اقتحم شقيقان محطة لبيع المحروقات بطريق فوشانة وكان أحدهما متحوزا لسلاح ناري متمثل في بندقية صيد ورثها عن جدّه المتوفى... وعمدا الى اخافة العامل بإطلاق عيار ناري أصاب أحد الصهاريج المخصصة لحفظ البنزين واستوليا باستعمال التهديد على مبلغ مالي وعدد من الوصولات المخصصة لبيع البنزين بلغت قيمتها الجملية حوالي 7 آلاف دينار. وكشفت عملية السطو هذه عن عملية مماثلة سجلت أحداثها بمحطة لبيع المحروقات بطريق المرناقية نفّذها الشقيقان بعد ان أخفيا سلاح الجريمة لدى فتاتين تقطنان بالعاصمة. حدث هذا خلال شهر ديسمبر من السنة قبل الفارطة وقد تمكن أعوان الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية من كشف هوية الجناة وحجز آلة الجريمة. وبينت التحقيقات التي أجريت في الغرض انه في ليلة يوم 8 ديسمبر تلقى أعوان الامن مكالمة هاتفية تفيد بحصول عملية سطو مسلح داخل محطة لبيع المحروقات فتم التوجه الى مكان الواقعة حيث تم العثور على العامل في حالة نفسية سيئة، وأفاد انه كان يعمل داخل المحطة حين فوجئ بقدوم شابين في مقتبل العمر أحدهما كان عاري الجسم من الاعلى وحافي القدمين وهو يحمل سلاحا ناريا متمثلا في بندقية صيد فتوقف في مكانه الا ان زميله في العمل حاول التقدم نحوهما الا انه تعثر على الارض، حينها عمد الشاب الى اطلاق عيار ناري أصاب احدى المضخات فتملّكهما الرعب حينها قام الشاب الثاني بافتكاك ما بحوزتهما من مال هو مداخيل المحطة في تلك الليلة. وذكر المتضرر ان المحطة كانت في تلك اللحظة خالية من الحرفاء، وبمجرد ان فرّ الشابان من المكان تولى الاتصال بصاحب المحطة وأعلمه بتفاصيل الواقعة. معاينة موطنية وبحلول أعوان الامن إلى مسرح الجريمة تم اجراء المعاينة الموطنية ورفع الخرطوشة التي أصابت مضخة البنزين وبينت نتيجة الاختبار انها من عيار 16مم وهي مجهولة النوع ومكان الصنع وقد تم استعمالها حديثا كما أن استعمالها وحملها يخضع لترخيص مسبق من الجهات المختصة. كما بينت نتيجة التحاليل ان الخرطوشة تابعة لبندقية صيد من الصنف الثالث. ايقاف المشتبه فيهما وبإجراء أبحاث دقيقة تم كشف هوية الجناة واتضح أنهما شقيقان، الأول في الثلاثين من العمر والثاني في الواحد والعشرين وهما أصيلا احدى مدن الوسط. كما تم حجز سلاح الجريمة وقد تم تفكيكه وحفظه داخل حقيبة تم اخفاؤها لدى شقيقتين من متساكني العاصمة. اعتراف وبالتحري مع الشقيقين المتهمين في القضية اعترفا بقيامهما بعملية السطو المسلح على محطة البنزين والتي نفذاها حسب أقوالهما دون تخطيط مسبق. اذ كانا على متن دراجة نارية بالمكان حين جالت ببالهما فكرة عملية السرقة. وذكر المظنون فيه الاول أنه شاهد عامل المحطة بمفرده حين أطلق العيار الناري لكنه لم يحدد الهدف فأصابت الطلقة مضخة البنزين. واعترف الشقيقان بقيامهما بعملية سطو مسلّح سابقة للعملية الحالية وذلك لمحطة بنزين بطريق المرناڤية غنما من ورائها عددا من وصولات البنزين وحوالي ألف دينار نقدا. وأكدا أن البندقية تعود لجدّهما المتوفى والتي ورثها خالهما من بعده وهي بندقية مخصّصة للصيد. واعترف أحد الشقيقين بكونه أخفى البندقية بعد تفكيكها لدى خطيبته السابقة بعد أن اتصل بها هاتفيا وضرب لها موعدا بمحطة للحافلات. تورط الخطيبة السابقة وشقيقتها وبسماع الخطيبة السابقة وشقيقتها أنكرتا علمهما بحصول عملية السطو المسلح، إلا أنهما كانتا على علم بمحتوى الحقيبة حيث شاهدتا البندقية المفّككة بداخلها. وبإحالة الرباعي على أنظار احدى الدوائر الجنائية المختصة وجهت للشقيقين جناية السرقة باستعمال التهديد بالعنف الشديد وحمل ومسك سلاح ناري ذخيرته من الصنف الثالث دون رخصة والاضرار بملك الغير طبقا لأحكام الفصول القانونية. في حين وجهت للخطيبة السابقة وشقيقتها جريمة المشاركة في السرقة باستعمال التهديد بالعنف الشديد. وقضت الدائرة الجنائية بابتدائية تونس بسجن المتهم الأول مدة 12 عاما وسجن الثاني مدة 12 عاما، اضافة الى عام سجنا من أجل الاضرار بملك الغير. كما قضت بسجن الشقيقتين مدة 5 أعوام من أجل المشاركة مع الاذن بالنفاذ العاجل. وارجاع بندقية الصيد والخراطيش لوزارة الداخلية مع استصفاء جهاز الهاتف الجوال والمبلغ المالي المرسم باحدى الدفاتر البريدية. استئناف الحكم الابتدائي وباستئناف الشقيقين للحكم الصادر في شأنهما قضت مؤخرا المحكمة نهائيا وحضوريا بقبول مطلبي استئنافهما شكلا وفي الأصل اقرار الحكم الابتدائي من حيث مبدأ الإدانة مع تعديله باعتبار جريمة الاضرار عمدا بملك الغير متواترة مع جريمة السرقة الموصوفة باستعمال التهديد ومستوجبة لعقاب هذه الأخيرة باعتبارها الأشد والحط من العقوبة الى 8 سنوات للمتهم الأول و6 سنوات سجنا للثاني مع تحميلهما المصاريف القانونية.