وجّه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس انتقادات حادة للسياسة النووية الأمريكيةالجديدة التي أعلنها الرئيس باراك أوباما أمس الأول وألمح فيها إلى احتمال استخدام السلاح النووي ضدّ طهران. وهدّد واشنطن بردّ مؤلم. وفي خطاب ألقاه في شمال غرب ايران قال نجاد «آمل ألا تكون التصريحات التي نُشرت صحيحة، فهو (أوباما) هدّد باستخدام الأسلحة النووية والكيميائية ضدّ الدول التي لا ترضخ للولايات المتحدة، وأقول له إنك أقلّ شأنا ممّا قلت، حيث عجز عن مواجهة الشعب الايراني من هو أشد منك تعنّتا وغطرسة. هجوم إيراني ودعا نجاد الرئيس الأمريكي الى «التريث لمعرفة تطورات الأمور ومتقلبات الأوضاع وتشخيص الصالح عن غيره، مؤكدا أن على أوباما عدم تكرار مايمليه عليه الآخرون ويتفوه به دون أن يدرس الموضوع أو يفكر بعواقبه» حسب قوله. وتابع: «حذار، إن سرت على خطى الرئيس السابق جورج بوش فسوف تلقى من الأمم الرد المؤلم ذاته الذي لقيه سلفك جورج بوش». وقال الرئيس الإيراني الذي كان يتحدث الى أهالي مدينة أرومية: «إن الذين كانوا يدعمون في يوم ما العراق وحرضوه على إشعال نيران الحروب هاهم الآن يدعمون تيارات ومجموعات إرهابية ويتعاونون معها بعدما كانوا يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان وإدانة الإرهاب» على حدّ تعبيره. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن نجاد قوله: «إن هؤلاء ينظمون علاقاتهم على أساس مصالحهم المادية الخاصة بهم ويتجاهلون الحقوق المشروعة للشعوب وينتهكون حدودهم ولايعيرون أي اهتمام للسيادة الوطنية لهذه الشعوب واربكوا الوضع في العالم كافة». وأضاف : «أن البعض يعربون لنا عن قلقهم للاوضاع الجارية في منطقة الشرق الاوسط ونحن نقول لهم من الذي زعزع الامن والاستقرار فيها، فالكيان الصهيوني أثار خلال 60 عاما 5 حروب ثلاث منها على دول الجوار والرابعة ضد لبنان والخامسة ضد اهالي غزة الابرياء». وتساءل : «ما الذي يريده هؤلاء من الشرق الاوسط عبر اثارتهم الحروب فيها؟ انه بات واضحا للشعوب فهم يريدون الاستحواذ على مصادر وخيرات هذه المنطقة من نفط ومناجم بالاضافة الى فرض سيادتهم علي شعوبها». وتابع: «أن الهدف الرئيس من تأسيس الكيان الصهيوني اللقيط في الشرق الاوسط هو فرض قوة الاستكبار على الشعوب في هذه المنطقة الاستراتيجية بمختلف الذرائع ونهب مصادرها لتملأ جيوبها وجيوب الصهاينة». متكي يحذّر من جانبه أكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أمس، ان الدول المنتجة للاسلحة النووية وغير الموقعة على معاهدة الحظر النووي تشكل خطرا على السلام العالمي. وقال متكي في مؤتمر صحفي عقده في وزارة الخارجية الايرانيةبطهران، ان هذه الدول التي لا تزال تحتفظ بسلاحها النووي تهدد باستخدام هذه الاسلحة ضد دول لاتمتلكها. وحث متكي الولاياتالمتحدة على تبني الواقعية واحترام مصالح شعوب المنطقة، كما دعاها الى تجنب الازدواجية في التعاطي مع مؤتمر طهران حول نزع الاسلحة النووية. كما اكد وزير الخارجية الايراني ان اقتراح مبادلة الوقود لا يزال مطروحا، فيما اعتبر أن مجموعة فيينا تفتقد الارادة الحرة لتطبيق الاتفاق. وحول اهداف مؤتمر طهران حول نزع اسلحة الدمار الشامل الذي سيعقد يومي السابع عشر والثامن عشر من شهر أفريل الجاري، قال متكي: ان المؤتمر سينعقد تحت شعار «الطاقة النووية للجميع والسلاح النووي ليس لاحد»، موضحا ان المؤتمر سيبحث في التناقضات بين القوانين والاتفاقيات الدولية وبين ما تملكه الدول المصنعة للسلاح النووي وتهديدها للعالم.