جاءت هزيمة الافريقي من مستقبل القصرين بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وكان من تداعياتها إقالة المدرب بيار لوشانتر في محاولة من الهيئة لامتصاص الضغط المسلط عليها والتخفيف من سقف الاحتقان بين جماهير الافريقي التي ينطبق عليها لقب الضحية التقليدية.. إقالة مدرب لم ولن تكون الحل لأي فريق في كل الأحوال لأنّ كرة الثلج بدأت تكبر منذ مدة وقياس الافريقي بجاره الترجي مثلا يجعلنا نقف على حقيقة هذه المفارقة التي تؤكد لنا أن المشكلة في الافريقي أعمق من مجرّد إقالة لوشانتر. منافسك هو مرآتك التي تعكس حقيقتك ولولا الترجي ما كان لوجود الافريقي طعم والعكس صحيح ومن هذا المنطلق وضعنا هذه المقارنة لنقف عند مستوى الفوارق بين القطبين فعندما سيطر الترجي في وقت من الأوقات على المسابقات المحلية والافريقية (9 بطولات في 12 سنة) لم يحصد الافريقي سوى بطولتين في نفس الفترة عندها تحدث البعض عن نفوذ «مزعوم» للترجي جعله يفرض نفسه ولكن السنين أكدت أن سرّ قوة الترجي لا تكمن في الأسماء بل في قيمة العمل.. هذه المقارنة البسيطة تجعلنا نتأكد أنّ ما يحصل في الافريقي هو نتيجة تراكمات وترسبات تنطلق من الادارة والتسيير خلالها لاحقتها الانتقادات لسبب بسيط وهي أنّ أعضاءها لا علاقة لهم بالكرة فيما أقصي كبار النادي الذين صنعوا مجده، فإذا كانت البوصلة لا تتجه إلى الاتجاه الصحيح، فإنّ السفينة ستغرق في النهاية. فالأسماء التي ارتدت أقمصة الفريق ضاقت عليها هذه الأقمصة، وكم من انتداب فاشل صدع رؤوس جماهير الافريقي وجعلها تتمنى التخلص منه وآخرهم أوتورغو ومن قبله سامي أدجي وبيضوضان، وجونيور أوزاغي وغيرهم وحتى من استطاعوا تقديم الاضافة تميزوا بهشاشة ذهنية رفعت من درجة عدم انضباطهم مثل ألاكسيس والعكروت... لعل الحديث في كل هذه التفاصيل يبدو «مؤلما» للبعض خاصة في إطار هذه المقارنة البسيطة ، لكن الحقيقة تصدع ويجب الافصاح عنها والاصلاح ينطلق من أنقاض الماضي وليس بالسكوت عن الأخطاء لأن الأمر بكل بساطة يهم النادي الافريقي الذي يطفئ هذه السنة شمعته التسعين وتعشقه نصف جماهير الكرة. «الشروق» تحدثت الى أكثر الأشخاص دراية بالافريقي للبحث في أسباب ما يحصل وكيفية الحلّ، وماهي العوامل التي يستعيد بها هيبته؟