف. لقاء النادي البنزرتي والنجم الساحلي بدوره سيكون صعبا على الفريقين خاصة أن المحليين وبقدر ما يتميزون بطموح لاعبيهم الشبان فإن الضيوف وبعد انسحابهم من مسابقة ال«كاف» وقبلها من مسابقة كأس تونس لم يبق لهم غير الحرص على تشديد الملاحقة لصاحب المرتبة الثانية عساهم يضمنون تأهلهم لكأس رابطة الأبطال خلال الموسم القادم ولذلك قد يكون اللعب مفتوحا من الجانبين وقد يكون الفريق المتحكم في أعصابه أكثر هو الأقرب للخروج بنقاطه حتى وإن يبقى التعادل أقرب خاصة أن كل طرف يصر على عدم الخضوع إلى الهزيمة التي قد تعزز احتجاجات أنصار هذا الطرف أو ذاك والتي عادة ما تخلق الأجواء المتوترة... «قمة» هذه الدفعة وأعني بها لقاء الملعب التونسي والنادي الصفاقسي ستكون «مميزة» نسبيا كرويا قياسا مع اللقاءين الآخرين حيث يرنو المحليون إلى تأكيد جدارتهم أكثر خلال هذا الموسم الذي كان التألق فيه كبيرا لهم على المستوى العام مقابل تعلق الضيوف بمردودهم الذي يعتبر هو أيضا طيبا رغم بعض التعثرات المباغتة والتي لا تعكس مستواهم بالمرة. ولذلك فإن هذه «القمة» ستكون متنوعة في اللعب على مستوى التمريرات القصيرة من جهة واللعب المباشر من جهة ثانية وأيضا على مستوى الفرديات واللعب الجماعي من أجل الوصول إلى شباك المنافس... لتبقى الأخطاء سواء من هذا الطرف أو من ذاك هي الفيصل لخروج هذا الفريق بنقاطه على حساب الآخر خاصة أن الفريقين يحسنان انتهاز الفرص كما يحسنان تجسيد الكرات الثابتة وقد تُلعب أيضا المباراة على جزئيات صغيرة».