انتقد أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله أمس مضمون اتفاق موقّع بين الحكومة اللبنانية والسفارة الامريكية في بيروت يتعلق بتقديم هبة أمريكية الى قوى الأمن الداخلي لتدريبها وتجهيزها معتبرا أنه يتضمّن «مواد خطرة» ويبيح مؤسسة أمنية للامريكيين، لكن الرئيس اللبناني ميشال سليمان طمأن الحزب حول الموضوع وأكّد أنه لن يسمح بأذيّة المقاومة مهما كان حجم المساعدات التي ستقدّمها واشنطن. ففي مقابلة مع تلفزيون «المنار» أمس قال نصر الله «نحن نرى في هذه الاتفاقية مواد خطرة يجب الانتهاء منها». وكان نصر الله يعلق على جدل قائم منذ أكثر من شهر حول اتفاق يتعلق بهبة أمريكية تبلغ قيمتها 50 مليون دولار تقدّم الولاياتالمتحدة من خلالها تدريبات لعناصر في قوى الامن على مكافحة الجريمة وتجهيزات، خصوصا في قطاع الاتصالات لمؤسسة قوى الأمن الداخلي. مخاوف وينص الاتفاق، بحسب النص الذي وزعه نواب في البرلمان، على ضرورة «التحقق من أن جميع افراد قوى الأمن الداخلي متلقيي التدريبات او مستخدمي المعدات المقدمة لا ينتمون، باي شكل من الاشكال، الى أي منظمة تعتبرها الحكومة الامريكية منظمة ارهابية». ويعتبر حزب الله نفسه مستهدفا بهذه الفقرة، كونه مصنفا على لائحة المنظمات الارهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الامريكية، فيما يؤكد المدافعون عن الاتفاق ان الاطار العام الموضوع للاتفاق موجود في كل اتفاقات المساعدات الخارجية التي تقدمها الولاياتالمتحدة. ووضع مجلس النواب يده على الموضوع وكلف لجنة الاتصالات النيابية برئاسة النائب حسن فضل الله من «حزب الله» البحث في قانونية الاتفاق. وقال نصرالله أمس إن الاتفاق يسمح «للامريكي بالذهاب الى مراكز قوى الامن للتأكد من كيفية استخدام التجهيزات»، كما يسمح له «بالاحتفاظ بقائمة تسجل فيها جميع الاجهزة والمعدات التي وفرتها» الولاياتالمتحدة، معتبرا ان «هذا يعني اننا نبيح مؤسسة امنية كاملة للامريكيين ليدخلوا اليها متى ارادوا». وتابع أن «المطلوب من الحكومة اللبنانية التحقق من أن جميع من يستفيدون من التجهيزات لا ينتمون الى اي منظمة تعتبرها الحكومة الامريكية منظمة ارهابية»، معتبرا ان التوقيع على ذلك يعني القبول «بالتصنيف الامريكي للارهاب»، مضيفا «هذا شيء خطر جدا «...» هذا اشكال رئيسي بالنسبة لنا وهو اشكال كبير». وطالب بمعالجة المسألة قائلا ان كان «العلاج بالتعديل، عدلوا. العلاج بالالغاء؟ الغوا». ونقل بيان صادر عن مجلس الوزراء اثر اجتماعه مساء أمس، ان رئيس الحكومة سعد الحريري علق على الجدل القائم حول اتفاق الهبة خلال الجلسة بالقول «جرى تسييس قضية قابلة للمعالجة ولا تبرر الخلاف الحاد الذي شهدناه»، مشددا على التضامن الوزاري وعلى الابتعاد عن السجالات السياسية في هذه المسألة وعلى ضرورة العمل على حلها بمسؤولية وواقعية». ودعا الحريري الى «تجاوز الحساسيات التي اثارتها المواقف السجالية». تطمينات في المقابل أكّد الرئيس اللبناني ميشال سليمان في تصريحات صحفية تنشر اليوم أن لا أحد في لبنان يسمح بأذية «حزب الله» من خلال الاتفاقية الامنية مع واشنطن. وقال سليمان «لن نسمح، ولا أحد في لبنان سيسمح أو يريد، وخاصة على مستوى المؤسسات والمسؤولين، أن يجلب الأذية للمقاومة». وأشار سليمان الى أن «موضوع الاتفاقية خضع للطريقة الدستورية والقانونية المعتادة، وعندما تضع السلطة التنفيذية يدها على موضوع فإننا ننتظر التقرير الذي سترفعه هذه السلطة لنبني موقفنا بمقتضاه». وفي تصريحات منفصلة ندّد الرئيس اللبناني بتصاعد التهديدات الاسرائيلية للبنان وبالممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين داعيا الى حل شامل للنزاع العربي الاسرائيلي على أساس مبادرة السلام العربية. وكان الجيش اللبناني تسلّم قبل أيام الشحنة الاولى من سلسلة شحنات من الأسلحة والذخائر من الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة «الدستور» الاردنية عن بيان للسفارة الامريكية في لبنان أنه في الثاني من شهر افريل الجاري سلّمت الولاياتالمتحدة الى الجيش اللبناني ألف بندقية «أم 16» وعشر قاذفات صواريخ و538 منظار ليلي نهاري وأجهزة للرؤية الليلية.