أي دور للطبيب اليوم لمساعدة مريضه على تخطي عتبة الادمان والدخول الى مرحلة الاقلاع النهائي؟ كان هذا محور دراسة طبية شملت عددا هاما من أطباء دول شمال افريقيا رأى 87 في المائة منهم ان معدل 98 في المائة في الجزائر و73 في المائة بالمغرب و97 في المائة في تونس ان للطبيب دورا مهما ورياديا في مساعدة مرضاه للاقلاع عن التدخين نهائيا وبينت الدراسة ان 9 أطباء من اصل عشرة أطباء من هذه الدول الثلاث الذين تم استجوابهم يرون في التدخين آفة هي أشد خطرا وفتكا على صحة المدمن من مدمن الكحول او المخدرات لذا فإن ثلاثة ارباع الاطباء يرغبون في ادراج التدخين كمشكل صحي باعتبار أنه يؤدي الى الاصابة بالجلطة الدماغية والسكتة القلبية والسرطان والامراض المتعلقة بالجهاز التنفسي. وقد تم عرض هذه النتائج مؤخرا تحت اشراف مخابر بفايزر آلام بفرنسا بحضور المعنيين من الأطباء من دول شمال افريقيا حيث قدم الاستاذ المحاضر جيرارد ديبو Gerard Dubois طبيب الصحة العمومية الطرق المعتمدة لمساعدة مدمن التدخين للاقلاع عن هذه العادة ومخاطرها التي تهدد حياة الانسان وكيف يمكن للطبيب مساعدة هذا المدمن والمريض على الاقلاع عن التدخين باعتماد طرق علمية وصحية خاصة وان المدخن يلجأ في مرحلة اولى ومباشرة الى طبيبه او الصيدلي خاصته لطلب الاستشارة والنصيحة كما أشار الى الحملات العالمية التي اطلقت للتصدي للاشهار المباشر وغير المباشر لكل انواع السجائر من بينها منع اشهاره في وسائل الاعلام وفي المعلقات واجبارية تدوين كلمة التدخين قاتل على العلبة ومن بين الحملات التي تم اطلاقها منع بيع السجائز للقصر وكذلك السعي لمنع بيع السجائر في المحيط المدرسي. من جهته تحدث الاستاذ هشام عوينة المختص في الأمراض الصدرية بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة في خضم هذه الندوة عن الأضرار التي يتسبب فيها التدخين على مدى سنوات وكيف أكّدت الدراسات انها تنقص من عمر الانسان عشرة أعوام كاملة أي انها تخلق فرقا بين الانسان العادي وبين الاسنان المدخن وهذا الفرق يساوي عشرة أعوام كاملة. وبين الاستاذ عوينة كيف ان المدخن يخطئ احيانا اذا ما اعتبر ان استهلاك الشيشة اقل خطرا من السيجارة اذ ان شيشة واحدة تساوي استهلاك 30 سيجارة بمعنى علبة ونصف علبة كاملة من السجائر. وأشار في خضم كلامه الى الدور الذي يلعبه الطبيب اليوم لمساعدة مريضه على تخطي أزمة الادمان مع ضرورة ان يكون الطبيب نفسه غير مدخن ليكون القدوة.