قامت حركة «طالبان» الأفغانية أمس بهجوم على مقر الاستخبارات الرئيسي في مدينة قندهار وهو ما اعتبر رسالة واضحة من الحركة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مفادها أنها قادرة على استهداف المباني الحكومية وأكثر الأماكن أمنا في البلاد. فيما نددت السلطات الأفغانية أمس بإقدام جنود من قوّات الحلف الأطلسي على قتل 4 مدنيين وجرح 18 آخرين. واقتحم ثلاثة مسلحين من «طالبان» المبنى مدججين بالقنابل اليدوية والبنادق والسيارات الناسفة. ونفذوا العديد من التفجيرات أعقبتها اشتباكات مع قوات الأمن دامت لأكثر من ساعة ونصف. حالة من الذعر وتدفق العشرات من رجال الأمن والجنود في الشوارع الرئيسية لمدينة قندهار. ممّا آثار حالة من الذعر وسط المدنيين، خاصة إثر سقوط قنبلة يدوية على مدرسة ابتدائية. وقال أحمد ولي قرضاي حاكم ولاية قندهار، إن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين واعتقل الثالث فيما أصيب اثنان من رجال الأمن حسب المصدر. وأظهرت التحقيقات مع المسلح المعتقل أنه ينتمي الى ولاية براون ذات الغالبية الفارسية الطاجيكية. وهو ما يعني أن نفوذ حركة «طالبان» أصبح يمتد الى ما وراء المناطق ذات الأغلبية البشتونية. قرضاي يدين؟ وعلى صعيد متصل أدان الرئيس الأفغاني وسلطات مدينة قندهار أمس اقدام قوات حلف شمال الأطلسي على قتل أربعة مدنيين من بينهم امرأة وطفل وجرح 18 آخرون إثر اطلاقهم النار على حافلة صغيرة اقتربت من قافلة للقوات الأجنبية. وقال بيان صادر عن السلطة الأفغانية إن وقع اطلاق نار الاثنين الماضي على طريق رئيسي في ولاية قندهار، معقل «طالبان» حين اقتربت حافلة مدنية صغيرة من قافلة للقوة الدولية «إيساف». وأضاف البيان أن «سائق الحافلة تجاهل أوامر القوة الدولية له بالتوقف نظرا للظلام الذي كان يلف المنطقة إلا أن العسكريين فتحوا النار». ويشكل مقتل المدنيين في عمليات القوات الدولية موضوعا بالغ الحساسية، وتستنكره حكومة كابول باستمرار نظرا إلى تكرار هذه الأخطاء. وكانت القوة الدولية اعترفت في الخامس من الشهر الجاري بأنها قتلت في واحدة من غاراتها الجوية في الجنوب امرأتين وطفلا ورجلا مسنا باستهدافها منزلا كان العسكريون يعتقدون أن المسلحين يختبئون به. واعترفت في اليوم نفسه بأن أحد جنودها قتل في فيفري الماضي خمسة مدنيين من بينهم 3 نساء في هجوم على قرية شمال البلاد. وأعلنت الأممالمتحدة في جانفي الماضي أن حصيلة القتلى المدنيين في 2009 كانت الأكبر خلال ثمانية أعوام من الحرب على أفغانستان وبلغت أكثر من 2400 قتيل بزيادة تقدّر ب14٪ مقارنة بحصيلة 2008.